ســــــــــيـريــن
هل تعلم يا ابن السموعي أننا نملك بلدتين هما السموعي وخربة سيرين؟
تقع بلدة السموعي على تلة فإن نظرت باتجاه القبلة ترى أرض سيرين وبحيرة طبريا والناصرة وقضاها.
تقع سيرين على السفح والأرض تمتد من السموعي إلى سيرين يفصل بينهما وادي اسمه المشرع، يقصده أهل القرية للراحة، فيه أنواع من السمك وهو يصب في بحيرة طبريا. وتبعد عن السموعي حوالي أربع ساعات مشياً على الأقدام.
حدود خربة سيرين
وهي تقع إلى الجنوب الشرقي لأراضي السموعي وبينهما أراضي أحراج (مشاع).
عندما تصل إلى سيرين من الشمال (أي من جهة السموعي) من أراضي مشاع.
يحاذي أرض سيرين شمالاً جب النمر (أرض للفلاحة تابعة لسيرين) الذي يمتد نحو الغرب حتى يلتقي مع أرض الرقبات (أرض للفلاحة تابعة لسيرين) والتي تمتد غرباً حتى تصل العشر (أرض للفلاحة تابعة لسيرين) وخلف هذه الأراضي أراضي مشاع وليست هناك أراضي لقرى مجاورة.
ثم تنحرف حدودها جنوباً إلى أرض البياض (جبل البياض يفصل بين سيرين وقرية الياقوق).
ومن هناك تمتد حتى قطعة الصرار (أرض للفلاحة تابعة لسيرين) التي يشرف عليها من الجنوب جبل مرج الرمان.
ثم تمتد شرقاً حتى وادي الدفلة (امتداد وادي عين التينة ووادي الطواحين الفاصل بين السموعي وصفد) وتواصل امتدادها حتى عين الصرار ثم شمالاً حتى عين القصيب التي تمتد شمالاً حتى جب النمر (هذه العيون بقرب وادي الدفلة يفصل بين سيرين والشونة، وامتداده إلى بحيرة طبريا).
وتقدر مساحة سيرين بحوالي 6000 دونم.
[وهذه المعلومات أفاض علينا بها السيد فايز أشقر.]
وفي كتاب بلادنا فلسطين ذكرت «خربة سيرين» في «قرية الشونة»:
(وكثيراً ما تذكر الشونة هذه باسم «خربة الشونة» وتحتوي على آثار ضيعة مهدمة. بناء من حجارة البازلت وفي ظاهرها الجنوبي تقع «خربة سيرين»).
من بلادنا فلسطين
وكان يزرع في سيرين القمح والشعير والذرة (وبسبب طول الذرة كان الزارع يركب حصانه ليقطفها دلالة على خصوبة الأرض). ومن نباتات سيرين الطبيعية الخبيزة وهي شديدة الطول (ويروى أنه إذا دخلت الأبقار داخل الخبيزة يصعب إيجادها إلا إذا صُعِدَ إلى مرتفع ويبدأ مشيراً إلى أهل البلدة بالتوجه يمنةً أو يساراً حين يرى أعالي رؤوس الخبيزة تهتز). ومن نباتاتها أيضاً الشومر والكلخ والعكوب والسناربة والقرة الحلوة والحادة والفطاريش (الفطر) اللذيذ الطعم.
وفي أيام الحصاد يتوجه أهل السموعي إلى سيرين بعد أن ينادي المنادي بأهل البلدة معلناً يوم الزرع أو الحصاد وعندها يقوم أهل البلدة بالتحضير لذاك اليوم الهام.
وكان يحرس سيرين على مدار السنة رجل اسمه خليل المحمود (أبو عبي) وأولاده. وسيرين تحوي مخازن للتبن تعود ملكيتها إلى أهل السموعي. وكان الحصاد فرحة عارمة تغمر أهل البلدة يرافقه الأهازيج والزغاريد والمرح. وكانت أراضي سيرين تُقسم بالقرعة على أهل السموعي كحصص يعاد فرزها كل سنة أو سنتين.
ومن أسماء الأراضي في سيرين:
الرقبات والعشر إلى الغرب والمرج إلى القبلة والمراح وقطعة الصرار وجب النمر.
وكان ينادي بالبلدة منادٍ اسمه صالح الحمد (أبو محمود) يا أهل البلد الحاضر يعلم الغائب أن ألهده (وهو مصطلح يعلن أن الحصيدة ستبدأ) ويسمي اسم قطعة الأرض عندها يتجه الكل إلى تلك الأرض متعاونين على الحصاد، وتحصد المحاصيل قطعة قطعة.
والذي يعمل بسرعة ينظر إلى خلفه من المقصرين ممازحاً إياهم قائلاً:
أحس وراي خرفشة، ما أدري أهي فار أم خنفسة
وكان من بساطة الناس أن هوية الشخص هي: ما اسمك، من أي بلد أنت وما هو عملك؟
تلك هي خربة سيرين في سطور نسوقها لكم لتعرفوا أن هذه الأرض ملك خالص لأهل القرية لا لغيرهم من الغزاة.