"هوية" وفريق "أغاريد" يوثقون شهادات حية على النكبة في مخيم عين الحلوة: "لو مرّ مئة سنة... لن نتنازل عن فلسطين"
في إطار إحياء الذكرى الـ77 لنكبة فلسطين، قام مندوب مؤسسة "هوية" يرافقه فريق "أغاريد"، بزيارة ميدانية إلى مخيم عين الحلوة، التقوا خلالها شاهدين من جيل النكبة، ما زالوا يحملون الذاكرة والحلم بالعودة إلى أرض الوطن، رغم مرور أكثر من سبعة عقود على التهجير القسري.
الزيارة الأولى كانت إلى الحاج محمد دياب عوض محمد أحمد الكيلاني، من مواليد عام 1947 في قرية لوبية – قضاء طبريا. تحدث بحسرة وصدق عن قريته التي هجّر منها طفلاً، وقال:
"حتى لو مرّ مئة سنة أو مليون سنة، لن نتنازل عن حبة تراب من فلسطين، ولا عن لوبية. وبوصي ولادي وولاد ولادي ما يتنازلوا، مهما عرض عليهم. راجعين إن شاء الله، على أرض آبائي وأجدادي، وعلى بيارتنا."
أما الشهادة الثانية، فكانت مع الحاجة بدرية حسين يوسف اليوسف، من مواليد عام 1944، ابنة مختار قرية السميرية قضاء عكا. تحدثت بلهجة صادقة تنبض بالانتماء، قائلة:
"والله يا خالتي، لو أعطوني ملات هاد البيت ذهب ومصاري، ما بقبل الواحد يخالتي يبيع أرضه ووطنه. لا أنا ولا ولادي بنقبل، وهيك ربيتهم. كلنا فدا فلسطين. وبوصي أهل غزة ما يطلعوا ولا يتهجروا زينا، لو مهما بلغت التضحيات."
وختمت الحاجة كلامها: "صرلنا 77 سنة صابرين، وبعدنا منصبر وصابرين... حتى عنود إن شاء الله."
هذه الزيارات تأتي في سياق جهود مؤسسة "هوية" وفريق "أغاريد" لتوثيق الرواية الفلسطينية، والحفاظ على الذاكرة الحية لجيل النكبة، الذي لا يزال رغم الألم، يحمل الإصرار والإيمان بالعودة، ويرفض التفريط بالحق الفلسطيني مهما طال الزمن.


