المحتوى |
دخل الصهاينة القرية في النهار وكانوا يغادرونها في الليل خوفا ورهبة بعد احتلالها, وأول شيء سحبوه منها هو خلايا النحل. وجمعوا المسنين في بيت واحد هو بيت أحمد شعبان الذي كان في الثمانين من عمره, وكانت بديعة من ضمنهم. وتحت إلحاح الحاجة تسلل شباب القرية ليلا إلى بيوتهم يسرقونها, فمرَّ البعض على...
منزل أحمد شعبان للسؤال عنه فاقترحت بديعة أن تعلق قنديلا على شُباك النافذة عندما تكون القرية خالية من الجنود الصهاينة.
والشباك يطل على البيادر والبساتين. بديعة والدة الشاعر الشعبي مصطفى البدوي, ووالدة الشهيد محمد, وهي من أصل يهودي من يهود صفد. لكنها تُكن المحبة والإخلاص لبلدتها وبلدة زوجها حطين التي عاشت فبها. وعلى هَدي ضوء القنديل, اخذ الشباب يدخلون بيوتهم بأمن وسلام كل ليلة.
أما الجنود الصهاينة فكانوا ينهبون البيوت في النهار ويجمعون الحبوب في ساحة المراح لترحيلها بعد ذلك, ولما أصبحت البيوت خاوية, صار المتسللون وأصحاب الرزق الأصليون.
يُحملونه جاهزا من المراح, فانتبه الجنود في الصباح إلى النقص الحاصل فيما جمعوه وكدسوه, فقرروا نصب الكمائن في الليل. وغاب قنديل بديعة في تلك الليلة المظلمة, حالكة السواد. القادمون من جهة الشمال, جهة القنديل انتبهوا لغيابه فتراجعوا, ثمة من جاء من الغرب
ومن جهة القسطل فوقعوا في الكمين, وتعرضوا لنيران الرشاشات الغادرة, قُتل حصان العم محمد سليم شعبان فكمن خلفه. وأصيب محمد خالد الإمام, فحمله محمد سليم شعبان منسحبا تحت ظروف قاسية جدا وطلقات الرشاشات تلاحقهم, خرجا من المستحيل لأطفال ينتظرونهما بفارغ الصبر. ولكنْ! هل تمت الفرحة, في مجزرة عيلبون استشهد أربعة عشر رجلا, كان الجريح السابق محمد سعيد الإمام احدهم والباقي من والباقي من قرية عيلبون.
حتى بديعة لم تسلم من الأذى, ضُربت وأُهينت وهاجرت حتى سوريا حيث وافتها المنية في مدينة دمشق.
|
Preview Target CNT Web Content Id |
|