عرسان الأقصى يزرعون الأمل في واقعه الأليم
رجال شرطة تنتشر، مستوطنون يقتحمون المسجد الاقصى المبارك، سياح يتجولون وكأنهم في ساحات عامة في دولهم !! هذا الحال اليومي للمسجد الأقصى المبارك الذي ما زال يعاني من هذه المناظر التي هزّت معالمه وزرعت فيها الحزن حتى باتت أيام الفرح تقتصر على فعاليات ومهرجانات سنوية. ولزرع الأمل في باحات المسجد الأقصى المبارك دأبت مؤسسة عمارة الأقصى والمقدسات على ذلك من خلال عدة فعاليات ومن أنجع هذه الفعاليات مشروع "عقد القران في المسجد الأقصى المبارك". المشروع الذي أنطلق منذ سنتين ونيف أستقطب العديد من الشباب مناطق الداخل الفلسطيني والقدس الشريف لعقد قرانهم في المسجد الأقصى مؤكدين على إسلامية المسجد وراجين أن يكونوا ممن يبدلون الألم إلى أمل .
اسأل الله أن يرزقنا الذرية
في يوم الأربعاء اعلن بعد صلاة الظهر عقد قران الشاب فادي مثقال القاق على الأخت نيران العباسي في المسجد الأقصى المبارك (كلاهما من القدس) ،حيث تجمع الأهل والأصدقاء في المصلى القبلي، وتولى مراسيم العقد المدرس في مشروع مصاطب العلم الشيخ إبراهيم عميرة الذي بدوره بارك العقد وبارك للعروسين هذه الخطوة المميزة التي تتنزل عليها بركات المسجد الأقصى المبارك، كما وقال الشيخ عميرة "الحمد لله الذي فتح هذا الباب الطيب لشباب بيت المقدس، إن هذا الباب لهو سنة حسنة ومصلحة للمسجد الأقصى المبارك، لما فيه من ترجمة لمفهوم الرباط في الأقصى ،وأنا بدوري أبارك للعريس فادي وللأخت نيران وأسال الله تعالى أن يرزقكم الذرية الصالحة التي تقوم على خدمة المسجد الأقصى المبارك ونصرته".
العريس فادي مثقال القاق من القدس وتحديدا من منطقة رأس العامود أنتدب نفسه لكي يعمر المسجد الأقصى المبارك بالفرح والسرور وتكلم لنا قائلا:" نسال الله أن يجعل زواجنا خيرا وان يبارك لنا فيه ويبارك لنا في أقصانا الذي هو قبلتنا الأولى واسأل الله أن يرزقنا الذرية والخلف الصالح لكي يرابط في جنبات الأقصى المبارك الذي هو مسرى المصطفى صلى الله عليه وسلم . أشعر بالفرح والسعادة الكبيرة وأنا اعقد قراني في الأقصى".
بدوره عبر والد العريس الحاج أبو فايز (الحارس في الأقصى ) عن سروره متمنيا الخير للمسجد الأقصى حيث قال: "أنا فرح وسعيد جداً في هذه اللحظات وادعوا الله أن يرزق أولادنا الذرية الصالحة وأتمنى أن يحذو حذوهم كل شاب وشابة مقبلين على الزواج . وتابع قائلا "بحمد الله قام أخي الكبير سعيد القاق عقد قرانه في الأقصى عام ١٩٥٦، ومنذ ذلك الحين اختفت هذه العادة واليوم والحمد لله عادت من جديد بفضل الله وجهد مبارك من مؤسسة عمارة الأقصى والمقدسات التي نقدر لها جهدها الكبير في احياء هذه المناسبة ومناسبات أخرى تهدف إلى احياء المسجد الأقصى وحشد المسلمين إليه".
حارس من حراس الأقصى في كنف المشروع
بدوره قام حارس المسجد الأقصى المبارك مراد الديجاني من القدس الشريف بعقد قرانه في المسجد الأقصى على الأخت نهى قاسم يوم السبت الأخير،فقد تجمع الأهل والأصدقاء في المسجد الأقصى المبارك وسط حالة من السرور والفرحة، وكيف لا!! والعروسين سوف يبدءان هذه اللحظة المميزة من أقدس بقعة في هذه الديار ،وقد شدد عريس الأقصى على أن المسجد الأقصى المبارك هو بيته ومكان عمله فهو يتواجد يوميا في باحاته ويتنسم هواءه النقي العليل ،وقد أوضح أنه بالرغم من كبر سنه إلا أنه مسرور من هذه الخطوة المباركة التي من خلالها نال البركة المقدسية.
أضيف لفرحتي فرحة أخرى
وما زال شباب القدس يقبلون بشدة على مشروع عقد القران في المسجد الأقصى المبارك ،فهذا عريس الأقصى الشاب معتصم الشويكي يعقد قرانه في المسجد الأقصى المبارك على الأخت أماني العباسي، وكما في غيره من العقود ،بدت السعادة والفرحة على أوجه الحاضرين وهذه السعادة التي قد تكون سعادة الحدث متمثلة بعقد القران ،وسعادة المكان متمثلة بالمسجد الأقصى المبارك.
تولى الشيخ إبراهيم عميرة المدرس في مشروع مصاطب العلم كتابة العقد ،ومن جهته أعرب عريس الأقصى معتصم عن فرحته التي لا تكاد تسعه بهذا العقد ، حيث قال "أنا كأي عريس فرحت بكوني مقبل على عقد قراني والارتباط بشريكة العمر ولكن أنا أضيف لفرحتي فرحة أخرى هي فرحتي بعقدي داخل أطهر بقاع الأرض في فلسطين".وقد وجه عم العروس عزيز العباسي رسالة إلى جيل الشباب المقبلين على الزواج يحثهم فيها على عقد قرانهم في الأقصى ، حيث قال "لقد فرحت بهذا العقد بابنة أخي كما افرح لكل عروسين يعقدون في الأقصى المبارك فانا أتابع المشروع من خلال تواجدي في مشروع مصاطب العلم في المسجد الأقصى المبارك، كما وأشجع الشباب الذين اعرفهم على نيل هذه البركة المقدسية والمشاركة في المشروع".
المصدر: فلسطينيو 48