جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
الدكتور شحادة الناطور في بلدة العباسية في فلسطين عام ١٩٣٩م وهاجر بعد النكبة مع أهله إلى الأردن وسكنوا في بلدة وقاص حيث نشط أهله في زراعة
لدستور - عمر ابو الهيجاء غيّب الموت صباح الجمعة الماضي (صباح يوم العيد) الكاتب والباحث والقاص الاديب د. شحاده الناطور بعد معاناة مع المرض ، والاديب الراحل بدأ نتاجه الادبي منذ ستينات القرن الماضي وهو من مؤسسي فرع الرابطة بمدينة اربد ، وهو ايضا من مؤسسي "جماعة الابداع الادبي" مع عدد من الكتاب والشعراء كالدكتور ابراهيم الخطيب والراحل هاني الطيطي وعمر ابو الهيجاء ومحمد العامري وغيرهم. والاديب شحاده الناطور حصل على دكتوراه دولة في العام 95 وعمل مدرسا في وكالة الغوث ومحاضرا لمادة التاريخ والحضارة الاسلامية في جامعة اليرموك ، وشارك في العديد من المؤتمرات الدولية محليا وعربيا. ومن اعماله في مجال التاريخ نذكر منها: "الانتفاضة الثورية لعبدالله بن الزبير ، التفاعلات الحضارية في عهد بني أمية ، تجديد الدولة ، تاريخ القضية الفلسطينية ، فجر وضحى الاسلام" ، وكما انتج بالاشتراك مع آخرين عددا آخر من الكتب المتميزة والتي اصبحت تعتبر كمراجع هامة للدارسين والباحثين ، وكما له اكثر من مجموعة قصصية موجهة للأطفال ، وقد حاز الراحل على العديد من شهادات التقدير على منجزه الابداعي والتاريخي. "الدستور" استذكرت الراحل د. شحاده الناطور وسألت عددا من الادباء الاردنيين عن مكانته الابداعية ، وأهميته في الساحة الثقافية. ناجي: خسارة جسيمة ناجي: الروائي جمال ناجي اعتبر رحيل الناطور بالخسارة الجسيمة ، مقدما التعازي بوفاة واحد من رموزها المهمة والذي اسهم بدأب في إثراء المكتبة الاردنية العربية بما قدم من ابحاث وكتابات في أدب الطفل وفي مجالات التاريخ وغير ذلك من اسهامات كانت تفتقد اليها المكتبة الاردنية والعربية. وأضاف ناجي: الى ذلك كله هو واحد من رجالات التربية في الاردن الذين خرجوا كثيرا من الاجيال ومن ضمنها كتاب كثيرون وأشخاص استلموا مراكز مهمة في مسار حياتنا الحالية. ما ميز الفقيد الاديب شحاده الناطور انه كان يعمل بصمت وبعيد عن ضجيج الاضواء ، إذ ان همه منصب على يمكنه إنجازه خلال هذا الوقت القصير المحدود الذي نطلق عليه الحياة ، وهذه ميزة تسجل له فالزهد فضيلة حين يمتلكها الكبار من امثال الاديب شحادة الناطور ، كل ما اتمناه الآن وبعد وفاته ان يتم النظر بشكل جدي الى نتاجاته الابداعية والبحثية اعادة نشرها وتعميمها لتحقيق الفائدة العظمى التي تتضمنها هذه الاعمال ، رحم الله الفقيد. النجار: ترجل الفارس بعد معركة شديدة مع المرض من جهته بين الناقد د. عبد الفتاح النجار انه جمعته مع الراحل صداقة بل أخوة صادقة دامت نصف قرن ، مشيرا ان المرحوم فارس من فرسان الكلمة ، ومؤسس لفرع الرابطة في اربد ، وهو مثقف موسوعي ، وكاتب متميز من كتاب القصة للأطفال ، وهو باحث لا يشق له غبار في التاريخ العربي الاسلام ، واخيرا رحلت يا أبا جمال ، ترجلت ايها الفارس المقدام بعد معركة شديدة مع المرض. لقد فقدتك العباسية ، وفقدتك فلسطين ، وفقدك الاردن ، وستبكيك بيارات البرتقال في يافا والعباسية ، وستبكيك سهول الاردن وسيبكيك طلابك في المدارس والجامعات ، وسيبكيك القلم الذي كان رفيقك المحب ، لقد علمتنا الوفاء والانتماء والابتسام في اشد الظروف قساوة ، وفقدك بالنسبة اليّ فقد عظيم وخسارة كبيرة ، وعزائي الحار الى اسرتك الكريمة والى محبيك وعموم آل الناطور والعباسية والاسرة الثقافية رحمك الله وأسكنك فسيح جنانك. حجاب: كان كريما محبا للثقافة والمثقفين من جهته اشار الباحث نمر حجاب انه عندما زار الراحل اثناء مرضه قال:"إيه اربد هل شهدت المصابا ـ كيف ينصب في النفوس انصبابا ـ بل للضفتين قبل انبلاج الصبح ان الحبيب ولى وغابا ـ ولعي للمسجدين نجما أفولا ـ كان اضوا للمجد منه الشهابا ـ قل لها: غاب كاتب الفتيان غاب كاتب التاريخ ـ فغيبي عن السماء احتجابا ـ قدر شاء ان يهد عمادا ـ فتغالي فزلزل الالبابا ـ "المقادير إن رمت لاتبالي ـ أرؤوس تصيب اذنابا ـ اي موت يموت شهم شجاع في ليال الغفران والقرآن". كان ابو جمال شهما شجاعا يحب الحياة ويحب الاهل والاصدقاء ، كان كريم النفس معطاء يحب الثقافة والمثقفين لم يتركنا اسبوعا وهو أعمى في رضي ، كان يشعر ويحس بإحساس الجميع ، لكن الآخرين لم يحسوا بعظمة هذا الرجل ، فيرحمه الله رحمة واسعة. حسن ناجي: شحادة القارئ الاول (يقول جوزيف حرب عن بيوتات الشعر او المكتبات ـ يا بيوت يللي معلقّا بالريح ـ وحجرك حبر ـ ومعمرّا تايعيش فيك الشعر ـ ياريت فيّي ضل كل العمر ـ قاعد ع بابك ضيف مفاتيح).بهذه الكلمات استذكر الكاتب حسن ناجي الراحل ، مؤكدا انه حينما سمع نبأ رحيل الناطور حزن كثيرا على الكتب التي لم يقرأها شحادة بعد ، وحزنت مع الكتب التي قرأها لقد كان صديق الكتاب كما كان الكتاب صديقه ، وكانت مكتبته البيتية مكتبة عامة كانت كثيرة الابواب وكان يجلس امام كل الابواب يضيف مفاتيح .. لقد اختصر جوزيف حرب ما كان يحس به شحاده الناطور نحو الكتاب ، لقد سعى شحاده منذ وقت مبكر للحصول على أي كتاب يصادفه ، ليس ليقرأه فقط بل ليعيره لنا نحن اصحابه خسرنا كثيرا برحيل شحادة الناطور ، فقد كان حاذقا في اختيار الكتب التي تهمنا وتهمه في ذات الوقت لقد احب المطالعه وعاش للقراءة وفي وقت استراحته فكر بالكتابه رحل القارئ المهم في هذا البلد الذي اسس بعده جيشا من القراء وانا واحد منهم ، سلاما يا شحاده ، واقول لك تبكيك الكتب والمكتبات وأبكيك بهذه الحروف.