من بين كثبان الرمال الذهبية تبرز قرية العراقيب البدوية الفلسطينية في أقصى جنوب فلسطين المحتلة، تلك القرية التي يصر سكانها على بنائها بعد كل عملية هدم بلغ عددها 83 مرة خلال أقل من خمس سنوات، حتى تحولت لنموذج يدلل على مدى تمسك الفلسطيني بأرضه رغم كل الإجراءات الاحتلاية الممتدة منذ أكثر من ستة عقود ونيف.
"العراقيب" واحدة من بين خمس وأربعين قرية فلسطينية في منطقة النقب جنوب الأراضي المحتلة عام 1948، ترفض سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" الاعتراف بها، ورغم ذلك بقي أهالي القرية متمسكين بحقهم في البقاء فيها، ويرفضون الانتقال إلى أي مكان آخر.
يقول الحاج الفلسطيني صياح الطوري الذي يطلق عليه "شيخ العراقيب" أو "شيخ الصمود": "القرية موجودة قبل قيام دولة الاحتلال منذ مئات السنين، وكان بعض بيوتها من الحجر والصفيح والبعض الآخر من الخيام، ويعمل غالبية السكان في تربية الماشية والرعي، كما كانت تحيط بالقرية أكثر من 4500 شجرة زيتون مثمرة اقتلعها الاحتلال".
ويؤكد الطوري على أن الاحتلال هدم قريتهم 83 مرة خلال الفترة ما بين (27-7-2010) حتى (23-3-2015)، وهذا رقم قياسي في الهدم.
وأضاف: "غالبا ما يشارك في عملية اقتحام وهدم القرية أكثر من 1700 جندي من وحدات الكوماندوز والجيش الذين يشرعون بإطلاق النار الكثيف في الهواء لإخافتنا، وفي إحدى المرات استخدموا طائرات أباتشي خلال مهاجمة القرية".
وأضاف: "توجد في القرية اليوم 22 عائلة تضم أكثر من 250 نفرا، وهؤلاء يقيمون في مقبرة القرية التي أقيمت عام 1914، حيث يعيش الرجال في الخيام وبين القبور، بينما تقيم النساء والأطفال في مسجد القرية الموجود داخل المقبرة التي تحولت إلى خط الدفاع الأول والأخير عن القرية"، وفق قوله.
المركز الفلسطيني للإعلام