(إسرائيل) تستغل الأجواء العاصفة لتهجير فلسطينيي النقب
في ساعات الصباح الباكر من يوم الاثنين الماضي، وبينما كانت الرياح تطيح بخيام قرية "شقيب" السلام جنوب بئر السبع المحتلة، دخلت قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى القرية، ونفذت عملية هدم جديدة لبيت يسكنه 21 مواطناً فلسطينياً غالبتيهم من الأطفال والنساء، وتركتهم في العراء وتحت البرد الشديد.
وعلى أطلال البيت وفوق محتوياته المحطمة والمنثورة في المكان، لم يجد صاحب المنزل فايز أبو عمر، أمامه إلا أن ينقل الأطفال الصغار إلى بناية المجلس المحلي هرباً من البرد والمطر الشديد الذي كان ينهمر على القرية، واصفاً سلوك الاحتلال بأنه "سلوك عصابات وليس سلوك دولة"، وأضاف: "إنها دولة بلا ضمير ولا رحمة".
وقال أبو عمرة لـ"فلسطين": "يطلبون مني التنازل عن قسيمة أرض ليسمحوا لي بالبقاء على هذه البقعة القاحلة، إنها حرب مستمرة علينا منذ عشرات السنين، لقد رُحلت عدة مرات من مكاني ولا نهاية لهذا المسلسل".
ويقول الشيخ عطية الأعسم رئيس المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها في النقب: إن الأوضاع بشكل عام وخاصة في القرى غير المعترف بها، صعبة للغاية في هذه الأيام في ظل غياب الخدمات الحكومية".
وأوضح أن القرى تشهد ظروفا مأساوية بعد سقوط الأمطار وفيضان الأودية والتي تحول بين السكان والخروج أو الدخول إلى قراهم بسبب عدم تعبيد الطرق المؤدية للقرى وبناء الجسور على الأودية.
وناشد الشيخ الأعسم المؤسسات الحقوقية لرفع هذه المأساة إلى المحافل الدولية، كما ناشد الحركات والأحزاب تقديم يد العون للقرى العربية المنكوبة في النقب.
وأشار إلى أن قوات الهدم والتخريب التابعة لوزارة داخلية الاحتلال وما يسمى سلطة تطوير البدو، شنت غارات جديدة على القرى غير المعترف بها، وهدمت عدة منازل بعد إخراج أهلها منها وتشريدهم في فصل الشتاء القارس، وإلصاق أوامر هدم على بيوت، وإنذارات لحراثة وتخريب مزروعات.
واعتبر الأعسم، هذا الهدم "دليل على الكراهية الواضحة للسكان العرب في الجنوب"، لافتاً إلى أن السلطة المحتلة، تقوم بإنفاق الأموال الطائلة على الإرهاب التي تمارسه ضد السكان العرب بدلا من الاعتراف وحل المشكلة.
سياسة قديمة
من ناحيته، قال الناشط الفلسطيني نمر أبو رقيق من قرية تل السبع التي تعرض عدد من منازلها للهدم الخميس الماضي: "إن سياسة هدم البيوت في النقب قائمة منذ سنوات طويلة وهي وصمة عار في جبين القائمين على عمليات الهدم".
وبيّن أن قوات الهدم الإسرائيلية، هدمت البيوت دون الأخذ بعين الاعتبار العاصفة التي تجتاح البلاد والتي تركت العديدين بدون مأوى، مضيفاً: "نحن في قرية تل السبع نحذر من تفجير الأوضاع في القرية عبر سياسة الهدم والتضييق على الناس وندعو أهل القرية للتضامن والوقوف معا يدا بيد ضد أي أمر هدم والوقوف بجانب العائلات التي هدمت بيوتها".
وناشد ابورقيق المؤسسات المدنية ومؤسسات حقوق الإنسان للوقوف بجانب أهل القرية خاصة وأهل النقب عامة ورفع قضيتهم إلى المحافل الدولية للضغط لإيقاف سياسة هدم البيوت، وتحمل مسؤولياتهم أمام السكان على الأرض وفي الميدان وخاصة الآن في فصل الشتاء القارس والعواصف ".
انتهاكات جسيمة
من جهته، ندد الشيخ المحامي طلب أبو عرار المرشح الرابع في القائمة العربية لانتخابات الكنيست الإسرائيلي، بآلية تعامل السلطات الإسرائيلية مع المواطنين العرب في الداخل بصورة عامة والنقب خاصة، ومع سكان القرى غير المعترف بها في النقب.
وقال أبو عرار لـ"فلسطين": "تقوم وزارة الداخلية بمفتشيها وفي الأجواء العاصفة بإلصاق أوامر هدم في قرية السر بالقرب من سجن بئر السبع، كما تم توزيع إنذارات على أصحاب أراض قاموا بفلاحتها، وتم تحذيرهم من أن دائرة أراضي (إسرائيل) ستقوم بحراثتها لتخريب المزروعات بحجة أن الأرض تعود للدولة، علما أن هذه الأراضي بملكية السكان العرب".
وبين أبو عرار أن هذه الحكومة تتعامل مع العرب كأعداء، "وعلينا فضح هذه السياسة بكل الوسائل"، محذرا من أن الحكومة الإسرائيلية المقبلة ستكون أكثر تطرفاً، "وعلى العرب عامة أن يعوا ما ينتظرهم وعليهم أن ينظموا صفوفهم للنضال المشروع للمطالبة بكافة حقوقهم"- وفق قوله.
المصدر: فلسطين أون لاين