الدامون
ذكرها الإفرنج في العصور الوسطى، باسم "Damar"، وهي كلمة كنعانية Damura بمعنى العجيب. وقد تكون "الدامون" مشتقة من "Temarta" بمعنى شجرة النخيل وهو ما نرجحه.
والدامون قرية تقع في الجنوب الشرقي من عكا، تعلو 25 متراً عن سطح البحر، مساحتها 111 دونماً. "الرويس" أقرب قرية لها. ولها أراض مساحتها 20357 دونماً منها 687 لليهود و55 دونماً للطرق والوديان. غرس الزيتون في 484 دونماً. ويحيط بأراضي الدامون أراضي قرى "كابول وتمرة والرويس والبروة والجديدة وشفا عمرو والمنشية وشعب والمستعمرات الهيودية" التي أقيمت في قضاء حيفا.
كان في الدامون عام 1922م 727 نفراً، وفي عام 1931م 917 شخصاً ـ 456 ذ. و461 ث. ـ لهم 183 بيتاً، يوزعون ما يلي:
ذكور إناث المجموع:
مسلمون 433 437 870
مسيحيون 23 24 47
المجموع 456 461 917
وفي عام 1945م ارتفع عددهم إلى 1310 من العرب: 70 مسيحياً والباقي من المسلمين.
تأسست مدرسة الدامون في العهد العثماني عام 1304 هـ، وفي عام 1943 ـ 1944 المدرسي كان أعلى صف فيها الرابع الابتدائي.
وفي الدامون توفي العلامة الشيخ عبد الله الدجاني والد الشيخ عبد القادر أبو رياح الدجاني المار ذكره في يافا.
والدامون موقع أثري به "بئر بقايا قديمة إلى غربي البلدة" .
* * *
تقع في جوار الدامون.
1 ـ تل كَيْسان: في الغرب من القرية، وفي جنوب "تل العياضية". وفي قاموس المنجد "كَيْسان" اسم للغدر، يقال: "ركب فلان كيسان إذا غدر". كانت تقوم على هذا التل بلدة "أكشاف" -بمعنى سحر أو عَرَافة ـ العربية الكنعانية. ذكرت بين أسماء المدن التي فتحها طنميس الثالث المصري في القرن الخامس عشر قبل الميلاد. وقد خيمت على هذا التل وتل العياضة جيوش صلاح الدين في حروبها مع الإفرنج، كما ذكرنا ذلك في فصل سابق. عثر في تل كيسان على آثار تعود بتاريخها إلى عهد الهكسوس.
ذكر صاحب معجم البلدان هذا التل بقوله: "موضع في مرج عكا من سواحل الشام" ويحتوي التل على "تل أنقاض، أساسات جدار، تحصينات، بئر" .
2 ـ خربة دَعُوك: تقع بين "تل كيسان" ومجرى "نهر النعامين". ذكرتها الوقائع الفلسطينية، ص 1544 (خربة دعوك: تحتوي على جدران متهدمة، صهاريج)، كانت تقوم في موقعها قلعة صغيرة في حروب الفرنجة حملت اسم (Castiel Doc).
والدُّوق قرية في شمال لبنان. قال الأستاذ فريحة: (Dawqa: النظر والتطلع والمراقبة... من جذر Daq نظر وتطلع وراقب. وتطلق تجوزاً على الأسقف والرئيس والمقدّم والمكان المشرف. نرجح أن هذا المكان تسمّى نسبة إلى موقعه أي أنه مشرف ومطل .
ولهذه الخربة ذكر في حروب الفرنج الذين دعوها "Castiel Doc ـ ويتلخص ذكرها بأنه لما تتابع الإمداد إلى الفرنجة من أوروبا، وهم يحاصرون عكا قامت أعداد كبيرة منهم (كالرمال كثرة وكالنار جمرة) في الحادي عشر من شوال 586 هـ لمناجزة صلاح الدين خارج البلدة.
عَبّأ صلاح الدين، وهو مريض، جيشه بين تل الخروبة حتى نهر النعامين والبحر. وفي 13 شوال التحم الطرفان واشتد القتال بينهما فكان النصر حليف المسلمين الذين أخذوا يطاردون عدوهم حتى أوصلوه قبالة جسر دَعُوق. وفي هذه المعركة جُرح "إياز الطويل" جراحات متعددة وهو مستمر على القتال وكان (مقداماً هماماً وأسداً ضرغاماً)، وجُرح أيضاً (سيف الدين يازكوج) (وهو من فرسان الإسلام وشجعانه) . وفي صباح 14 شوال قطع المسلمون الجسر واستمروا في ملاحقة العدو الذي أخذ يعود إلى خنادقه أمام عكا بعدان تكبد خسائر جسيمة .
دمر الأعداء (الدامون) وأجلوا سكانها عنها.
المصدر: موسوعة بلادنا فلسطين
محمد محمد حسن شراب