عائلة العيساوي.. شهيد وثلاثة أشقاء أسرى
رفعت الحالة السيئة للأسرى المضربين عن الطعام، وحالة القمع والاعتداء على الأسرى في سجون الاحتلال والتي أدت أخيراً إلى استشهاد الأسير عرفات جرادات، درجة الخوف والقلق لدى عائلة العيساوي على حياة ابنها الأسير سامر الذي يواصل إضرابه عن الطعام منذ ٢٢٣ يوماً.
"أم رأفت" تقول إن حياة عائلتها "صعبة" نتيجة للقلق المستمر على حياة ابنها سامر الذي أصبح هزيلاً، ولم يتبق من وجهه سوى العينين والذقن، وبعض أجهزة الجسم التي تبقيه يتنفس، حسب وصفها.
وكان نقل الأسير العيساوي إلى مستشفى"رمبام" بمدينة حيفا المحتلة بعد أن أصبح في وضع حرج للغاية، حيث أصيب بانهيار صحي مفاجئ وفقد القدرة على الحركة مما أصاب إدارة السجن بحالة من الذعر، اضطرتها لنقله إلى المستشفى بشكل عاجل.
والدة الأسير العيساوي تتذكر ما حل بالأسرة خلال الفترة الماضية، ودموع الخوف والقلق تتدحرج من عينها وتقول:" تمر علينا هذه الأيام ذكرى رحيل ولدي فادي الذي استشهد في اليوم التالي لمجزرة الحرم الإبراهيمي، وعادت إلى ذاكرتي حالة سامر الذي دخل حالة الخطر الشديد واثنين من أبنائي لا يزالون يواجهون خطر الموت يوماً بعد يوم " .
ونقلت والدته رسالة لسامر من خلف القضبان: " قال لي سامر في المحاكمة بأنه إذا استشهدت، ضعوني بجانب شقيقي الشهيد فادي في المسجد الأقصى المبارك"، وأيضاً بعث رسالة موجهة للسلطة والمصريين تقول لهم:" انه اذا استشهدت داخل الأسر ما تسمحوا للإسرائيليين بتشريح جثتي" .
وتستصرخ "أم رأفت" أحرار العالم:" ابني عم بموت يا عالم..أنقذوه، أنقذوه... والله بدي ابني أنا، أقول للعالم والمؤسسات الدولية والعربية والإسلامية، وين ضميركم؟ سامر إنسان في مراحله الأخيرة".
وأشد ما أثر في والدة سامر أنها، خلال محاكمته الأخيرة قبل أيام، إذ رأته في حالة صحية سيئة، عاجز حتى عن تحريك يديه! حاولت الاقتراب منه وتقبيله في جبينه، فدفعها السجانون الإسرائيليون عنه بقسوة وهم يرددون: " هذا ممنوع! ". خشيت من أن يؤدي تكرار المحاولة أو الإصرار عليها أو حتى نقاشهم إلى ضرب سامر وضربها مثلما حدث في جلسة محاكمة سابقة، فانسحبت لتجلس في مكان بعيد عن ابنها، قبل أن يغمى عليها!
لكن والدة سامر، شددت على عدم ضعفها أو انهيارها أمام المحتل أو عدسة الكاميرات تلبية لوصية سامر، الذي دعاها لحبس دموعها وان لا تظهر لسجان دموعها، مطالبة المؤسسات الدولية والحقوقية التدخل والضغط على دولة الاحتلال الإسرائيلي لإنقاذ فلذة كبدها متسائلة عن سبب صمت مؤسسات حقوق الإنسان إزاء جرائم دولة الاحتلال بحق الأسرى المضربين عن الطعام، والشهيد عرفات جرادات.
وسامر العيساوي من الأسرى المحررين الذين تم الإفراج عنهم ضمن صفقة "وفاء الأحرار" في الثامن عشر من تشرين أول من العام 2011، وكان سامر قد أعتقل في نيسان عام 2004 وكان يقضي حكما بالسجن لمدة 30 عام، أنهى من هذه المدة 10 أعوام إلى أن أفرج عنه ضمن الصفقة.
ولم يسلم سامر من مضايقات جنود الاحتلال حتى بعد الإفراج عنه، تقول شقيقته شيرين: "كان خلال الشهر يتم إيقافه أكثر من مرة خلال تنقله داخل القدس، ويتم احتجازه لساعات قد تصل إلى 10 في مراكز الشرطة والتحقيق".
