بعد 73 عاماً من الافتراق
الحاجة ذيبة الخليل من المزاريب في الناصرة لم تكن لتخرج من فلسطين عام 1948 باختيارها، ولكنها خرجت غصباً عنها تحت ضغط الاعتداءات الصهيونية، وأخرجت معها ابنتها دون أن تجد لها غطاء، ومشوا على أشواك الصبّار أثناء ترحالهم إلى لبنان.. هذا بعض ما ذكرته الحاجة ذيبة في الفيديو القصير الذي صورته ونشرته (هوية) ضمن برنامجها للتاريخ الشفوي، وتجيب الحاجة ذيبة في ختام الفيلم عند سؤالها عن رغبتها بالعودة وتقول: ( علوّاه.. على الله.. خواتي بعدن طيبين.. اثنين ما ادري ثلاثة)..
هذه الرسالة شاهدتها مؤخراً أختها سعدة وأبناؤها الذين يعيشون في فلسطين، فتواصلوا مع مشروع هوية طالبين الوصول إلى الحاجة ذيبة، فهي الأخت التي غادرت فلسطين عام النكبة ولم يعرفوا لها طريقاً بعد ذلك.. سعى فريق عمل هوية للوصول إلى الحاجة ذيبة فقد تم تصوير المقابلة معها في مخيم عين الحلوة قبل بضع سنوات، وتمكن الفريق من الوصول إلى ابنها الحاج عفيف كنعان، أبو العبد، أما الحاجة فقد توفّاها الله منذ خمس سنوات.
هذا الخبر المحزن للأقارب في فلسطين لم يحبس فرحة العائلتين بإمساك طرف خيط لإعادة التواصل بين أبناء وأحفاد العائلتين (خليل في فلسطين وكنعان في لبنان) عبر مشروع هوية، فبادر فريق العمل إلى ترتيب موعد وجمع أفراد العائلتين في لقاء مفتوح عبر برنامج زووم.
ومع ظهور الحاجة سعدة على الشاشة تسمّر الحضور من عائلة كنعان يرقبون حركاتها ويرصدون كلماتها، مأسورين بدرجة التشابه بالصوت والصورة بين الخالة سعدة ووالدتهم المتوفاة..
كان لقاءً مفعماً بمشاعر الود والفرح وعبارات الشوق، وحمل الكثير من رسائل الشكر والتقدير لـ(هوية) وفريق عملها الذي استطاع بعد كل هذه العقود أن يعيد وصل من انقطع بفعل الاحتلال وجريمة التشريد والإبعاد.
هو مشهد من سلسلة البرامج والفعاليات التي ينظمها المشروع الوطني للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية (هوية) بهدف الحفاظ على تاريخ وحقوق هذه العائلات، وتسهم دون شك في تعزيز التواصل وتمتين الأواصر بين العائلات.
#هوية2021
#العائلة_الفلسطينية