جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
ما أن يدخل الزائر إلى قرية دير استيا إلى الشمال من مدينة سلفيت شمال الضفة الغربية حتى يلفت انتباهه خضرة وادي قانا ورائحة مياهها وجمالها، كما لا يغيب عن بال الزائر عتق القرية نفسها وقدمها سيما البلدة القديمة فيها. ولا زالت القرية تحتفظ برائحة القدم فيها رغم أنها رُمّمت وواكبت عمليات الترميم حداثة الواقع واحتياجاته، ولا زالت الحاجة عائشة (75 عاما) ترسم بضحكتها للغادي والرائح أمل المستقبل لهذه القرية وحكايتها وعيشة الماضي والحاضر. وما أن تخرج من القرية حتى يلاقيك وادي قانا بعبق رائحة الورد فيه وجمال الطبيعة الخلال، شجر البرتقال والليمون والمياه ورائحة "الميرمية" والزعتر الجبلية بلا شك تجذب الزائر من مسافة ليست بالقريبة، وعلى حافتي الجبال المحيطة بواد قانا لا ترقد الأبقار والمواشي التي ترعى بالمكان وحدها لتستريح من ألم ومعاناة يوم حار، بل هناك عشر مستوطنات تقيمها إسرائيل على رؤوس تلك الجبال تصادر أراضي القرية وتعكر صفو جمالها. ويعد وادي قانا من أجمل المناطق الطبيعية بالضفة الغربية، حيث يتميز بتنوع غطاءه البيئي وندرة الأشجار الموجودة فيه، ورغم الإجراءات الإسرائيلية التي تحرم أصحاب الأراضي من زراعة أراضيهم أو تحسين قنوات المياه وتغيير مجراها إلا أن هناك عشرات الأسر الفلسطينية التي لا زالت صامدة بوجه الاحتلال وتزرع أرضها وتفلحها. وتقع قرية دير استيا على جبل يبعد 5 كلم إلى الشمال من مدينة سلفيت و26 كلم الى الجنوب الغربي من مدينة نابلس، ويمتاز موقع القرية بتمركزه في قلب المرتفعات الوسطى، ويرجع تاريخ القرية الى الحقبة المملوكية، حيث تشكل عمارة البلدة القديمة في القرية نموذجا فريدا يمثل نمط العمارة التقليدية الممزوجة بإضافات من الطراز العثماني، كما يقول الدكتور نافذ منصور أحد الشخصيات البارزة في القرية ورئيس مجلسها القروي السابق.
ﻭالقرية أيضا يتكون اسمها ﻤﻥ ﻟﻔﻅﺘﻴﻥ ﺩﻴﺭ، ﻭإﺴﺘﻴﺎ ﺃﻤﺎ ﺩﻴﺭ ﻓﺂﺭﺍﻤﻴﺔ ﺃﻭ ﺴﺭﻴﺎﻨﻴﺔ ﺘﻌﻨﻲ (ﺩﺍﺭﺓ) ﺃﻱ ﻤﻭﻁﻨﺎ ﻟﻠﺴﻜﻥ، ﻭﻫﻲ (ﺩﺍﺭ) ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ، إﺴﻁﻴﺎ: (ﺍﺴﺘﻴﺎ) ﺃﻭ (إسطيا) بالطاء ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺼﺢ ﻓﻬﻲ ﺘركمانية وﺘﻌﻨﻲ ﺸﻴﺦ ﺼﻨﻌﺔ ، ﺃﻭ ﻗﺎﺌﺩ ﺤﻅﻴﺭﺓ، ﻭﺭﺒﻤﺎ كان إسطيا ﻫﺫﺍ ﻗﺎﺌﺩ ﻤﻔﺭﺯﺓ ﻤﻤﻠوكية ﺃﺒﻠﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺘﺎل ﻭﺍﺴﺘﺸﻬﺩ، ﻓﺄﻗﻴﻡ ﻟﻪ ﻀﺭﻴﺢ والذي ما زال في الجامع الغربي. وتقعد قرية دير استيا على 36 ألف دونم ويقطنها حوالي بضعة آلاف نسمة موزعين على عدة عائلات ابرزها آل أبو حجلة وهي من عائلات قضاء نابلس المعروفة وهي منتشرة في دير استيا وبديا، وآل زيدان، وآل القاضي وبعذ هذه العائلات اصله من السعودية ومنها جاء من القرى المجاورة لدير استيا مثل مردا وبديا وغيرهما. وتعد ديراستيا ثانية بلدات قضاء نابلس في زيتونها ففيها 6969 دونما مغروسة به، وفيها من الأشجار المثمرة الأخرى التين وهو مزروع في 175 دونما واللوز وهو مزروع في 44 دونما، وقليل من العنب والمشمش وغيرها، وتزرع في أراضيها الحبوب والقطاني وقليل من الخضار. ويشتغل بعض أهلها في رعاية المواشي ولا سيما الماعز، وترعى في أحراش وادي قانا البالغ مساحتها نحو 30 ألف دونم. ويستفيدون من ألبانها في صنع الجبن والقليل من السمن، وبلغت الضريبة المطلوبة من ديراستيا(190 )جنيهاً و 635 ملا.
المصدر: فلسطينيو 48