- سيلة الظهر:
الجزء الأول : بكسر اوله وفتح ثالثه. الجزء الثاني، الظهر، وهو أعلى الجبل، وسيلة الظهر بلدة تقع في الجنوب من جنين بانحراف قليل إلى الغرب وعلى مسيرة 23 كيلومترً عنها. تعلوا قريتنا 1200 قدم عن سطح البحر ومساحتها 64 دونماً. وتقوم مكان مدينة كفار سيلا ـ kefar Sila" احدى المدن التابعة لمقاطعة سبسطية في العهد الروماني. وقد يكون اسمها مشتقاً من "سلا " وهي جذر مشترك بين اللغات السامية بمعنى الهدوء والعزلة.
وفي قضاء جنين قريتان تعرف كل منهما باسم " السيلة "وللتفريق بينهما دعيت المطلة منهما على مرج بني عامر باسم " سيلة الحارثية " نسبة إلى بني حارثة الذين نزلوا جنين ونواحيها في الايام الماضية. واما بلدتنا هذه فأضيفت إلى الروابي المعروفة باسم " الضهر " أو " الضهور " الواقعة في جوارها والتي يقع على قمتها مزار " القبيبات.
<<مقتبس من كتاب مصطفى مراد الدباغ>>
- نبذه عن بلدة سيلة الظهر:
سيلة الظهر هي بلدة تقع في نصف الطريق العام المؤدي إلى نابلس من جنين وتقع قربها وفيها أطول مأذنة في الضفة الغربية وترجع إليها عدد من القرى في الإدارة وتقع فيها قرية اثرية تحت الأرض وفوقها تسمى لاوين.
وهي ذات موقع استراتيجي وفي مركز مثلث الرعب الفلسطيني (نابلس جنين طولكرم) في فلسطين بشمال الضفة الغربية ما بين مدينتى نابلس وجنين وتبعد عن جنين 22 كم وعن مدينة نابلس 23 كم الا انها تتبع من الناحية الإدارية إلى محافظة جنين، حيث انها تقع على الطريق الرئيس بين الشمال والجنوب، تقع البلدة على سفوح الظهور المجاورة لها من الناحية الغربية والشرقية والجنوبية وتقوم بلدة سيلة الظهر مكان مدينة 'كفار سيلا' ويبلغ متوسط ارتفاع بلدة سيلة الظهر حوالى(500م) فوق مستوى البحر. تقع سيلة الظهر على درجة عرض (21) شمال خط الاستواء وعلى خط طول (25) شرق خط غرينتش وتقع ضمن حدود المنطقة المسماة(c).
ويتواجد في سيلة الظهر 22 حمولة تتوزع على حارتين الحارة الغربية والحارة الشرقية:
وتعتبر الحارة الغربية هي مركز سيلة الظهر من الناحية الإدارية والتعليمية.
- اراضي السيلة:
للسيلة اراض مساحتها 9972 دونماً منها 174 دونماً للطرق والوديان والسكك الحديدية. وتحيط بها اراضي قرى الفندقومية وبرقة وعطارة والرامة وعجة. واشتهرت السيلة باشجارها فالزيتون فيها مغروس في 2000 دونم وفيها نحو 800 دونم مغروسة بأشجار الفواكه الآتية، مرتبة حسب كثرتها: المشمش واللوز والتين والتفاح والعنب وغيرها. ويعتمد اهل هذه القرية في معيشتهم، بعد اشجارهم على مزروعاتهم كالحبوب والقطاني والخضار. ويصنع السكان الجبنة من البان اغنامهم، ويشتغل بعضهم بصنع القفف التي يجلبون قشها الخاص من الغور فيستفيدون من بيعها للطالبيها.ولا يكتفي السيليون بالتماس رزقهم مما تقدم، بل ان أهم وارداتهم تأتيهم عن طريق التجارة. فقد اشتهروا بتجارة الحيوانات المختلفة والطيور الداجنة. وهم يأتون بالجمال والحمير والبقر والغنم والدجاج والحبش والبط وغيرها من سورية وشرق الأردن وتركيا والعراق ويبيعونها في مختلف المدن الفلسطينية فتدر عليهم هذه التجارة اضعاف ما يردهم من شجرهم وزرعهم. وقد بلغت الضريبة المطلوبة من سيلة الضهر 126 جنيهاً و 855 ملاً.
