رحلة يومين لعائلة أبو زهرة امتدت 60 عاماً
التاريخ: 17 مايو 2008
موقع البيان الإلكتروني
كان الخروج من المنزل للوهلة الأولى فسحة قصيرة ليومين أو ثلاثة لتنأى بنفسها عن هجمات عصابات الهاجاناة الصهيونية تليها عودة، لكن رحلة عائلة أبو زهرة التي هجرت من حيفا في مايو من العام 1948 امتدت 60 عاما.
قبل أيام من سقوط حيفا أجمل مدن الساحل الفلسطيني ذلك العام الذي عرف بالنكبة، قررت العائلة المؤلفة من الأب والأم وثلاث بنات وأربعة أولاد ركوب البحر إلى مدينة عكا المجاورة ريثما تهدأ الحال وتصمت أصوات المدافع وتصبح حيفا آمنة على أرواح سكانها العرب.
كان عمر حسنية إحدى بنات عائلة أبو زهرة الثلاث التي استقر بها المقام الآن في مدينة نابلس ذلك العام، عشر سنوات، كانت تحسب أنها ستعود إلى ذلك البيت الذي شيدته العائلة في وسط المدينة، لكن بمجرد أن استقرت العائلة في عكا لأكثر من شهر أخذ الإحساس باستحالة العودة يزداد عمقاً.
«تركنا بيتاً كبيراً من أربع غرف بكل ما يحوي من متاع».. قالت حسنية بينما أخذت تسرد حكاية العائلة التي رأت فيها حيفا لآخر مرة وتشتت من ذلك اليوم. وأضافت «كنا نعتقد أننا سنخرج ليومين. لم نعتقد أن الغياب سيطول ستين عاما». كانت عائلة أبو زهرة ميسورة الحال وكان والد حسنية يدير دكانا لبيع الخضار والفواكه.
(ونا)