محمد عزات أموم
الشهيد المجاهد محمد عزات نمر احمد عبد الله أموم
سيرة الشهيد
ولد الشهيد المجاهد "محمد عزات أموم" في معسكر البريج بقطاع غزة في 26/3/1985م. نشأ الشهيد محمد عزات أموم وترعرع في أحضان أمه وأبيه، وفي كنف أخوته وأخواته في جو يسوده الحب والحنان، وفي بيت يحترم فيه الصغير الكبير، ويعطف فيه الكبير على الصغير.
تلقى الشهيد المجاهد محمد عزات أموم تعليمه الابتدائي والإعدادي في مدارس البريج، كما والتحق بمدرسة الشهيد فتحي البلعاوي الثانوية ودرس فيها الثانوية حتى استشهاده.
صفاته
كان الشهيد محمد عزات أموم يتسم بأفخر وأسمى الصفات الحميدة، فكان صادقاً في أعماله وأقواله، وأميناً إلى درجة عالية، ومخلصاً، حنوناً، رقيق القلب، سلس اللفظ، يحترم الكبار، يعطف على الصغار، صداقته مخلصة، يصل الرحم ويزور الأقارب.
أحبه أطفال الحي، وشرعوا يغنون له أغاني البطولة والشهامة، لأنه كان يداعبهم ويلاعبهم، فهكذا الحنان يولد الحنان والحب. كان كثير المزاح فحياته تمتزج بين الجد واللعب.
كان الشهيد محمد عزات أموم يحافظ على الصلاة ويحرص على تأديتها في أوقاتها في المسجد، وكان يكثر من صوم النوافل، ويوم استشهاده كان صائم من أول شهر ذي الحجة.
حياته الجهادية
كان الشهيد المجاهد محمد عزات أموم يعشق الوطن والحرية منذ الصغر، فكان دائماً وهو صغير يصف نفسه بأنه جندي وهو يرتدي "زي شرطة وبارودة خشبية أو بلاستيكية". وهذا من إرهاصات حبه للوطن والجهاد في سبيله، واستعداده للتضحية والفداء.
كان الشهيد محمد عزات أموم وطنياً شجاعاً منذ الصغر يشارك في المسيرات والمظاهرات الوطنية، ويزور الجرحى في المستشفيات وفي منازلهم، ويواسي أهالي الشهداء ويزورهم. فملأ قلبه حب الوطن وتاقت روحه إلى الشهادة فانضم إلى (سرايا القدس) الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين.
كان الشهيد البطل محمد عزات أموم عضواً فاعلاً في سرايا القدس فكان ممن يخرجون في الليل ويسهرون على راحة أبناء وطنهم، يدافعون عنهم بالغالي والنفيس، وبطولته وشهامته تلك ولدت لديه الرغبة للقيام بعملية استشهادية ليلقن العدو درساً لا ينساه جراء عملياتهم العدوانية على أبناء شعبنا وممتلكاته. فكان يلح على تنظيمه بشدة لتلبية تلك الرغبة الجامحة لديه.
لبت سرايا القدس رغبته عملية في مغتصبة (غوش قطيف)، وأخذت تدربه هو ورفاقه رحمة الله عليهم جميعاً، فكانوا يخرجون استكشافاً للطريق والمستوطنة ليخططوا ماذا سيفعلون وكيف يتوجهون؟.. من أجل إنجاح العملية.
استشهاده
كان الشهيد المجاهد محمد عزات أموم ليلة خروجه للعملية يلح على أمه بالنوم بجوارها فقالت له لا اذهب إلى غرفتك وهناك فراشك جاهز ولكنه ألح عليها وبطريقته الودية مع أمه فلبت له ونام بجوارها وقرأ أكثر من سورة من القرآن الكريم، وصلى قيام الليل، ودعا الله بالتوفيق والنجاح.
في صباح يوم الأحد 9/2/2003م تاريخ استشهاده خرج لتأدية صلاة الفجر في المسجد وعاد إلى المنزل وارتدى ملابس العيد وسلم على والديه وقبل أيديهما وطلب منهما الدعاء له بالتوفيق والنجاح وقال لهما إنني ذاهب لأخوض مباراة كرة السلة ودعا له والده بالنجاح وكذلك أمه، ولكنهما كانا لا يعرفان أنه ذاهب إلى عملية بطولية استشهادية.
بعد منتصف النهار تأخر محمد عن وقت مجيئه إلى المنزل وانشغلت أمه عليه وأخذت تسأل أصدقائه وكأن قلبها أحس بساعة الفراق، وبعد ساعة من الزمن جاء نبأ استشهاده (محمد الغالي) وتلقينا هذا النبأ بالحزن والأسى، والبكاء الشديد لأنه غالي وعزيز على قلوبنا، وإننا نعرف ونؤمن بأن الموت حق ولكن الفراق صعب للأحباب والأعزاء.
تفاصيل عملية "غوش قطيف"
- بينما كان المسلمون يستعدون للاحتفال بعيد الأضحى المبارك .. تقدم فرسان سرايا القدس/ الشهداء: سليمان مقداد، سامي عبد السلام، محمد أموم.. من خلال القيام بعملية اقتحام مزدوجة في صباح يوم الأحد الموافق 9/2/2003م حيث كان الهدف استهداف مجموعة من الصهاينة مكونة
من حوالي عشرين جندياً في موقع "محفوظة" في مغتصبة "غوش قطيف" وذلك عن طريق اشتباك مسلح وتفجير سيارة مفخخة في المجمع المذكور.
- استقل الشهداء الثلاثة سيارة مفخخة من سوبارو مشحونة بأكثر من 120 كيلو جرام من مادة " تى ان تى" TNT
وقنابل يدوية وسلاحين من نوع كلاشينكوف، وكان الشهيد الفارس/ سليمان مقداد من المبادرين بإطلاق النار وإلقاء القنابل اليدوية على الجنود المتمركزين في
برج المراقبة هو وزميله الفارس/ سامي عبد السلام وذلك لإفساح المجال للشهيد محمد أموم لاقتحام الموقع بسهولة.
- بعد ربع ساعة أسفر الهجوم عن سقوط العديد من الجرحى والقتلى في صفوف العدو وهذا على حد قول شاهدي عيان وهرعت سيارات الإسعاف وطائرتي هليوكبتر لنقل الجرحى والقتلى من الصهاينة. وانتهت العملية الفدائية البطولية باستشهاد الفرسان الثلاثة.. فداء للوطن وعشقاً للشهادة.
- عقب العملية الاستشهادية المزدوجة أصدرت سرايا القدس بياناً تبنت فيه الهجوم الاستشهادي ونعت فيه الشهداء وقام العدوبهدم منزلي محمد أموم وعادل عبد السلام.