الأمين العام في سطور
اشتهر جمال ابو سمهدانة الذي ولد عام 1963 في مخيم المغازي للاجئين، وسط قطاع غزة، بانه مفجر الدبابات، حيث نجح في تفجير عدد منها، خاصة تلك المسماة ميركافا الحصينة التي تعتبر صرعة في عالم التكنولوجيا الحديثة. وارتبطت عائلته ارتباطاً وثيقاً بالمقاومة ضد الاحتلال. فقد اعتقل جيش الاحتلال والده وشقيقه عام 1970، حيث قضيا 5 أعوام في السجن. وفي عام 1975 قتل أحد اشقائه في عملية لجيش الاحتلال في جنوب لبنان حيث كان يعمل ضمن صفوف المقاومة .
غادرت عائلة ابو سمهدانة مخيم المغازي واتجهت جنوباً لتستقر في مخيم رفح للاجئين حيث شب جمال. وبرزت المزايا القيادية لأبو سمهدانة منذ نعومة أظفاره، وعندما شب كان ينظم فعاليات ضد الاحتلال ضمن اطار حركة فتح الأمر الذي جعل منه مطلوباً للمخابرات الإسرائيلية عندما كان يبلغ من العمرين عشرين عاماً. وفي عام 1982 وعندما اشتدت مطاردة جيش الاحتلال له تسلل ابو سمهدانة عبر الحدود حيث اتجه الى مصر؛ ومنها إلى دمشق ثم المغرب ثم تونس حيث مكث سنتين. وسافر أبو سمهدانة الأب لأربعة أولاد وبنت بعد ذلك إلى ألمانيا حيث التحق بالكلية العسكرية هناك وتخرج فيها ضابطا عام 1989، قبل أن ينتقل بعدها إلى الجزائر ثم إلى بغداد عام 1991.
وعقب انتهاء حرب الخليج، عاد أبو عطايا إلى الجزائر، قبل غزة ضمن صفوف القوات الفلسطينية العائدة بموجب اتفاق أوسلو عام 1993، على الرغم من معارضته للاتفاق الذي وقعه الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. وفور عودته إلى قطاع غزة، التحق أبو سمهدانة بالأجهزة الأمنية الفلسطينية، ونجح في انتخابات حركة فتح برفح وفاز بعضوية إقليم رفح.
وفي عام 1997 القت الأجهزة الأمنية القبض عليه بحجة تقديمه مساعدات لحركة «الجهاد الإسلامي» في انشطتها العسكرية ضد الاحتلال، وقضى في السجن عاما وسبعة اشهر. ولدى اندلاع انتفاضة الأقصى شكل ابو سمهدانة مع عدد من العاملين في الاجهزة الأمنية الفلسطينية المنتمين لحركة «فتح» تنظيم «لجان المقاومة الشعبية»، لتكون اطاراً ناظماً يضم مقاومين من مختلف الفصائل الفلسطينية، وأطلق على الجهاز العسكري للتنظيم الجديد " ألوية الناصر صلاح الدين".
وبرز ابو سمهدانة ورجاله في تنفيذ عمليات تفجير الدبابات الإسرائيلية، ميركافا حيث نجح رجاله في زرع عبوة ناسفة زنتها 100 طن من المتفجرات في شهر فبراير (شباط) 2000، مما أسفر عن مقتل ثلاثة جنود، وتدمير دبابة ثانية من الطراز نفسه في سبتمبر (ايلول) من العام نفسه، ومقتل جندي واحد وجرح آخرين، واقتحام معسكر لجيش الاحتلال سنة 2004 وقتل ثلاثة جنود، وتفجير حافلة ركاب للتلاميذ من سكان مستعمرة «كفار دروم» قرب رفح مما اسفر عن مقتل تلميذين، في نوفمبر (تشرين الثاني) 2004، وتفجير سيارة مستوطنين قتل جميع ركابها وهم مستوطنة يهودية حامل في الشهر الثامن وأطفالها الأربعة. كما نسبت اسرائيل لأبو سمهدانة المسؤولية عن عملية التفجير التي تعرضت لها قافلة الدبلوماسيين الأميركيين في قطاع غزة والتي قتل فيها ثلاثة رجال أمن أميركيين رافقوا الملحق الثقافي للقنصلية الأميركية في القدس وغيرها من العمليات. وسرعان ما اتهمت اسرائيل ابو سمهدانة بتطوير صواريخ لقصف العمق الإسرائيلي. ويعرف عن ابو سمهدانة تدينه الشديد وعلاقاته الوثيقة بقادة الحركات الاسلامية، وكان أوثق اصدقائه محمد الشيخ خليل قائد «سرايا القدس» الذي اغتالته قوات الاحتلال قبل سبعة اشهر.
وفجر وزير الداخلية الفلسطينية الجديد سعيد صيام قنبلة قوية عندما اعلن قبل ثلاثة اشهر عن تعيين ابو سمهدانة مراقبا عاما لوزارة الداخلية، وتكليفه بوضع الخطط للقضاء على ظاهرة الفلتان الأمني، لكن ابو سمهدانة شدد بشكل لا يقبل التأويل على أن تقلده المنصب الجديد لا يعني تركه المقاومة ضد الاحتلال. ولعل اكثر ما يميز ابو سمهدانة هو شعبيته الطاغية وحب قطاعات كبيرة من الفلسطينيين في قطاع غزة له، لا سيما في مدينة رفح ومخيماتها.
المرسل: زايد ابو سمهدانه
z.ayed45@hotmail.com