قرية سَمَـخْ
الموقع:
205234: PGR
المسافة من صفد (بالكيلومترات): 10
متوسط الارتفاع (بالأمتار): ـ 200 تقريباً (تحت مستوى سطح البحر)
ملكية الأرض واستخدامها في 1944/1945 (بالدونمات):
(ضمنها مستعمرتا مساده وشاعر هغولان)
الملكيـة:
|
|
الاستخدام:
|
|
عربيـة
|
9265
|
مزروعـة
|
16899
|
يهوديـة
|
8412
|
(% من المجموع)
|
(91)
|
مشـاع
|
934
|
مبنيـة:
|
352
(239 للعرب، 91 لليهود، 22 مشاع)
|
المجمـوع
|
18611
|
|
|
عدد السكان
1931: 1909 (1860 عربياً، 49 يهودياً؛ سمخ فقط).
1944/1945: 3460 عربياً (سمخ فقط).
عدد المنازل (1931): 480 (سمخ فقط).
سَمَـخْ قبل سنة 1948:
كانت القرية تقع في رقعة مستوية من أرض غور الأردن، عند أقصى الشاطئ الجنوبي لبحيرة طبرية، وتبعد مسافة يسيرة عن مخرج نهر الأردن من البحيرة. وكانت سمخ كبرى القرى في قضاء طبرية، من حيث المساحة وعدد السكان. كما كانت ملتقى مهماً لطرق المواصلات، تربط مناطق شرقي نهر الأردن بمناطق غربيه، كما تربط المناطق الواقعة حول البحيرة بغور الأردن جنوباً. وكان فيها محطة لقطار سكة الحديد التي تصل حيفا بسكة حديد الحجاز. وكانت القرية تقع على طريق عام يمر بمحاذاة البحيرة، ويفضي إلى مدينة طبرية في الشمال الشرقي. وكانت خطوط الملاحة في البحيرة تربط سمخ بمرفأ المدينة.
أنشئت القرية في أوائل القرن التاسع عشر على أنقاض بلدة كفار سمح (Kefar Semah)، التي كانت آهلة أيام الرومان. وكانت منازلها مبنية في معظمها بالطوب، بينما كان بعضها مبنياً بالحجارة السود (البازلت) التي يكثر وجودها في منطقة الجولان، قريباً من سمخ. وقد وصفها الرحالة السويسري بوركهارت، الذي شاهد القرية في سنة 1812، بأنها مجموعة من ثلاثين إلى أربعين منزلاً طينياً تقع إلى جانب منازل حجرية أفخم منها بناء. وذكر أن نحو مئة فدان (الفدان = 100 ـ 250 دونماً؛ انظر مسرد المصطلحات) كانت تُزرع في جوار القرية مباشرة.
وفي وقت لاحق من القرن التاسع عشر، بلغ عدد سكانها 200 نسمة، يزرعون أراضي السهل المحيط بها.
كان سكان سمخ يتألفون من 3320 مسلماً، و130 مسيحياً، و10 من ديانات أُخرى. وكانت أكثريتهم من قبيلتي عرب الصقور وعرب البشاتوة البدويتين، اللتين استقرتا فيها.
ففي سنة 1945، كان يشرف على إدارة شؤون سمخ مجلس بلدي أُنشئ في سنة 1923. وقد تزايدت نفقات هذا المجلس بالتدريج، من 310 جنيهات فلسطينية في سنة 1929 إلى 1111 جنيهاً فلسطينياً في سنة 1944.
وكان في سمخ مدرستان، إحداهما للبنين والأُخرى للبنات. وكان سكان القرية يعتمدون في تحصيل رزقهم على الزراعة والتجارة، وأهم محاصيلهم الموز والحبوب. في 1944/1945، كان ما مجموعه 8523 دونماً مزروعاً حبوباً. وقد استغل السكان موقع قريتهم المميز، فتخصصوا بعدد من المهن والحرف.
