قصة بيت عائلة بشكار
أصدرت بلدية حيفا قرارًا إداريًا بتنفيذ أمرهدم بيت عائلة بشكار في شارع بار يهودا 51- حيث يعيش الزوجان باسم ومريم بشكار وأطفالهم الثلاثة (1,2,3 سنوات) وجاء في حيثيات القرار بأن لجنة التنظيم والبناء المحلية التابعة لبلدية حيفا قد تقدمت بطلب هدم البيت على أنه بني بدون ترخيص، وبهذا استجابت المحكمة حيث اصدرت أمر هدم البيت في 6/1/2005 إلا أنه بعد تدخل محامي العائلة توقفت الاجراءات مؤقتا وبقي أمر المحكمة ساري المفعول في كل لحظة.
وتعود قضية عائلة بشكار كما روتها فايزة بشكار، والدة باسم، الذي يسكن بجوارها:
"اشتريت قطعة ارض قبل 25 عامًا من عائلة اليجوري وقد وقعت على وثيقة رسمية حيث كان زوجي على قيد الحياة مع العلم انه توفي قبل عدة سنوات في حادث مؤلم اذ تعرض للدهس على سكة الحديد بجوار بيتنا. وأضافت : ما زالت هذه الوثيقة بين يدي وبشهادة محام، أما مساحة الأرض فهي نصف دونم ، وأنا أم لسبعة، أرملة، أعيش في براكيات كما عاش الناس قبل عشرات السنين، ويعيش في البراكية ولداي الاثنان المتزوجان. أما بجواري فيسكن ابني باسم وعائلته، الذي قام قبل ست سنوات بهدم قسم من البراكيات وبنى بيتًا متواضعاً، سقفه من الجبص، هذا بعد ان تزوج وخوفاً من الفئران والحيات التي تكثر في منطقتنا. وأنا أتساءل ما هي الجناية التي قمنا بها؟ كفاني ألماً وحزناً، فقد فقدت أحد ابنائي قبل عامين بسبب مرض ألمّ به. فالبلدية تدّعي أنني لم أطوّب الأرض لهذا لا يحق لي أن أبني عليها، ولكن يظهر بأن هناك مشروعاً ستنفذه البلدية لهذا هم يحاولون الضغط علينا والتضييق على حياتنا.
أما مريم بشكار فقد قالت "مساحة البيت 75 متراً، وقد بدأت البلدية تلاحقنا منذ عام 2000 حيث أصدرت حتى الآن عدة أوامر هدم إلا أنه بعد أن وكلنا محامياً في القضية تم تأجيل أوامر الهدم وكانت في المرة الأخيرة قبل أسبوعين حيث وصلت الشرطة لمعاينة موقع الهدم وهذه المرة كما يقال "الثالثة ثابتة"، فهم مصرون على تنفيذ أمر الهدم في كل لحظة. فالمشكلة أن البلدية تعارض منحنا ترخيصاً للبناء، على الرغم من تقديم خريطة من قبل مهندس وعلى يد محام. وقد كلفتنا هذه القضية آلاف الشواقل ولكن لا حياة لمن تنادي. فنحن نتوجه عبر صحيفتكم بان يقدم أعضاء الكنيست العرب المساعدة المستعجلة قبل أن ننام في العراء أو تحدث مصيبة لا تحمد عقباها. وهنا يقول باسم بشكار بكل ألم بعد ان وصل من عمله كسائق شاحنة "لا يمكن ان ندعهم يهدمون بيتنا، فنحن أناس نريد أن نعيش كباقي البشر ولكن كيف ندعهم يهدمون بيتا فوق رؤوس أاطفالنا. نطالب البلدية ان تعطينا مهلة لنتفاوض حتى نحصل على الترخيص.
هذا وتعيش عائلة فايزة بشكار قرب جسر باز (الشل) في مدخل حيفا، قرب سكة حديد من جهة والشارع الرئيسي من جهة أخرى عدا الروائح الكريهة التي تنبعث من دخان السيارات والمصانع وتنتشر في المنطقة الحشرات والقوارض ولكن كما أكدت العائلة لا يهمنا كل هذا فنحن ولدنا وتربينا في هذه البراكيات وسنبقى هنا رغم ما يكلف ذلك من ثمن. فمن أين لنا ان نستأجر أو نشتري بيوتا فهذه حالنا وهذه حياتنا ولكن نرجو من البلدية ان تدعنا وشأننا، لا خطوط هواتف، لا كهرباء، كل شيء بعيد عنا، المدرسة، العيادة، فنحن تعيش كأننا في غابة لوحدنا ولكن نحن راضون رغم كل شيء لانه لا بيت ولا حياة لنا سوى هذا البيت (البراكيات) في عصر التكنولوجيا.
حليصا - 2005