التين التلاوي .. تراث القرية ومصدر رزقها
وللعام الثامن على التوالي يشارك أبو ياسين رمضان في مهرجان التين يعرض من خلاله أنواع التين التي تنتجها أرضه ومنها العجلوني والحماري والعناقي والخرطماني، لا يكل عن ترديد المعلومات والتفاصيل حول ميزات كل نوع عن غيره من التين للزائرين والمتسوقين.
يقول أبو ياسين التين يعني للتلاوي كل شيء، فهو تراثه وهويته التي يعتز بها، وتمتاز تل دون غيرها بهذه الزراعة المباركة التي ذكرت بالقران الكريم، وهي شجرة مباركة ولها معاني كبيرة لدى سكان القرية، وعمرها من عمر القرية ، فهي تاريخ متأصل فينا، وعرفنا واشتهرنا بها.
والى جانبه يقف الشاب أحمد الهندي الذي قام بترتيب علب التين بطريقة ملفتة للنظر داخل غرفة قام القائمون على المهرجان بتجميع حوالي خمسة أطنان فيها لتوزيعها على الزائرين ترويجا لهذا المنتج التراثي والزراعي الفريد.
أحمد الذي يهتم بأرض العائلة لا يعرف الملل وهو يقوم بحراثتها ويقلم أشجارها، وفي أرضه 18 شجرة تنتج ستة أصناف ألذها العدلوني كما يقول، ويذكر أحمد أن موسم التين أشبه بموسم الزيتون، حيث تقوم العائلات بالاعتناء بالأشجار طيلة العام لحين الموسم الذي ينشغل الأهالي فيه وبالعناية بثمرات التين حتى تنضج بسرعة من خلال وضع الزيت على كل حبة، وينشغل الأطفال والنسوة بقطفها، حتى كثير من الأهالي يقومون "بتضمينها" لعائلات أخرى، وتتم مناصفة المحصول أو الاتفاق على سعر معين مقابل ضمان الأشجار.
ويفتخر أهالي قرية تل بأشجار التين، إلى جانب شجيرات الصبر التي تحيط بأراضي كثيرة هناك، ويعتمد العديد من العائلات على التين كمصدر رزق لهم خلال موسمه.
ويذكر عبد الحميد رمضان عضو في إدارة مهرجان التين إلى العوامل التي أثرت بشكل مباشر على زراعة التين في القرية، ومنها البناء على الأراضي على حساب زراعة الأشجار بسبب خضوع معظم الأراضي للسيطرة الإسرائيلية، وهجرة الأراضي، حيث كثير من المواطنين باتوا يتوجهون للعمل بالوظائف الحكومية والخاصة ويهجرون خدمة أراضيهم مما قلل الاهتمام بزراعة شجرة التين.
كما أن قلة الدعم المادي للمزارعين زاد من إهمال الأراضي وقلل من اعتماد المزارعين على منتج التين، حيث كانت 50% من الأسر تعتمد على إنتاج التين كمصدر رزق لها، وعلى الصعيد نفسه هناك إهمال من ناحية تسويق التين، فللأسف لا يوجد أسواق أخرى غير السوق المحلي المقتصر على المدن القريبة جدا لتسويق التين فيها، خاصة بعد إغلاق سوق أراضي الخط الأخضر أمامنا.
ويذكر رمضان أن إنتاج القرية نتيجة العوامل آنفة الذكر تذبذب كثيرا وانخفض إنتاجها إلى النصف، خاصة مع انخفاض سعر المنتج نتيجة المنافسة وغرق السوق بالمنتج الزراعي الإسرائيلي، وهو عامل كبير أدى إلى إحباط المزارعين.
وتنتج القرية خمسة طن من التين يوميا في حين كان إنتاجها يصل إلى عشرة أطنان.
ومن أشهر أصناف التين التي تقوم بإنتاجها القرية هي العناقي، ويمتاز بعنقه الطويل، وحلاوته العالية، ويزرع بكثرة في قرية تل، وهناك العسالي: وهو شجر يتضخم كثيراً وثمره كبير في الغالب ،أشهب اللون من الداخل بعد نضجه، وسمي بالعسالي من العسل، يمتاز بعلو حلاوة ثماره، وبظهور نقطة من السائل الحلو على رأس الثمرة الناضجة
أما الخضاري: يكبر أكثر من صنف العسالي، ويتضخم، وخاصة إذا كان في أرض ذات ماء يستقي منها. وثمره منبسط الرأس، متوسط الحلاوة، لونه أخضر، ولذلك يقطف ثمره في الصباح الباكر.
والبياضي: ثماره أصغر من الخضاري والعسالي، حلوة المذاق، حبته كروية تميل إلى الخشونة قليلاً قبل النضج، وسمي كذلك لبياض ثماره (أخضر يميل إلى البياض أكثر من باقي الأصناف، أما الخرطماني: ثماره مستطيلة، شديدة الحلاوة، قليلة اللبن، يميل داخلها إلى اللون الشفاف، لذيذ النكهة.
وتطول القائمة في أصناف أخرى تحمل صفات ثانية يتميز فيها كل نوع عن غيره من الثمار، كالموازي، والسوادي، والمليصي والقيسي وغيرها من الأنواع الأخرى.
المصدر: فلسطينيو 48