وفي اليوم العاشر من حزيران 1948 قام رجال القرية وشبابهم وغيرهم من المجاهدين بهجوم عنيف على بلدهم فتمكنوا من استردادها بعد أن قتلوا 35 جندياً يهودياً. وغنموا العديد من القذائف والمدافع. ثم توغلوا في قرى كفرعانة والسافرية وكادوا يستردونها لولا صدور الأمر بوقف القتال حيث عقدت الهدنة الأولى. خسر المجاهدون في هجوهم هذا 18 شهيداً و63 جريحاً.
وأخيراً تمكن الأعداء من تطويق المنطقة الممتدة بين رأس العين وقوله وبيت نبالا إلى البلدة والرملة فرأى رجال العباسية أنهم أضحوا داخل الطوق فأخذوا يستنجدون بالجيوش العربية؟ التي كانت مرابطة في جوارهم ولما لم ينجدوا أخذوا ينسحبون بعد أن مكثوا في بلدتهم أكثر من شهر.
ينسب إلى العباسية المجاهد "زكي عبد الرحيم 1909 ـ 1963م" كان رحمه الله من أصدقاء القائد الشهيد حسن سلامة. فخاض معه معارك كثيرة خلال عامي 1936 و1937، وأخيراً في عامي 1947 و1948.
ولما عاد الشيخ حسن من ألمانيا إلى البلاد في الطائرة في عام 1944م أخفاه زكي في بيارته في العباسية ولم يتمكن البريطانيون من معرفة مكان اختفائه، وبعد النكبة التجأ رحمه الله إلى دمشق وظل فيها إلى أن توفاه الله بع عمر مليء بالجهاد والتضحية.
تحتوي العباسية على "أساسات وعقود مبنية بالدبش ومدافن ونواويس وقطع معمارية" .
إن مستعمرة "يهود ـ Yehud" التي أقامها الأعداء في تشرين الثاني من عام 1948 على أنقاض قريتنا "العباسية" البطلة، ضمت في نهاية العام المذكور 13 يهودياً. وفي نهاية عام 1949 بلغوا 3200، ارتفعوا إلى 7400 يهودي في عام 1965.
المصدر: موسوعة بلادنا فلسطين