مفتاح العودة سيبقى مشهراً في وجه إسرائيل
موقع الجريدة - الكويت
12-05-2008
لا يخلو حديث الحاج أبو خالد الطنة (85 عاماً) من مخيم طولكرم شمال الضفة الغربية عن قريته «الطنطورة» الواقعة جنوب مدينة حيفا، التي شُرِدَ منها في عام 1948 على أيدي العصابات الإسرائيلية.
ويسترجع أبو خالد، في كل فرصة تجمعه بأبنائه وأحفاده، ذكريات التشريد وقصص الخوف والضياع والقتل الهمجي الذي مارسه «اليهود» بحقه وبحق عائلته، ويصف قريته بالجوهرة التي أضحت في طي النسيان.
ويقول أبو خالد: إن الحياة كانت في بلدته رائعة جداً، وكان الناس فيها أخوة كالجسد الواحد، لكنهم بعد النكبة تشتتوا وأصبحوا مطاردين في كل مكان يقطنونه، ويشعر بالألم كلما تحدث عن قريته، وخصوصا لصعوبة العودة إليها، ويقول «ضاعت البلاد واللي احنا مو قادرين عليه رح نحيل ربنا عليه»، في إشارة إلى يقينهم بعودة اللاجئين إلى ديارهم.
ويتذكر الحاج الثمانيني قصة التشريد فيقول: «تسلل الصهاينة إلى البلدة وعاثوا فيها فساداً، وقاموا باقتحام المنازل البسيطة والمتواضعة واعتقلوا الفتية والشيوخ وسرقوا مصاغ النساء والنقود التي بحوزتنا».
وبألم يتذكر أبو خالد قتل قريبين له أمام عينيه، «رأيت «الهاغانا» تقتل اثنين من أقاربي بالرصاص وبركة من الدماء تجمعت لتشهد على غدر إسرائيل واليهود».
ويؤكد أبو خالد في الذكرى الستين لاغتصاب فلسطين وإقامة إسرائيل، أنه لن يتنازل عن حقه وحق أبنائه وأحفاده في العودة إلى ديارهم التي شردوا منها عنوة، مؤكداً أن مفتاح العودة سيبقى مشهراً في وجه إسرائيل التي تخشى العودة أكثر من أي شيء آخر.
ويقول «لا تنازل عن حقنا في العودة، ولا نقبل بمشاريع التوطين التي يحاول الآخرون فرضها علينا، وخائن من يتنازل عن حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وممتلكاتهم».
وليس ببعيد عن «أبو خالد»، تروي الحاجة كلزار توفيق أبو هنطش (79 عاماً) من قرية قاقون شمال غرب مدينة طولكرم معاناتها وأهلها من جراء تهجيرهم من بيوتهم وإقامة مستعمرات إسرائيلية على أراضيهم.
وتقول كلزار: إنها لن تنسى أبدا مشاهد الدمار والصور الحية التي بثت الخوف والهلع في قلوب الأطفال والنساء خصوصا بعد تدمير معالم القرية كاملة واقامة مستعمرات فوق أراضيها.
وتشير كلزار ذات الاسم التركي، إلى قسوة اللجوء والتشرد التي عاشتها بعد الشهر الأول من زواجها لتعيش في فقر شديد بعد أن تربت في بيت ميسور الحال.
وأكدت أن بلدتها شهدت معارك قوية بين «المناضلين» من سكانها والصهاينة قبل وصول الجيش العراقي الى المنطقة، حيث جرت العديد من المعارك التي تم من خلالها التصدي لعصابات الموت الإسرائيلية.
وأضافت كلزار التي مازالت تحتفظ بمفاتيح منزلها ومنزل أهلها في قاقون «هربت النساء والأطفال الى البيارات القريبة من الجهة الشرقية، لكن مدافع الموت الصهيونية لم ترحم المواطنين أبدا»، مشيرةً إلى وجود معلم أثري مهم في قريتها المحتلة وهي القلعة الرومانية التي كانت تعد مزارا. وتقول: إن مفتاح العودة يرمز إلى حقنا في أرضنا وقريتنا التي هجرنا منها، وهو بمنزلة رسالة مفادها أننا صامدون حتى تحقيق الهدف المنشود وهو العودة إلى مسقط رأس أجدادنا.