<<مقتبس من كتاب الدباغ أيضا>>
- أهمية الموقع:
تقع سيلة الظهر في مركز ممتاز بالنسبة للقرى المجاورة وحصلت على هذا المركز بسبب موقعها المتوسط بين تلك القرى، ومن ناحية أخرى موقعها على الطريق الرئيسي كما ذكرنا بين مدينتي نابلس وجنين. علما بان سيلة الظهر هي البلدة الوحيدة في منطقة جنين التي تمر فيها تلك الطريق ويمر من قربها خط سكة حديد الحجاز الذي توقف عن العمل عام 1948 وبعد حرب عام 1967 فك اليهود سكة الحديد وتبعد محطة السكه عن البلده 2 كيلو متر.
- خرب سيلة الظهر:
تقع في جوار سيلة الظهر الخرب:
(1) راشين، وتقع في الجهة الغربية من القرية واراضيها مشتركة بينها وبين قريتي بلعا وكفر رمان.
(2) الفارسية، وتقع في الجهة الغربية من السيلة، ترتفع 300 متر عن سطح البحر. بها اساسات ابنية وعضادتا باب وعتابت أبواب عليا، وآثار جدران وبقايا معاصر وصهاريج.
(3) خربة لاوي، اوالنبي لاوين (ثالث أبناء يعقوب) وتقع في شمال السيلة وعلى مسافة كيلومترين منها، وفي هذه البقعة ضريح يأتيه الزوار من القرى المجاورة وله اوقاف خاصة. ويتولى سدانته (آل اسليم = سليم) من نابلس ويذكر السكان ان هذا الضريح لـ (لاوى) ثالث أبناء النبي يعقوب من ليئة.
وقد كانت هذه الخربة فيما مضى قرية عامرة فقد ذكرها صاحب معجم البلدان بقوله : " لاوى، قرية بين بيسان ونابلس. بها قبر لاوى بن يعقوب وبه سميت ". والذي يظهر ان هذه القرية ببقيت عامرة إلى ما بعد سنة 1101 هـ. حيث زارها في تلك السنة الرحالة الشيخ عبد الغني النابلسي وذكرها بقوله : " ثم مررنا على قرية اللاوية فزرنا بها النبي لاوين عليه السلام ".وتعرف خربة لاوى في ايامنا هذه باسم " النبي لاوين " وتحتوي على أساسات جدران واعمدة وقطع معمارية في المقام.
ويوجد في السيلة مزار يذكر القرويون انه لنبي اسمه " سيلون " ولا يعرفون عنه أكثر من هذا. وقد ذكره النابلسي في رحلته بقوله " فزرنا بها النبي سيلان عليه السلام ".
وبها المنطقتان الأثريتان (لاوين وسيلان)وبها مقبرة سيلة الظهر القديمة ومقبرة شهداء ثورة عام1936م والذين يبلغ عددهم أكثر من أربعين شهيدا
- أهم الشخصيات التي نسبت إلى سيلة الظهر هي:
(1) برهان الدين إبراهيم بن عبد الخالق السيلي شيخ الحنابلة بنابلس. كان من اهل العلم ويقصده الناس للافتاء. توفي بمكة المكرمة سنة 850هـ.
(2) شمس الدين محمد بن محمد السيلي الامام الحنبلي. عرف بمعرفته الواسعة في تاريخ العرب. افتى ودرس مدة. وتوفي عام 879هـ.
(3) محمد بن إبراهيم أبو عبد الله السيلي من علماء القرن التاسع.كان اماماً في الفرائض ومن تلاميذه العلاء المرداوي.