احتلالها وتهجير سكانها:
غادر بعض السكان في الأشهر الأولى من الحرب، بحسب ما رُوي. لكن القرية لم تخلُ من السكان إلّا في نهاية نيسان/ أبريل 1948، عقب الاستيلاء على طبرية في 18 م الشهر نفسه. وما أنْ سقطت المدينة حتى وجّه لواء غولاني اهتمامه إلى قرية سمخ الكبيرة، وراح يعدّ العدة لاحتلالها. وذكر المؤرخ الإسرائيلي بِني موريس أن جنود لواء غولاني أضرموا النار في قرية مجاورة ـ لم يسمِّها ـ بعد أن تدربوا فيها على احتلال سمخ. أمّا عن احتلال القرية فعلاً، فقد جاء في «تاريخ الهاغاناه» أنه في 28 نيسان/ أبريل «احتُلّ مركز شرطة سمخ وهجر السكان البلدة»، من دون أن يأتي إلى ذكر أية تفصيلات. ويقول المؤرخ الفلسطيني عارف العارف إن سقوط طبرية عزل سمخ فعلاً عن سائر فلسطين، ولم يترك لها إلا طريقاً حيوياً واحداً هو طريق الحمة الذي يفضي أيضاً إلى سورية والأردن.
استُرِدَّت سمخ من يد الإسرائيليين في الشهر اللاحق، ولمدة وجيزة. وتفصيل ذلك، بحسب ما جاء في «تاريخ حرب الاستقلال»، أن طابوراً سورياً تسانده قوات عراقية انتزع السيطرة على القرية واستولى على مستعمرة يهودية مجاورة في 18 أيار/ مايو (وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن ذلك حدث قبل هذا التاريخ بيومين). وجاء في صحيفة «نيويورك تايمز»، نقلاً عن مصدر عسكري سوري، أن الهجوم بدأ في الساعة الرابعة فجراً، وأن القرية سقطت بعد أربع ساعات. بينما ذكرت الرواية الإسرائيلية الرسمية أنه «قد أثار سقوط سمخ والقصف والغارات الجوية مشاعر صعبة». وفي الليلة عينها، شنّ لواء يفتاح هجوماً على سمخ أنزل خسائر جسيمة في صفوف المدافعين السوريين، إلا أنه لم يفلح في استعادة السيطرة على القرية.
وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أنه في 20 أيار/ مايو تدخل الطيران الحربي الإسرائيلي أول مرة منذ دخول القوات العربية فلسطين، وقصف منطقة سمخ. وقال الإسرائيليون إن ما أتاح لقواتهم أن تستعيد السيطرة على سمخ إنما كان أربعة مدافع من العيار الثقيل، كانت أُنزلت في ميناء تل أبيب قبل بضعة أيام؛ وقد أطلقت نيرانها فوراً على القوات السورية المرابطة قرب سمخ. وما لبث السوريون أن انسحبوا، فدخلت وحدات من لولاء غولاني القرية ثانية، صباح 21 أيار/ مايو. وجاء في التقارير الصحفية أن الطائرات الإسرائيلية أغارت على منشآت عربية بالقرب من سمخ في 23 أيار/ مايو، وذلك لليلة الرابعة على التوالي، وأن الجيش الإسرائيلي ادعى في اليوم التالي أنه أحكم السيطرة على المنطقة كلها.
المستعمرات الإسرائيلية على أراضي القرية:
في سنة 1937، أُنشئت مستعمرتا مساده (206232) وشاعر هغولان (207232) جنوبي شرقي موقع القرية، واتسعتا لتبلغا أراضي القرية. وفي سنة 1949، بُنيت مستعمرة معغان (206234) في موقع القرية. كما تم، في السنة نفسها، بناء مستعمرة تل كتسير (208234) المجاورة إلى أرض القرية. أمّا مستعمرتا دغانيا ألف (204235) التي بُنيت في سنة 1909، ودغانيا بِتْ (204234) التي بُنيت سنة 1920، فتقعان قريباً من القرية لكن لا على أراضيها.
القرية اليـوم:
لم يبق من معالم القرية إلا أنقاض محطة قطار سكة الحديد وخزان مياه. وقد أنشأ سكان مستعمرة دغانيا ألف في موقع القرية متنزهاً للسياح، ومحطة للوقود، ومصنعاً. أمّا الأراضي المجاورة فمزروعة.
المصدر: كتاب كي لا ننسى
د.وليد الخالدي