عائلة الصلح .. بين حيفا وصيدا
هوية
صيدا – 27/4/2024
عائلة الصلح واحدة من العائلات اللبنانية الكبيرة التي لعبت أدواراً سياسية وتربوية مهمة في لبنان، وبرز منها العديد من الشخصيات القيادية بدءاً من أحمد باشا الصلح الذي تولى رتبة آغا قلعة صيدا عام 1660م وصولاً إلى الرؤساء تقي الدين ورياض ورشيد الصلح.
وعائلة الصلح في حيفا، هي فرع لهذه العائلة الصيداوية – البيروتية، وقد عرفنا بعضهم من خلال سجلات النفوس العثمانية، إذ وجدنا في سجلات (1911-1917) ملف محمد رجب الصلح ابن عبد اللطيف الصلح ويظهر أنه من مواليد صيدا عام 1289هـ الموافق 1872 م، وكذلك ملف أخويه محمد سعيد وخصر ولكنهما من مواليد حيفا عام 1287هـ و عام 1285هـ.. وهذا يشير إلى أن والدهم كان في تلك الفترة الزمنية يتنقل بين مدينتي حيفا وصيدا.
وبحثُنا في عائلة الصلح لم يقتصر على سجلات النفوس العثمانية، ففي الأرشيف وثائق أخرى، بعضها يخص أديب جودات الصلح المولود في حيفا عام 1918م وعمل مدرساً في مدرسة طيرة حيفا، وكذلك أوراق تخص منير سليمان الصلح وهو من مواليد صيدا عام 1916 وعمل في القدس، وحصل على الجنسية الفلسطينية عام 1939.
بالعودة إلى رسم شجرة عائلة الصلح اللبنانية تظهر أسماء عبد اللطيف وأبنائه محمد رجب ومحمد سعيد وخضر، فكان لا بدّ من لقاء مع أحد أبناء العائلة لمزيد من الاستعلام عن تاريخ العائلة وتنقلها بين البلدين. التقينا الشيخ خليل ابراهيم محمود خضر الصلح، إمام مسجد الأرقم في مدينة صيدا، الذي أشار إلى أن التحرك الأبرز باتجاه حيفا كان مع الجد عبد اللطيف الذي مكث طويلاً في فلسطين لدرجة أن ابنه خضر وحفيده محمود، جد الشيخ خليل، هما من مواليد حيفا.. ولم ينقطع التواصل بين أبناء العائلة في البلدين طوال تلك الفترة، وحلول النكبة عام 1948 عاد أفراد العائلة إلى صيدا، واستعاد كثير منهم الجنسية اللبنانية.
الرسالة الأبرز التي حرص الشيخ خليل على إيصالها خلال اللقاء مفادها أن الاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين لن يستطيع أن يفكّك أواصر العلاقة التاريخية بين الشعبين اللبناني والفلسطيني، التي توثّقت وتعززت بأشكال متعددة وفي مقدمها المصاهرات والروابط العائلية، وليس أدل على ذلك من موقف الشعب اللبناني البطولي في مواجهة العدوان الصهيوني على أهلنا في قطاع غزة.