الإعلامي وائل حمدان إبراهيم الدحدوح
وائل الدحدوح.. صحفي اغتال الاحتلال أسرته بعد اغتيال طموحه العلمي
وائل الدحدوح عمل مراسلا لقناة الجزيرة بقطاع غزة منذ 2004 (الجزيرة)
25/10/2023|آخر تحديث: 30/1/202407:20 م (بتوقيت مكة المكرمة)
صحفي فلسطيني ولد عام 1970 في غزة، اعتقله الاحتلال الإسرائيلي 7 سنوات ومنعه من تحقيق طموحه في دراسة الطب. عمل مراسلا للجزيرة ومديرا لمكتبها في غزة، استهدف جيش الاحتلال أقاربه واغتال زوجته وابنه وابنته يوم 25 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
المولد والنشأة
ولد وائل حمدان إبراهيم الدحدوح في 30 أبريل/نيسان 1970 في حي الزيتون بمدينة غزة، ونشأ فيه.
ينحدر من أسرة ميسورة تعمل في الزارعة، وقد نشأ في هذا الجو وعمل هو الآخر بالزراعة منذ طفولته إلى أن حصل على الثانوية العامة، ولديه إلى الآن أرض زراعية يعتني بها.
متزوج ولديه 8 أبناء. ويقول في أحد حواراته الصحفية "دور الأب مفقود في مهنتنا، فعندما يحتاجك أولادك يفقدونك، وهذا شيء مؤلم جدا".
الدراسة والتكوين
تلقى الدحدوح دراسته في المدارس الابتدائية والثانوية في غزة، وحصل على الثانوية العامة عام 1988.
كانت أمنيته أن يسافر خارج فلسطين ويدرس الطب، لكن الاحتلال حال دون تحقيق هذا الحلم، إذ اعتقله عام 1988 بسبب مشاركته في الانتفاضة الفلسطينية الأولى.
إعلان
أمضى الدحدوح 7 سنوات بالسجون الإسرائيلية، وبعد خروجه منها استكمل دراسته الجامعية بالجامعة الإسلامية في غزة، وتخرج فيها عام 1998 بدرجة البكالوريوس في الصحافة والإعلام.
بعد عدة سنوات حاول السفر خارج فلسطين لاستكمال دراسته، إلا أن الاحتلال منعه، لكن لم يفتَّ في عضده، فدخل جامعة القدس في بلدة أبو ديس بالضفة الغربية وحصل على درجة الماجستير في العلوم السياسية عام 2007.
التجربة الصحفية
بدأ الدحدوح مشواره المهني مراسلا في قطاع غزة لعدة وسائل إعلام فلسطينية، منها جرائد ومجلات وإذاعات وقنوات محلية.
وعام 2004 التحق بمكتب الجزيرة في فلسطين مراسلا، ومنذ ذلك التاريخ عرفه المشاهد ناقلا لعدة أحداث في فلسطين.
أصبح الدحدوح مديرا لمكتب الجزيرة بغزة، وغطى رفقة فريق الجزيرة كل الحروب التي شهدها القطاع المحاصر، وأشهرها حرب 2008/2009 و2012 و2014 و2021 و2023.
غطى عدة حروب بغزة وعدة مجازر، أشهرها مجزرة حي الشجاعية في يوليو/تموز 2014، وكان طاقم الجزيرة الوحيد الذي وصل للمنطقة ومعه سيارة بث خلال فترة هدنة لم تزد على 1.5 ساعة، وبث من هناك مباشرة صورا ولقطات مؤلمة.
استهدافه واغتيال أفراد عائلته
على مدار السنوات والحروب التي عاشتها غزة، قدم الدحدوح أغلى ما عنده، فنحو 20 من أقاربه نالوا الشهادة، بينهم إخوته وأبناء عمومته وأبناء عمته، ومعظمهم قضوا في حوادث اغتيالات بالطائرات الإسرائيلية.
إعلان
وخلال الحروب المتتالية على القطاع، وزع الدحدوح أبناءه بين 3 بيوت لأقاربه، بعضهم عند أخوالهم وآخرون عند أعمامهم "لعله يبقى منهم أحد حيا لو استهدفهم الاحتلال" كما يقول في حوار صحفي.
وفعلا حدث ما كان يخشاه، ففي يوم 25 أكتوبر/تشرين الأول 2023، استهدفت طائرات الاحتلال بيتا توجد فيه أسرة الدحدوح بمخيم النصيرات وسط القطاع، فاستشهدت في الغارة زوجته وابنه وابنته.
ونجا وائل من قصف إسرائيلي استهدفه رفقة زميله المصور سامر أبو دقة أثناء محاولتهما نقل صور الدمار التي خلفها قصف إسرائيلي على مدرسة في خانيونس، مما أدى إلى إصابة وائل بجروح متفرقة واستشهاد زميله المصور سامر، كما استشهد نجله الصحفي حمزة الدحدوح يوم 7 يناير/كانون الثاني 2024، إثر استهدافه بصاروخ من طائرة إسرائيلية مسيرة قصفت سيارة كان يستقلها مع صحفي آخر في منطقة المواصي جنوبي غربي قطاع غزة.
احتفاء عالمي واسع
رسم الفنان الإسباني "ناتشو ويلز" جدارية تظهر فيها صورة الدحدوح في أحد شوارع العاصمة البريطانية لندن. وذلك قبيل ساعات من إجراء الدحدوح عملية جراحية في العاصمة القطرية الدوحة، في يده نتيجة استهدافه خلال إحدى التغطيات.
كما رسم فنان الغرافيتي السوري عزيز الأسمر يوم 10 يناير/كانون الثاني 2024 جدارية على سور مدرسة بإدلب وأطلق عليا عنوان "معليش"، في إشارة إلى العبارة الشهيرة لوائل عندما واسى نفسه وأهله أثناء اغتيال إسرائيل لبعض أبنائه وأفراد عائلته..
إعلان
ورسمت الفنانة الأيرلندية "إيمالين بليك" يوم 18 يناير/كانون/الثاني 2024 جدارية في العاصمة دبلن، وكتبت على صفحتها بمنصة إنستغرام "شكرا وائل الدحدوح لأنك أظهرت للعالم بلا هوادة ما يحدث في غزة.. قوة وإنسانية الشعب الفلسطيني، والجرائم التي ترتكبها إسرائيل ضدهم…".
كما خصصت مجلة "كناك" في بلجيكا 6 صفحات لسرد حكاية الدحدوح تحت عنوان "الصحفيون مستهدفون في غزة".
الجوائز والأوسمة
نال الدحدوح في مايو/أيار 2013 جائزة التغطية المتميزة في مهرجان الإعلام الدولي في لندن.
جائزة "حرية الصحافة" المصرية لعام 2024.
اختارته مجلة "كناك" الشخصية الصحفية لعام 2023.