ويعتبر الأسير سامر العيساوي أول أسير مقدسي يتم اعتقاله من الأسرى الذين تم إطلاق سراحهم ضمن صفقة "الأحرار"، إلا ان قوات الاحتلال قامت باعتقال 5 أسرى محررين من سكان الضفة الغربية المحتلة كان قد تم الإفراج عنهم ضمن صفقة التبادل، وتطالب هؤلاء الاسرى بإنهاء محكومياتهم السابقة، بحجة وجود معلومات إدارية سرية.
اعتقاله
وتم اعتقال سامر أثناء اجتيازه لحاجز عسكري احتلالي يسمى "حاجز جبع" - يقع شمال شرق مدينة القدس المحتلة- في السابع من تموز2012، وتقول شقيته المحامية شيرين لـ"فلسطين الآن":" حيث تم إنزال سامر من السيارة التي كانت تقله أثناء عودته من مدينة رام الله، ونقل إلى مركز تحقيق المكسوبية فمكث هناك 28 يوما كان خلالها يتعرض للتحقيق المستمر والذي كان يتواصل لمدة 22 ساعة يوميا يحرم خلالها من النوم او الراحة.
المحاكمة
وحكمت ما تسمى بـ"محكمة الصلح الإسرائيلية" على الأسير سامر العيساوي، بالسجن الفعلي 8اشهر عصر اليوم الخميس، قضى منها أكثر من 6 أشهر، وينتهي في السادس من الشهر الجاري.
ووفق القرار ، فان تاريخ الحكم يبدأ منذ اعتقال العيساوي في 7-7-2012 ، وذلك لا يعني إغلاق ملف القضية الثاني الذي ينظر به أمام محكمة عوفر العسكرية
وقال مدير الوحدة القانونية في نادي الأسير المحامي جواد بولس، إن "هذا القرار لا يؤدي الى الافراج عن العيساوي مع انتهاء فترة الحكم يوم632013، لوجود أمر اعتقال أخر منفصل أصدرته المحكمة العسكرية للاحتلال في عوفر، والذي لم يبت به حتى الان"
وأوضح بولس أن "المحكمة العسكرية تطالب بمحاكمة الأسير العيساوي وإدانته وإعادته إلى السجن 20عاما (مدة تبقى من حكمه السابق قبل أن يفرج عنه في صفقة التبادل) ".
واعتبر قرار المحكمة "استجابة لطلب النيابة التي عجزت عن إدانة العيساوي بأي تهمة"، موضحاً أنه كممثل للعيساوي رفض القرار جملة وتفصيلا .
وفي السياق ذاته، مددت ما يسمى بـ "محكمة الصلح"الإسرائيلية بتاريخ 24 شباط الماضي ، اعتقال شادي العيساوي شقيق الأسير سامر العيساوي لمدة أسبوع، ولم تسمح لمحاميه مقابلته على ما أفادت بذلك شيرين العيساوي شقيقة الأسيرين.
وقالت المحامية شيرين العيساوي شقيقته لـ"فلسطين الآن"، إن اعتقال شقيقها شادي وتمديد توقيفه يأتي في إطار الحملة التي تشنها سلطات الاحتلال على عائلتها مستهدفة كل فرد فيها.
وفي اليوم الأول من هذا العام، استيقظت العائلة على قيام جرافات الاحتلال الإسرائيلي بهدم منزل المواطن "رأفت العيساوي"، شقيق الأسير سامر العيساوي، في قرية العيسوية بذريعة البناء دون ترخيص.
العائلة قدمت شهيداً
وينتمي سامر إلى عائلة مقدسية مكونة من 6 إخوة وأختين بالإضافة للام والأب، علماً أنه أخ الشهيد فادي العيساوي الذي استشهد عام 1994 في مجزرة الحرم الإبراهيمي، وأخ الأسير مدحت العيساوي، الذي قضى 19 عاما من حياته داخل الأسر. كذلك أخته المحامية شيرين العيساوي التي اعتقلت لمدة سنة كاملة عام 2010.
يذكر أن عائلة الأسير المقدسي المضرب عن الطعام سامر العيساوي، تتعرض وكافة سكان القرية لحملة إسرائيلية متواصلة منذ شهرين نتيجة قمع الفعاليات التضامنية مع الأسرى المضربين عن الطعام وخاصة إبن القرية.
صرخة من العائلة للعالم
ووجهت المحامية شيرين العيساوي رسالة وصرخة لكل دول العالم التي تدعي الديمقراطية وحماية حقوق الإنسان نريد مطالبة بالتدخل العاجل لإنقاذ حياة شقيقها سامر المضرب عن الطعام منذ 224يوما متواصلا دون انقطاع.
وأضافت:"أيها العالم لا نريد شعوركم بالقلق بل تحركا عاجلا لتحرير سامر عيساوي".
المصدر: فلسطين الآن