المحتوى |
تقع قرية الرينة في الجليل الأسفل شمال شرقي الناصرة داخل أراضي عام 1948م، وتقع على سفح جبل سيخ الشرقي البالغ ارتفاعه 574 م عن سطح البحر، عدد سكان القرية بالغ 15900 نسمة، ويعتقد أنها كانت موجودة في عهد الرومان وكانت تدعى بـ"راني".
بُنيت الرّينة على سفح تلّ كان يُسمّى تلّ آبل وهو كنعانيّ عربي لا تزال آثار ساكنيه القُدماء موجودة إلى اليوم، وبهذا تكون الرّينة من أعرق القرى العربيّة القديمة الّتي تأسَّست قبل الميلاد بكثير، تتكوّن فئة السّكان فيه من طائفتين، الإسلاميّة والمسيحيّة تربط بينهم أواصر المحبّة والأخوّة والتواصل، وفيها مجلس محلّي يُنتخب مرّة كل خمس سنوات ويرأسه السيّد عدنان بصول.
اختلف المؤرّخون في سبب تسمية الرّينة بهذا الاسم، فمنهم من اعتقد أنه محرّف من راني Rani وهي قرية رومانيّة كانت مبنية على سفح جبل سيخ، وآثارها موجودة حتى اليوم، واعتقد آخرون أن التّسمية نسبة لقائد عسكري اسمه رينيه كان موجودا فيها، وهناك فئة حاولت أن ترجع الاسم إلى الكلمات العربيّة مثل رنا أو ران ورناء وغيرها.
نُبذة تاريخيّة
إنّ قرية الرّينة مبنيّة على أنقاض بلدة كنعانيّة عربيّة قديمة، وكما هو معروف فإنّ الكنعانيّين هم من أقدم الشعوب التي هاجرت إلى أرض فلسطين، وذلك في النّصف الأوّل من الألف الثّالثة قبل الميلاد، وهم قبائل عربيّة ساميّة، وقد شيّد الكنعانيّون الكثير من المدن والبلدات وأشهرها "بيبلوس" وهي جُبيل حاليًا و"صيدون" بيروت و"أريحا" و"مجيدو" و"بيسان" و"عين شمس". ويعتبر الكنعانيّون أقدم الأقوام التي سكنت في فلسطين، وإليهم يرجع الفضل في تأسيس حضارة فلسطينيّة قديمة، كما تعتبر لغتهم أقرب اللّغات إلى اللّغة الساميّة، أي العربيّة القديمة وقد سمَّى اليونان كنعانيّو الشمال بالفينيقيّين، وعندما سيطر هؤلاء على الحياة السياسيّة والاقتصاديّة لكنعانيّي الجنوب، طَغَى اسم الفينيقيّين على الجميع إلى أن جاء الفتح الإسلامي سنة 635 م، فانخرط هؤلاء مع الوافد الجديد. وقد أقام الكنعانيّون حضارة عظيمة ما زالت آثارها منتشرة في فلسطين ولبنان وسوريا ومصر، ويظهر من هذه الآثار اهْتِمامهم الكبير بالتّجارة والملاحة البحريّة. كما اشتهروا بهندستهم المعماريّة، وإنشائهم السّدود المائيّة وقنوات جرّ المياه، وبرعوا في صناعة الخزف والأصباغ، وكانوا أوّل من اخترع الكتابة، إذ اكتشف الباحثون في رأس شمرا أقدم أبجديّة في التّاريخ.
مَساحة الرّينة
بلغت مساحة المنطقة المبنيّة في الحيّ القديم من الرّينة 139 دونمًا، لتكون بذلك ثاني أكبر قرية عربيّة في منطقة النّاصرة بعد يافة، أمّا مساحة المنطقة المبنيّة في الحيّ الجديد بعد الزّلزال المدمّر سنة 1927 فكانت حوالي 120 دونمًا، أمّا اليوم فمساحة المنطقة المبنيّة في الحيّ القديم والجديد معًا أكثر من الضّعفين. أمّا مساحة أراضي الرّينة فبلغت 16029 دونمًا. اهتمّ سكّان الرّينة منذ القدم بالأشجار المثمرة، وكانت البساتين تحيطها من كل جانب كذلك كان الزّيتون يغطّي حوالي 1250 دونمًا، وكان فيها ثلاث معاصر للزّيتون، أمّا اليوم فقد اقتلعت غالبيّة الأشجار بهدف بناء المساكن مكانها، وذلك بسبب سياسة التّضييق المجحفة التي اتّبعتها حكومات إسرائيل.
سكّان الرّينة
من المعلوم أنه لم تجر إحصائيّات سكانيّة دقيقة في العهد العثماني، ولكن بعض المصادر تشير إلى أنه كان يسكن الرّينة سنة 1859 حوالي 500 نسمة، وفي سنة 1912 كان عددهم 1093, نسمة منهم 612 مسيحيلً و 472 مسلمًا، وقد انخفض العدد إلى 787 نسمة سنة 1922, والسّبب الأساسي نزوح قسم كبير من الأهالي إلى المدن المجاورة مثل النّاصرة، حيفا وغيرها، أو الهجرة إلى الخارج خصوصًا إلى أوروبّا وأمريكا وكندا. عند احتلال الرّينة في عام النّكبة وبالتحديد في 15/7/1948 كان عدد السكّان فيها 2077 نسمة، وارتفع العدد إلى 2197 نسمة سنة 1948, وفي سنة 1961 كان العدد 2740 نسمة، وسنة 1982 حوالي 5000 نسمة، واليوم إذا أضفنا حيّ بلال المتلاصق تمامًا مع مدينة النّاصرة، فإنّ عددهم يربو إلى 14000 نسمة.
المصدر: فلسطينو 48
|
Preview Target CNT Web Content Id |
|