رفض كل الإغراءات الإسرائيلية..
وفاة المرابط عبد الرؤوف المحتسب صاحب “أغلى بيت في فلسطين”
لندن- “القدس العربي”:
22 - ديسمبر - 2022
توفي أمس الأربعاء، في مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية، الحاج الفلسطيني عبد الرؤوف المحتسب، عن عمر ناهز 62 عاما إثر سكتة قلبية، حيث اشتهر الراحل عبر مقاطع فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي، معلنا رفضه بيع منزله للمستوطنين الإسرائيليين بمبلغ وصل إلى 100 مليون دولار.
عائلة المحتسب وعبر حسابها في موقع فيسبوك، نعت ابنها “المرابط بجانب الحرم الإبراهيمي عبد الرؤوف عبد الرزاق المحتسب (أبو محمد)”، الذي كان يقطن في منزل على بعد أمتار من الحرم الإبراهيمي في قلب البلدة القديمة بالخليل، التي تقطع أوصالها حواجز جيش الاحتلال، ويعربد فيها المستوطنون.
وفي أحد الفيديوهات التي تم تصويرها مع الراحل عبد الرؤوف، قال: “وُلد أبي وجدي هنا وهذه البيوت لنا، وقد ساومنا عليها تجار يهود، الأول دفع ستة، والثاني دفع سبعة، وفي النهاية جاء تاجر عرض عليّ ثلاثين مليون دولار، وحينما رفضت بدأ المبلغ يزيد عاما بعد عام حتى وصل إلى 100 مليون دولار”.
وتابع بالقول: “أتى رجل أعمال من أمريكا، وقال لقد دُفع لك أربعون مليونا، وإذا كنت تخاف من حماس والجهاد، فيمكن أن نحجز لك تأشيرة سفر إلى أستراليا، أو اختر البلد التي تريد أن تعيش فيها ولك منا 100 مليون دولار”.
ولكن الحاج عبد الرؤوف ردّ عليه: “قلت له وأنا أدخن سيجارتي وأشرب قهوتي وأحدق في جدران الحرم من بعيد أمام دكاني: هذه الجلسة التي أجلسها تساوي كل ملايين الأرض، أنا مواليد 1958 وهم أتوا إلى الخليل في 1967، أنا أقدم منهم هنا”.
وتمنى المحتسب أن يموت في منزله على بعد أمتار من المسجد الإبراهيمي، وأن يدفن في مقبرة المدينة القريبة منه، وهو ما تحقق له.
وكان “المرابط” الراحل يضطر إلى حمل بضاعته على رأسه لأن السيارة ممنوعة من الوصول إلى محله، إضافة إلى محاولات تقييد حركته وحركة عائلته في البلدة القديمة.
وبحسب اتفاقية وقعت بين السلطة والاحتلال عام 1997، فقد تم تقسيم الخليل إلى قسمين: منطقة H1 الخاضعة لإدارة السلطة الفلسطينية، ومنطقة H2 التي بقيت تحت سيطرة جيش الاحتلال (الإسرائيلي)، ومن ضمنها البلدة القديمة.
ولقي خبر وفاة الحاج المحتسب تفاعلا من المجتمع الفلسطيني والسياسيين والفصائل، الذي أجمعوا على صموده في وجه محاولات الاقتلاع الإسرائيلية، وأعادوا نشر الفيديوهات التي كان يروي فيها قصته.