قبل سنة 1948 كانت القرية تقع في السهل الساحلي إلى جهة الشرق, مباشرة جنوبي الطريق العام المؤدي إلى المجدل وغزة (إلى الجنوب الغربي), وإلى الرملة والقدس(إلى الشمال الشرقي). أما نعت(الشرقية) فقد كان يميزها من قريتين مجاورتين تحملان الاسم الأول ذاته السوافير.
وكانت هذه القرى الثلاث تشكل مثلثا قائم الزاوية يتجه ضلعه الأطول في اتجاه الشمال الغربي- الجنوبي الشرقي. في سنة 1596, كانت السوافير الشرقية قرية في ناحية عزة (لواء غزة).
وكانت تدفع الضرائب على كروم العنب بالإضافة إلى عدد آخر من الغلال كالقمح والشعير والفاكهة والقطن. في أواخر القرن التاسع عشر كانت قرية السوافير الشرقية تضم عددا من البساتين من المسلمين ومنازلها مبنية بالطوب, وبعضها بالحجارة وكان في القرية مسجد وكانت تشارك القريتين الأخريين في مدرسة بلغ عدد تلامذتها نحو 280 تلميذا, في أواسط الأربعينات وكانت الزراعة البعلية عماد اقتصادها. وكان يزرع فيها الحبوب والحمضيات والعنب والمشمش.
في 1944- 1945 , كان ما مجموعه 930 دونما مخصصا للحمضيات والموز و11821 دونما للحبوب, و386 دونما مرويا أو مستخدما للبساتين.احتلالها وتهجير سكانها احتلت وحدات من لواء غفعاتي القرية, خلال المرحلة الثانية من عملية براك وذلك استنادا إلى مصدرين إسرائيليين منفصلين فالمؤرخ الإسرائيلي بني موريس يذكر أن العملية شنت في 9 أيار مايو 1948 وأن القرية احتلت في 18 من الشهر نفسه, وعندها كان السكان فروا في معظمهم منها, إلا إن بعضهم طرد منها على الأرجح وثمة رواية مصرية تختلف اختلافا بينا عن رواية موريس, إذا جاء فيها أن القرية احتلت (بعد حوالي أسبوعين من بداية الهدنة الأولى), أي في 25 حزيران يونيو تقريبا.
وهذه المعلومات ترد في مذكرات الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر, وفيها انتقاد للقيادة المصرية لأنها أتاحت للقوات الإسرائيلية احتلال هذا الموقع خلال الهدنة. وقد صدرت الأوامر إلى الكتيبة السادسة وهي كتيبة عبد الناصر, باستعادة القرية عند نهاية الهدنة (9 تموز - يوليو), غير أن أفراد الكتيبة لم يتمكنوا قط من تنفيذ الأوامر بسبب إخفاق الوحدة السودانية في احتلال قرية بيت دراس. وفي تلك الأثناء قرر عبد الناصر الذي كان آنئذ ضابط أركان الكتيبة, أن يستكشف موقعي السوافير الشرقية وشقيقتها السوافير الغربية, وأمضى عبد الناصر يرافقه ضابطان ورقيبان, ونصف نهار وراء خطوط العدو بغية الحصول على صورة واضحة للقريتين.
وكما توقع, فإن وجود العدو في القريتين لم يكن كثيفا, غير أن المعلومات التي جاءت بها الوحدة الاستكشافية لم تستخدم لأن التقدم المصر كان توقف عند بيت دراس. أما رواية الجيش الإسرائيلي لسير المعارك على هذه الجبهة فتذهب إلى أن الخطة المصرية- السودانية كانت تقضي باحتلال بيت دراس, على أن تتبع ذلك تقدم في تجاه السوافير الشرقية والى إن القوات العربية حاولت السيطرة على القرية في أوائل تموز يوليو, لكنها أخفقت. وقد أحبطت خطة عربية أخرى تهدف إلى استعادة القرية في نهاية المطاف وذلك في المراحل الأولى من تنفيذها وطوال اليومين اللاحقين.المستعمرات الإسرائيلية على أراضي القرية يصعب تحديد المستعمرات في منطقة القرى الثلاث بسبب ما طرأ على أسمائها من تغيرات شتى, لكن من الواضح أن أربع مستعمرات أنشئت على أراضي السوافير الشرقية. فقد بنيت عين تسوريم (123122) في سنة 1949, وزراحيا (126121) في السنة1950.
وأقيمت مستعمرة نير بنيم (127120) إلى الشرق من القرية في سنة 1954.
المصدر: ماهر أحمد بدوان
badwan99@yahoo.com