الاستيطان يمتد لمناطق السلطة الفلسطينية
تبرز دراسة أعدها معهد فلسطيني مختص أن نفوذ المستوطنات الإسرائيلية يمتد ليطول مناطق خاضعة لسيطرة السلطة الفلسطينية الكاملة "أ" أو الجزئية "ب"، فضلا عن امتداد بلا حدود لمناطق تخضع للسيطرة الإسرائيلية الكاملة "ج".
وكانت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية قد كشفت اليوم الاثنين أن الميزانيات المخصصة لدائرة الاستيطان الإسرائيلية زادت في السنوات الأخيرة بأضعاف ما هو مخصص لها من قبل الحكومة.
ووفق الصحيفة أقرت الحكومة ميزانية دائرة الاستيطان بـ60.3 مليون شيكل (الدولار يساوي 3.6 شيكلات) في 2012، لكن الإنفاق عمليا بلغ 272 مليون شيكل، فيما تضاعفت ميزانيتها 500% خلال 2011 لترتفع من 62 مليون شيكل إلى 373 مليون.
ويفيد تحليل أجراه معهد الأبحاث التطبيقية بالقدس (أريج) للأراضي الفلسطينية -التي صودرت من خلال الأوامر العسكرية لتصبح ضمن مناطق نفوذ المستوطنات الإسرائيلية-، بأن ما نسبته 1.19% من منطقة نفوذ المستوطنات (والبالغة 538,303 دونما) تقع ضمن المناطق المصنفة "أ"، حسب اتفاقية أوسلو الثانية للعام 1995، أي تخضع لسيطرة أمنية وإدارية فلسطينية.
رسم بياني للأراضي الخاضعة لنفوذ المستوطنات بمدن الضفة
نفوذ المستوطنات
ووفق التحليل نفسه فإن ما نسبته 1.86% من المساحة الكلية لمنطقة نفوذ المستوطنات تقع ضمن المناطق المصنفة "ب"، أما المساحة المتبقية والتي تشكل نسبة 96.95% من مساحة نفوذ المستوطنات فتقع ضمن المناطق المصنفة "ج".
ويؤكد المعهد الفلسطيني أن إسرائيل استثمرت منذ العام 1967 موارد كبيرة في إنشاء وتوسيع المستوطنات من حيث المساحة وعدد السكان الذين فاق 656 ألف مستوطن يقطنون في 196 مستوطنة و232 بؤرة استيطانية.
ويؤكد التحليل أن الإدارة المدنية الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة أصدرت عام 1991 مخططات هيكلية للمستوطنات الإسرائيلية بلغ مجموع مساحتها آنذاك 486.137 دونما، أي سبعة أضعاف مساحة المستوطنات التي كانت قائمة حتى ذلك العام والبالغة 69 ألف دونم.
وينسب التقرير إلى صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية قولها إن مساحة نفوذ المستوطنات ازدادت 7,372دونما (7.4 كم²) في العام 2012 لتصبح 538,303 دونما (538.3 كم²) مع نهاية العام 2012 بعدما كانت المساحة تبلغ 530,931 دونما (531 كم²).
ووفق معهد (أريج) فإن سلطات الاحتلال أصدرت العديد من الأوامر العسكرية دون الإعلان عنها تم بموجبها مصادرة المزيد من الأراضي لأغراض آمنة وبذرائع واهية حتى بلغت المساحة التي تأتي ضمن مناطق نفوذ المستوطنات 530,931 دونما (531 كم²) مع نهاية العام 2011 أي بزيادة مقدارها 44,794 دونما (44.8 كم²) عن مساحة مخططات 1991.
تهويد الوطن
يقول عضو اللجنة العامة للدفاع عن الأراضي خبير الاستيطان عبد الهادي حنتش إن منطقة نفوذ المستوطنات تعني حظر التواجد الفلسطيني فضلا عن منع البناء والبنية التحتية وأعمال الزراعة ورعي الأغنام وغيرها.
وأضاف أن ما يجري "تهويد للوطن، يهدف إلى إلغاء الوجود الفلسطيني تحت عدة ذرائع ومبررات دون ردة فعل حقيقية على المستويات الرسمية والشعبية والدولية، معتبرا توسيع نفوذ المستوطنات إلى الأراضي المصنفة "أ" شاهدا على أن توسع الاحتلال لا حدود له وأن نهج فرض الأمر الواقع مستمر.
وقال مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة غسان دغلس إن امتداد نفوذ مجال المستوطنات إلى أراضي السلطة "يعد إعداما لحل الدولتين وفصلا لمدن الضفة الغربية عن بعضها".
وأضاف في حديثه أن إسرائيل تسعى إلى إضعاف حالة السلطة الفلسطينية، غير "آبهة بالشرعية الدولية"، مشيرا إلى صدور أوامر هدم إسرائيلية لمنشآت ومنازل داخل المنطقة المصنفة "ب" التي يفترض أنها خاضعة لإدارة مدنية فلسطينية.
واعتبر دغلس معارضة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تصنيف مجموعات "شارة الثمن" الاستيطانية التي تنفذ اعتداءاتها الفلسطينيين منظمة إرهابية بمثابة "ضوء أخضر لممارسة حماقاتهم بشكل أكبر".
المصدر: الجزيرة