في عام 1935 اصطحب اكسبديت البندك الفتاة فريدا جولدمان إلى منزل والديه، وعرفها إليهما، وأخبرهما أن فريدا يهودية وأنه ينوي الزواج بها بعد أن تعتنق المسيحية وفق المذهب الكاثوليكي. الخبر لم يسعد الوالدة سلطانة بيطار البالغة من العمر 83 عاماً، ورفضت زواجه من فتاة أصولها يهودية.. لم يرغب اكسبديت أن يخسر رضا والدته المريضة التي صرّحت بأنه هذه الزيجة ستسرّع في أجلها.
تزوج اكسبديت من فريدا سرّاً نهاية 1935 أو مطلع 1936، وأنجبت زوجته مولودها الأول (يوسف) في القدس بتاريخ 19/1/1937 ولكنّ الوالدين سجّلا اسم والد الطفل (اكسبديت مزراحي) ليحافظا على سرية الزواج.. وبعد عامين، أي في سنة 1939، رزقا بمولودة أخرى في القدس أسمياها (رووث) .. وهذه المرة سجّلا اسم الأب (ابراهام جولدمان) لنفس الأسباب السابقة.
توفيت سلطانة، والدة اكسبديت، فوجد الزوجان أنه بات لزاماً أن يبدأ الخطوات للإعلان تدريجياً عن زواجهما الذي استمر قرابة ثمان سنوات في السر، فتم توثيق عقد الزواج في الكنيسة في شهر أيار 1943.
بعد عامين من توثيق الزواج ُرزقا بمولودهما الثالث (انطوني) في بيت لحم، وبخلاف المرات السابقة تم تسجيل اسم والده الحقيقي هذه المرة: اكسبديت الياس بندك. وفي شهر حزيران/يونيو قامت فريدة بالخطوات المطلوبة لتغيير ديانتها إلى المسيحية وبعدها قام اكسبديت بإخبار عائلته بالقصة الكاملة.
يوسف ورووث سجّل في وثيقة ولادتهما أن الأبوين يهوديان، بينما سجّل في وثيقة ولادة أنطوني أن الأبوين مسيحيان.
هذه التفاصيل التي رواها اكسبديت نفسه في إفادة رسمية ختمها بعبارة أنه هو وزوجته وأولاده يعيشون في سعادة تامة، وكان ذلك في الفصل الأخير من عام 1945..
ومع ذلك لا ندري هل استطاعت العائلة أن تتجاوز سنوات المحنة وأحداث النكبة وتحافظ على سعادتها؟ هل تأثر الأبناء بالأوراق الرسمية التي حملت كل هذه التناقضات على مستوى الأسماء والديانة أم أنهم تماسكوا وعاشوا حياةً طبيعية؟!! اسئلة كثيرة يبقى البحث عن إجاباتها مستمراً