السكان في بيت لحم
عدد السكان عام 1949، حيث قدر عدد المهاجرين الفلسطينيين الذين شردوا من ديارهم ولجأوا من المناطق القريبة إلى بيت لحم المدينة بحوالي 5 آلاف فلسطيني، مما رفع عدد سكان مدينة بيت لحم بشكل مفاجئ، وبعد ذلك وما بين 1949-1966 كان النمو السكاني في مدينة بيت لحم طبيعياً وناتجاً عن الزيادة السنوية الطبيعية ( التي قدرت في تلك الفترة بحوالي 3.5 % ) وعن الهجرة من الريف إلى بيت لحم نتيجة تطور الخدمات الإدارية والإنتاج الصناعي والحرفي والتجاري في مدينة بيت لحم، وتحولها إلى مركز إداري وتعليمي هام في المنطقة، فوصل عدد سكان المدينة عام 1966 إلى 26600، بما فيهم أبناء بيت لحم العاملين في الأردن والبلدان العربية المجاورة، والذين لم تأخذ هجرتهم إلى تلك المناطق طابع الهجرة الدائمة، بل المؤقتة في سبيل تأمين ظروف حياة أفضل لعائلاتهم.
كانت نقطة التحول الثانية في نمو عدد سكان بيت لحم عام 1967 بعدما شنت القوات الصهيونية حربها العدوانية على الدول العربية المجاورة وإحتلت الأجزاء الباقية من فلسطين ( الضفة الغربية وقطاع غزة وأراضٍ عربية أخرى).
إنخفض عدد سكان بيت لحم قرابة (3) ثلاثة آلاف في سنة واحدة، والحقيقة أن هذا الرقم الكبير في النقص لا يعود لهجرة السكان بسبب الإحتلال، فسكان الضفة والقطاع إبان حرب 1967 تمسكوا بأرضهم بشكل عام ورفضوا تكرار مأساة 1948، وإنما يعود هذا الإنخفاض الشديد لإغلاق سلطات الإحتلال الجسور ومنع الحركة من وإلى الضفة الغربية، ثم إجراء إحصاء عام وإعتبار كل من لم يكن متواجداً في الضفة والقطاع العامل في الأردن والدول العربية المجاورة والدول الأخرى من العودة إلى وطنهم والتواجد مع عائلاتهم، وهكذا حرم ما يقارب ثلاثة آلاف من سكان مدينة بيت لحم من العودة إلى ديارهم مرة واحدة، وهو أسلوب من أساليب متعددة تتبعها سلطات الإحتلال في سبيل تهجير أصحاب البلاد وتفريغ الأرض.
المصدر: كتاب قصة مدينة بيت لحم
الدكتور وليد مصطفى