أقيم في مسجد القرية القديمة والمدمرة التي تدعى شوشحلة التي تبعد عن بلدة الخضر، إلى الجنوب من بيت لحم نحو خمسة كيلو مترات صلاة الجمعة بحضور نحو عشرين شخصا فقط، في حين يواجه المسجد خطر التهويد.
وألقى الناشط ضد الجدار والاستيطان حسن بريجية خطبة الجمعة؛ حيث ناشد المواطنين بالتوجه إلى المسجد من أجل إحيائه وحمايته من التهويد والهدم، وهو مسجد قائم منذ أكثر من مائة وثلاثين عاما يعانق في حجارته وجنباته التاريخ وعبقه، ويدلل على حضارة شعب كنعاني.
ويقول المواطن مهند سعد صلاح إن المسجد يتكون من غرفة واحدة ومسقوف بالزينكو، وملحق به حمام واحد، وكان بني عام 1878 زمن العثمانيين، وقد بني على أرضه ولهذا هو أصبح حارسا له، وعليه أن يهتم به ويحميه من اعتداءات المستوطنين.
لذا عمل أولاً على تنظيفه وحماية جدرانه، ومن ثم ترميم الحمام، وكل ذلك على نفقته الخاصة، مؤكدا أن جنود الاحتلال والمستوطنين يحاولون دائما الاعتداء عليه وعلى عائلته الوحيدة التي تقطن في هذه القرية المهجرة، من أجل حملهم على تركها أسوة بباقي العائلات.
ويؤكد صلاح أن ذلك لا يمكن أن يحصل، وأنه سيبقى في منزله المعدوم من كل وسائل الحياة كالماء والكهرباء والهاتف، وأن حياته وحياة أبنائه، وكذلك والدته وزوجته حيث يقطنون هي حياة بدائية، وقيد مكان سكنه في بطاقة هويته باسم "قرية شوش حلة".
وناشد مهند صلاح جموع المواطنين بالتوجه إلى المسجد والصلاة فيه قائلا "مسجد صامد بين أربع مستوطنات، ألا يستحق الزيارة؟!".
والمستوطنات هي: "أفرات" من الشرق، و"دانيال" من الغرب، و"سيدي بوعز" من الشمال، و"ايلي عازر" من الجنوب.
وذكر أن اعتداءات المستوطنين والجنود لم تتوقف ضده وضد منزله وعائلته، وسبق للمستوطنين المحيطين به (مستوطنة دانيال تبعد "صفرًا عن منزله")، وكانوا أقدموا على حرق جدران المنزل والمسجد، كما تم اعتقاله من قوات الجيش في سياق حملة من المضايقات الممارسة عليه.
وقرية شوشحلة هو اسم تاريخي قديم؛ حيث يوجد عشرات المنازل التاريخية في القرية التي أقيمت بحسب السكان منذ العام 1878، ويعيش فيها الفلسطينيون منذ ذلك الحين.
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام