لاجئو غزة يتمسكون بالعودة
كان عُمرُ الحاج خميس رضوان 13 عاماً عندما هاجرت أسرته من قرية حمامة في فلسطين التاريخية، وتنقلت بين مخيمات اللاجئين في خان يونس والشاطئ إلى حين الاستقرار في مخيم جباليا أكبر مخيمات اللاجئين في قطاع غزة.
ويعيش في قطاع غزة الساحلي مليون ومائتا ألف لاجئ فلسطيني في ثمانية مخيمات رئيسية، تقدم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) غالبية الاحتياجات الصحية والتعليمية والإغاثية لهم.
ويتذكر الحاج خميس جيداً ما جرى عندما اقتحم الصهاينة القرية وعاثوا فيها فساداً ونهباً وهمجية لطرد سكانها الأصليين وجلب اليهود من جميع أنحاء العالم للاستقرار فيها، ورغم ألم ما جرى إلا أنه يملك يقيناً تاماً أن العودة إلى كل فلسطين ليست حلماً فقط.
العودة حق
ويقول الحاج خميس إن العودة حق ولو بعد حين، وإن الزمن مهما طال فإن الحق يجب أن يرجع إلى أصحابه، مشيراً إلى أن اللاجئين في فلسطين وخارجها "واثقون بأن العودة ستأتي وأن الله قادر على تغيير موازين القوة لصالح العرب والفلسطينيين".
الحاج خميس: اللاجئون يرفضون استبدال حقهم في العودة بالتعويض
يقين الحاج خميس يدفعه لتوعية أحفاده بحقوقهم وبأرضهم المسلوبة، ويحرص على التذكير بأن المقاومة هي الخيار الوحيد القادر على إرجاع الحق لأصحابه، متمنياً أن يستطيع العرب والفلسطينيون لمَّ شملهم وتشكيل قوة مضادة للقوة الإسرائيلية.
ويؤكد الحاج الفلسطيني أن اللاجئين يرفضون استبدال حقهم في العودة بالتعويض، وأنهم ينظرون إلى كل مشاريع التنازل عن فلسطين إلى الغرباء بالإحباط والتوجس، لكن الإحباط والتوجس لا يعنيان بالنسبة له ولغيره من اللاجئين الحزن وإبقاء الحال على ما هو عليه.
أما الحاج محمد المجدلاوي من قرية سمسم المحتلة فكان طفلاً في الخامسة من عمره عند وقوع النكبة الفلسطينية، ويتذكر هو الآخر ما كان والده يعلمه إياه قبل وفاته، وهي المعلومات التي يجب أن تنتقل من الأبناء إلى الأحفاد.
وقال المجدلاوي إن الأمل في العودة لم يعد حلماً بل قراراً لا يفارق كل فلسطيني، سواء عاش متنعماً في حياته أم حياة صعبة في مخيم اللجوء، مشيراً إلى أن اللاجئين لا زالوا يعانون ويلات النكبة وضياع حقوقهم.
وتحدث المجدلاوي عن تقصير من الأونروا تجاه اللاجئين، فسابقاً كانت الأونروا تقدم خدماتها لتغني اللاجئ عن الحاجة لغيرها، أما الآن فإن التقصير واضح في المعونات الغذائية والصحة والتعليم والخدمات الأخرى.
الحاجة رسمية قالت إن العودة لا تأتي إلا بالوحدة الفلسطينية والمقاومة
تفكير دائم
من جهتها قالت الحاجة رسمية الحواجري (72 عاماً) من قرية برير المحتلة إنها عند النوم دائماً تتذكر قريتها والقرى المجاورة لها، وكيف استطاع الصهاينة الاستيلاء عليها وطرد سكانها الأصليين منها.
وتتمسك الحاجة رسمية بالعودة التي تؤكد أنها لا تأتي إلا بالوحدة الفلسطينية وبالمقاومة التي يمكن لها إخراج اليهود من أرض فلسطين، مؤكدة أن اللاجئ الفلسطيني يرفض كل المغريات ويسعى لاستعادة حقه.
ودعت الحاجة رسمية في حديثها الفصائل الفلسطينية إلى المسارعة إلى إتمام الوحدة والصلح بينها للتفرغ لمعاناة الناس والوقوف إلى جانبهم، وتحدثت كذلك عن ضرورة أن يكون حق العودة جزءاً من مناهج الدراسة في فلسطين.
وحلم الحاجة رسمية الوحيد قبل أن تموت أن ترى قريتها محررة من دنس الصهاينة، وأن يعود اللاجئون إلى ديارهم ويعمروها ويأكلوا ويشربوا من خيرات أرضهم الكثيرة، ولا ترى الحاجة الفلسطينية أن العودة بعيدة "فالحق سيعود لأصحابه مهما طال الزمن".
المصدر: الجزيرة نت