الفارسية.. لا نمل حتى تملوا
وفي موقع صمود آخر في وادي المالح تظهر خربة الفارسية التي تردد اسمها كثيرًا في وسائل الأعلام في الأيام الأخيرة. وتقع خربة الفارسية في الجزء الشرقي من وادي المالح على بعد 20 كيلومترًا عن مدينة طوباس؛ حيث تمتد أراضي الخربة من حاجز التياسير غربًا وحتى نهر الأردن شرقًا.
وقال سالم مخامرة أحد سكان الخربة: "إن عدد سكان الفارسية الآن يبلغ 241 نسمة؛ علمًا أن عددهم قبل الاحتلال الصهيوني في عام 1967 كان يزيد عن ألف نسمة؛ يعتمدون بشكل أساسي في حياتهم الاقتصادية على الزراعات الحقلية وتربية المواشي. وينحدر أهالي الخربة من عائلات بشارات وضبابات وضراغمة من مدينة طوباس وبلدة طمون. ويسكن أهالي الخربة في بيوت من الشعر أو الزينكو".
وأضاف أن قوات الاحتلال الصهيوني حوَّلت قسمًا كبيرًا من أراضي خربة الفارسية إلى مناطق عسكرية مغلقة، بالإضافة إلى سيطرته على كافة عيون الماء المنتشرة في المنطقة لصالح مغتصبتي 'شيدموت مخولا' و'مسكيوت' اللتين تشهدان انتعاشًا ملحوظًا بسبب سرقة ماء المنطقة.
كما حوَّل الاحتلال الجزء الشرقي من أراضي خربة الفارسية إلى مناطق ألغام تشكل تحديًا جديدًا لأهالي المنطقة؛ حيث بات وجودهم في المنطقة يشكل خطرًا حقيقيًّا لهم في ظل غياب القوانين والأعراف الدولية التي تحظر تحويل المناطق السكنية والزراعية إلى مناطق عسكرية ومناطق مزروعة بالألغام.
وكانت قوات الاحتلال هدمت الفارسية ثلاث مرات خلال الأيام العشرة الماضية، وفي كل مرة كان الأهالي يقومون بإعادة بناء ما هدمه الاحتلال، ولسان حالهم يقول: لن نرحل عن أرضنا مهما فعلتم.