(4) محمد بن عثمان بن علي السيلاوي من علماء القرن التاسع.
(5) محمد بن موسى الشمس السيلي ثم الدمشقي الحنبلي.كان شيخاً خيراً ساكناً من علماء القرن التاسع. لعله العالم الذي ذكره صاحب الضوء اللامع لاهل القرن التاسع (11 / 208) بقوله : (السيلي بالكسر … نسبة لقرية بالقرب من القدس يقال لها سيلة محمد بن موسى الحنبلي الفرضي. وقريبه يوسف بن مر بن يوسف).
- مساهمة أبناءها في الدفاع عن فلسطين ومن اهم أبطالها:
وقد قدمت سيلة الظهر الكثير من ابنائها على مذبح الفداء في المعارك التي قامت بين اليهود والبريطانيين من جهة وبين اهل فلسطين من جهة أخرى، ومن ابطالها الشهداء نذكر :
(1) محمد صالح الحمد (أبو خالد). ولد في قريته عام 1913م. ولما اشتد ساعده نزل حيفا التماساً للرزق.
وفيها التحق بجماعة الشهيد الشيخ عز الدين القسام. وفي ثورة عام 1936، اخذ يهاجم الاعداء في جبال الجيل وحيفا. ثم نزل جبال نابلس وفيها اخذ مع اخوانه المجاهدين يخوض المعارك ضد القوافل اليهودية والقوات البريطانية التي تحميها.
ومن أشهر المعارك التي خاضها معركة " سيريس ـ جبع " التي امتدت ست ساعات، اشتركت فيها الطائرات البريطانية. وقد منيت القوات البريطانية بخسائر فادحة.
وبينما كان هو وزملاؤه من قواد الثورة الفلسطينية مجتمعين في قرية " دير غسانة " من اعمال رام الله طوقتهم قوة بريطانية كبيرة وقد تمكن أبو خالد من الافلات والوصول إلى قرية " سرطة " المجاورة. وفيها التقى بفصيلة أخرى من الجند البريطاني فنشبت معركة بين الطرفين استشهد فيها أبو خالد، وكان ذلك في 18 ـ 5 ـ 1938.
(2) القائد عبد الفتاح مصطفى : ابن عم (أبو خالد) المتقدم ذكره.
اتخذ " بيت فوريك " مركزاً لاعماله وفيها طوقته القوات البريطانية ونشبت بين الطرفين معركة في 18 رمضان من عام 1357هـ. اشتركت فيها الطائرات البريطانية اسقط عبد الفتاح احداها. وأخيراً اصابته رصاصة مميتة. نقل جثمانه على اثرها إلى بلدته.
(3) عبد الغني فارس اسعيد قفاف : استشهد في معركة خاضها مع رفاقه من جماعة الشيخ عز الدين القسام ضد اليهود والإتجليز،
ودفن في مقبرة لاوين في سيلة الظهر.
