في منطقة الجورة شرقي بلدة الولجة الواقعة إلى الجنوب الغربي من مدينة القدس المحتلة، يقع الجدار الذي فصل البلدة عن فضائها المقدسي، وعن منزل "عمر حجاجلة" الذي أقام الاحتلال مؤخرا بوابة الكترونية تتحكم بحياته وحياة عائلته وتراقبه بالدخول والخروج من منزله، وتمنع أي من أهلهم وأهالي القرية من زيارتهم أو التواصل معهم.
وكان الاحتلال بدأ ببناء الجدار العازل والذي يفصل أراضي بلدة الولجة من القدس في العام 2010، وكان منزل "حجاجلة" في الجهة الثانية من الجدار وهو ما اعترض عليه في حينه وبعد معركة قضائية استطاع أن يجبر الاحتلال على بناء نفق أسفل الجدار يمكنه من الدخول والخروج إلى منزله وبدون مراقبة من الاحتلال.
ولكن قبل أيام بدأ الاحتلال ببناء بوابة إلكترونية في بداية النفق الذي لا يتسع إلا لسيارته الصغيرة، لتستعملها العائلة وتغلق وتفتح من قبل الجنود، وإلغاء الطريق من خلال النفق، تطبيقا للمخطط القديم والذي وضع مع بداية بناء الجدار.
يقول حجاجلة: "هذا المخطط ليس بالجديد نحن نعلم ان هذه البوابة ستبنى وخلال هذه السنوات حاربنا بكل ما استطعنا عليه لتأجيلها فقط".
وكان الاحتلال قبل بناء الجدار يهدد بهدم منزل العائلة لوقوعه فيما يسمى بمساء بناء الجدار، وخلال معركة قانونية استطاع حجاجلة" الحفاظ على منزله وبعد إقرار المحكمة بعدم الهدم كان المخطط الثاني بتسييج المنزل وإقامة بوابة إلكترونية وهو ما قدم اعتراض عليه في حينه، كما يقول:" بناء البوابة الإلكترونية اليوم يعارض قرار المحكمة الذي رفض البوابة وأقر بشق النفق".
وبالرغم من المعاناة التي يعيشها "حجاجلة" منذ ذلك الحين وحتى الأن، بالدخول والخروج من هذا النفق الصغير، إلا أن الحال أفضل من بوابة ستعزله عن كافة أبناء البلد وعائلته وستمنع أحدا من الدخول إلى منزله الذي ستحكم الاحتلال بمفاتيحه.
وتابع:" منذ اليوم سيكون علينا أن نعيش بسجن حقيقي مغلق علينا لا يسمح لأحد بزيارتنا وسيكون على اطفالي اللعب والعيش وحيدين خلف الجدار".
ويعيش "حجاجلة" في بيته الذي شيده على أرض ورثها عن أبيه، مع عائلته المكونة من ثلاثة أبناء وزوجته فيما يسكن أفراد عائلته الممتدة في وسط البلدة، حيث أبلغه الاحتلال أن أفراد عائلته الصغيرة ستتمكن من الدخول والخروج من البوابة ووفقا لساعات محددة بينما يمنع دخول أي من غير سكان المنزل إلا بتقديم أسمائهم ومعلومات عنهم قبل زيارتهم بساعات والموافقة على دخولهم من قبل الجنود على البوابة وتقديم تفصيل عن سبب الزيارة والوقت الذي سيقضونه عندهم".
وكان الاحتلال عزل أكثر من 1500 دونما من أراضي الولجة ببناء الجدار العازل على أراضيها منذ العام 2006، وذلك تمهيدا لضمها لصالح المستوطنات التي أقيمت على أراضي البلدة ومحيط بها، أكلمت بناءه في العام 2010 والذي استكمل مخطط الاحتلال بفصل البلدة عن مدينة القدس والذي بدأ في العام 1948، وقطع أواصل الترابط بين البلدة ومحيطها بالكامل.
ورغم كل هذه المعاناة التي ستتضاعف في الأيام المقبلة، إلا إن عائلة " حجاجلة" لا تجد بديلا عن الصمود في منزلهم وحماية أرضهم التي يسعى الاحتلال للسيطرة عليها من خلال تضيق ظروف حياتهم والضغط عليهم للهجرة منها طواعية، كما كان الحال خلال السنوات السبعة السابقة:" عرض علينا عروض كثيرة من الاحتلال لمغادرة المنزل طواعية، ما بيع شراء المنزل بأسعار باهضه وتحويله لمشروع سياحي ورفضنا وسنواصل بالرفض كل محاولاتهم السيطرة على هذه الأرض" يقول حجاجلة.
المصدر: فلسطين اليوم