جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
يوافق اليوم الخميس 21/8/2014،الذكرى الـ45 لجريمة إحراق المسجد الأقصى المبارك التي نفذها اليهودي المتطرف مايكل دينس روهان في الحادي والعشرين من أغسطس عام 1969، وأدت إلى تدمير واسع في أبنية الجامع القبلي المسقوف، وخاصة المنبر التاريخي المعروف باسم منبر صلاح الدين الأيوبي. وأحدثت هذه الجريمة المدبرة دويًا في العالم وفجرت ثورة غاضبة خاصة في أرجاء العالم الإسلامي، في اليوم التالي للحريق أدى آلاف المسلمين صلاة الجمعة في الساحة الخارجية للمسجد الأقصى، وعمت المظاهرات في القدس بعد ذلك احتجاجًا على الحريق. ومع مرور 45عامًا على هذه الجريمة التي يتحمّل مسؤوليتها الاحتلال الاسرائيلي، مرّت على المسجد الأقصى فترات عصيبة، وتعرّض لانتهاكات متواصلة، وارتكب الاحتلال مئات الاعتداءات عليه وعلى المصلين، سقط خلالها الشهداء والجرحى، وفق مؤسسة الأقصى للوقف والتراث. وذكرت المؤسسة في بيان صحفي الخميس أن المسجد الأقصى يتعرض في السنوات الأخيرة لهجمة شرسة متصاعدة من قبل الاحتلال تعددت أشكالها ومخاطرها، لافتة إلى أنه في الأشهر الأخيرة يمر المسجد بمرحلة مفصلية. وأوضحت أن منسوب الاعتداءات والمخاطر والمخططات التي تستهدفه حدودًا وأشكالًا غير مسبوقة، فكثرت وتصاعدت اقتحامات الأقصى وتدنيسه من قبل المستوطنين والجماعات اليهودية وما يُعرف بـ"منظمات الهيكل" المزعوم، وكذلك اقتحامات وزراء ونواب وزراء في حكومة نتنياهو، وأعضاء كنيست، وقيادات سياسية ودينية وقضائية وأمنية وإعلامية. وأشارت إلى أنه بات هناك تحركًا احتلاليًا مدروسًا لهذه الاقتحامات التي بدأت تأخذ أشكال تكريس وجود يهودي شبة يومي، بل وتعدى الأمر الى محاولات- تنجح أحيانًا خلسةً- من قبل المستوطنين بإقامة صلوات يهودية وشعائر ورقصات تلمودية في أنحاء متفرقة من المسجد الأقصى. ولفتت إلى أن هناك اقتراحات قوانين وجلسات متكررة في الكنيست تسعى إلى فرض مخطط التقسيم الزماني والمكاني بين المسلمين واليهود، ووضعت لوائح وخرائط لتحقيق هذا المخطط، بل إن إرهاصات محاولة فرض هذا السيناريو باتت أكثر وضوحًا من ذي قبل. وقالت إن هذا يأتي في وقت يشهد فيه الأقصى حالات حصار وتضييق على المصلين غير مسبوقة، حيث منع عشرات آلاف المصلين من الصلاة في المسجد خلال شهر رمضان الاخير، وفي إجراء وعدوان غير مسبوق ، أغلق الأقصى في وجه المصلين خلال كل أيام الجمع في رمضان وليلة القدر. ونوهت إلى أن الاحتلال يضّيق على دخول المصلين إليه ويحدد الأجيال، الى أن وصل بمنع مطلق لدخول النساء يوميًا من الصباح الى وقت الظهر، وأحيانًا إلى ما بعد ذلك، تزامنت مع حملات اعتداء وملاحقة، وحملة تحقيقات واعتقالات، وإبعادات طالت العشرات والمئات من أهل القدس والداخل المحتل. 45عامًا ويزيد وما زال الاحتلال ينفذ حفريات واسعة وممتدة أسفل وفي محيط الأقصى، وفي السنوات الأخيرة وصلت إلى أعماق غير مسبوقة تحت أساساته، وفي محيطه القريب، حتى بتنا أمام شبكة من الأنفاق التي تهدد مستقبله، وإنشاء كنس يهودية أسفله وفي محيطه وصل عددها إلى نحو مائة كنيس ومدرسة يهودية. وأضافت المؤسسة أن كل هذه المعطيات والمستجدات والتطورات مجتمعة تدلل وتؤكد أن المسجد الأقصى يمرّ بمرحلة مفصلية، ستؤثر على مستقبله، الأمر الذي يستدعي تحركًا إسلاميًا عربيًا فلسطينيًا، واسعًا ومتواصلًا يرتقي إلى مستوى المرحلة، ويعمل على التصدي لكل مخططات واعتداءات الاحتلال. وشددت على ضرورة إنقاذ الأقصى من كل هذه المخاطر الجسيمة، لأنه أمانة في أعناق الأمة كلها، فإذا لم تتحرك الأمة اليوم، وفي مثل هذه الظروف فمتى تتحرك؟ّ!.
المصدر: وكالة صفا