- شهداء انتفاضة الاقصى:
1) رأفت تحسين نجيب سليم أبو دياك (20/3/2002 منفذ عملية وادي عارة البطولية وراح فيها 8 صهاينة)
2) مجدي عبد الجواد عبد الجبار خنفر (30/3/2002 منفذ عملية باقة الغربية)
3)جهاد نمر محمد زبيدي(20/12/2005)
4) حسن تيسير محمد زبيدي(29/11/2001 منفذ عملية الحمرا البطولية)
5) بهاء جابر محمد زبيدي (29/10/2003 ويبلغ 13عام وهو ابن عم الشهيد حسن)
6)عبد الحميد عبد الرحيم عبد الحميد خنفر(9/1/2001)
7)سامي عادل صالح أبو علي(31/5/2003)
8)محمد سعيد محمد حنون غانم (11/1/2001 - سبعون عاما
9) طارق إسماعيل عبد الرحمن الحنتولي (21/10/2000)
10) القائد عامر إسماعيل الحنتولي (أحد مؤسسي كتائب شهداء الأقصى) (17/7/2002)
11) بشار باسم عليان الحنتولي (17/7/2002)
12) علاء عدنان عبد العزيز الحنتولي 22/9/2005)
13) محمود عوض راجح أبو اعليا (30/6/2003)
ولا تزال سيلة الظهر تقدم أبناءها قربانا لتحرير الوطن الغالي حتى آخر قطرة دم، وهناك أكثر من عشرين شابا من أبناء البلدة يقبعون خلف جدران سجون الاحتلال وأبرزهم قائدا كتائب شهداء الأقصى في الضفة (سامر أبو دياك ((المرداوي)) وأحمدأبو خضر)
- وحدة الحكم المحلي في البلدة:
كانت سيلة الظهر وما حولها تتبع لديوان المخترة كغيرها من القرى والحارات وكانت المخترة في يد دار الزبيدي ومنهم المختار امين الزبيدي ثم الت الى آل دياك وكان اخر مختار هو أبو تيسير (رؤوف عبد الرحمن الصالح).
وبعد ذلك اسس مجلس قروي سيلة الظهر في 1963 ومن ثم تم اعتبارها بلدية في العام 1997 تقدم بلدية سيلة الظهر الخدمات العامة، مثل شبكة الكهرباء وشبكة المياه وخدمات النظافة ولها نشاطات اجتماعية فاعلة.
- الخلفية الاقتصادية:
يعتمد دخل القرية بشكل أساسي على التجارة بنسبة 30% حيث أهلها موقعها المتميز على الشارع الرئيسي للقيام بهذا النشاط وفى الدرجة الثانية يعتمد دخل القرية على سوق العمل بنسبة 50% ومن ثم تعتمد على الزراعة 20% حيث تنتج بعض المنتجات التي تتميز بها مثل الزيتون، اللوزيات ومثل القمح الذي يزرع في أراضى القرية السهلية، وتتمتع القرية بمستوى عالي للتعليم، كما أن فيها مجموعة كبيرة من الخريجين الجامعيين ،وهناك بعض العائلات ممن يكثر بين أبنائها عدد المتعلمين بشكل لافت.
- خدمات البنية التحتية:
يقع مسجد السيلة في وسطها وهو قديم، وأصبح في البلدة الآن 5 مساجد في القديم كان بها مدرسة اميرية[51] بها (169) طالباً وفيها مدرسة خصوصية ضمت اربعين طالباً. وبعد النكبة أصبحت مدرستها، مدرسة ثانوية تضم في مختلف مراحلها التعليمية الثلاث، 663 طالباً وانشئت فيها مدرسة للبنات وهي اليوم ابتدائية ـ اعدادية بها 369 طالبة.
في البلدة شبكة مياه وشبكة كهرباء، وشبكة خطوط هاتف كما تحتوي البلدة سبع مدارس هي:
1. المدرسة الصناعية وعدد طلابها 200 طالبا(وهي المدرسة الوحيدة في المحافظة وستحول قريبا إلى كلية مهنية)
2. المدرسة الثانوية للبنين وعدد طلابها 450 طالبا
3. المدرسة الأساسية الأولى للبنين وعدد طلابها 360 طالبا
4. المدرسة الأساسية الثانية للبنين وعدد طلابها 420 طالبا
5. المدرسة الثانوية للبنات وعدد طالباتها 400 طالبة
6. المدرسة الأساسية للبنات وعدد طالباتها 650 طالبة
7. المدرسة الأساسية الثانية للبنات وعدد طالباتها 350 طالبة
تحتوى البلدة على عيادة صحية حكومية وعيادة تابعة لوكالة الغوث وأخرى تابعة لجمعية اصدقاء المريض، كما أن بها نادى للشباب يقوم بنشاطات رياضية واجتماعية وثقافية، ويحتوى على مكتبة اطفال.
المصدر: سامر يوسف شريح
samer_yaa@yahoo.com