(ا ف ب) - تظاهر نحو الف عربي اسرائيلي في مدينة اللد الجمعة احتجاجا على اعمال العنف والقتل في المدينة الواقعة في وسط اسرائيل حيث تتهم الشرطة بالتقاعس في ملاحقة الفاعلين عندما يكون الضحية عربيا.
وانطلقت التظاهرة من امام المسجد الكبير، وكنيسة سان جورج القديمة المجاورة له وحمل المتظاهرون اعلاما سوداء ولافتات "اللد والرملة ويافا بدها وقف للجرائم" و"البوليس المتهم الاول".
ومع ارتفاع جرائم القتل في اللد والرملة، دعت لجنة المتابعة العربية في اسرائيل واللجنة الشعبية في اللد والجمعيات النسائية المختلفة الى تظاهرة احتجاج.
وتفيد الارقام الرسمية ان معظم حالات القتل التي تنفذ بالاسلحة النارية في اسرائيل تحدث في الوسط العربي، وتشهد اللد اعلى نسبة من هذه الجرائم.
وبدأ الاهتمام بوضع المدينة عندما بدأ سكانها اليهود يتذمرون من الوضع ويهجرونها، كما افاد بعض المنظمين.
وقالت سماح اغبارية مديرة جمعية "نعم" للنساء العربيات لفرانس برس "لقد قتل عشرة من العرب في اللد وحدها خلال الشهرين الماضيين".
واوضحت "قبل اسبوع قتل سامي حجازي عند المركز التجاري، اخرج القتلة الملثمون في وضح النهار ابنته وعمرها 7 سنوات من السيارة وقتلوا اباها امام عينيها كيف يحدث هذا؟"
واضافت "احرق مركزنا النسائي قبل سبعة اشهر في المدينة ولم تعتقل الشرطة احدا وتحول المكان الى مركز لتجارة المخدرات".
واوضحت لوكالة فرانس برس "ان كل ما يحصل من اجرام وتفشي الجريمة وسفك الدماء في مدينة اللد هو نتيجة الوضع المعيشي السيء للعرب من مسكن وعدم ايجاد اماكن للشباب والفقر ونقص المدارس".
وقال الشيخ يوسف الباز رئيس اللجنة الشعبية في خطابه امام ساحة البلدية "لقد حضر رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو ورئيس الامن الداخلي ايتسحاق اهرونوفيتش، ووزير الداخلية ايلي ايشاي في اعقاب جرائم القتل الى اللد، وبدلا من ان يتكلموا عن دور الشرطة في الحفاظ على الامن والعثور على المجرمين، بشرونا بانهم سيحضرون 50 الف يهودي للعيش في اللد".
وتساءل "ما علاقة هذا بجرائم القتل؟ نحن نعرف ان الميزان الديمغرافي في اللد يزعجهم، فاذا ارادوا ان ينغصوا علينا عيشتنا فنحن لن نترك ارضنا ولن نترك بلدنا".
ومن جهته قال عضو الكنيست محمد بركة "ان مسلسل الدم لا ينتهي. نريد ان نقول ان علينا اولا ان ننظف انفسنا وبيوتنا وساحاتنا من هذا القرف الذي يسمى السلاح".
وتابع بركة "الى جانب ذلك فان المسؤول عن امن المواطن هو الشرطة، وان كل ضحية سقطت في هذه البلاد مسؤول عنها طرفان القاتل الذي ارتكب الجريمة والشرطة المسؤولة عن مسلسل الدم".
واضاف بركة "لماذا اذا قتل يهودي زوجته يعتبر ذلك على خلفية رومانسية، واذا قتل العربي زوجته تسمى جريمة شرف؟ هذا مصطلح مستورد. لا يوجد قتل فيه شرف. القتل جريمة مرفوضة للرجل والمراة والطفل. القتل لا يقبله الله ولا الدين ولا عروبتنا ولا انسانيتنا".
وقالت فاطمة شعبان شقيقة عبير قطيفان التي قتلت في الشارع في 18 تشرين الاول/اكتوبر لوكالة فرانس برس "لقد صدمنا وفوجئنا بقول الشرطة والاعلام الاسرائيلي ان قتل اختي على خلفية شرف. فليسالونا، نحن اهلها. عند القتل تحقق الشرطة مع عائلات الضحايا، ممكن ان يكون لدينا اعداء ممكن ان تكون عندنا معلومات تفيدهم".
وقالت فاتن حسونه المشاركة في التظاهرة "انا اذهب الى معهد رياضي في المساء، لقد صرنا كنساء نخاف على انفسنا، ونتبادل الحديث انا وصديقاتي اننا ان قتلنا ان تربي الواحدة اولاد الاخرى".
وقالت لجنة المتابعة العربية، اكبر هيئة تعنى بشؤون الاقلية العربية في اسرائيل، في بيان "ان موجة العنف الخطيرة التي اجتاحت الوسط العربي بشكل عام واللد بشكل خاص في الاونة الاخيرة، والتي راح ضحيتها اناس ابرياء لا ذنب لهم، اصبحت تهدد امننا وسلامة اطفالنا بل وتهدد مستقبلنا جميعا".
ودعت اللجنة الى "وقفة حازمة ضد كل اعمال العنف والعمل على اقتلاعها وصدها".
ومن جهتها اتهمت عضو اللجنة الشعبية في اللد الحكومة الاسرائيلية باثارة مسالة الامن في اللد "فقط بعد ان اشتكى المواطنون اليهود"، موضحة "بدأ السكان اليهود في اللد بتركها بسبب تفشي الجريمة، لذا بدات السلطات تهتم وتتدخل".
وتساءلت "من اين هذا السلاح هل تصنع المدن العربية في مصانعها بندقية الام سكستين، وهل المخابرات الاسرائيلية لا تعرف عنه؟ لماذا تضع الحواجز عند قتل يهودي، ولا تضعها في المدينة عند قتل العربي؟"
وهتف المتظاهرون قبل ان يتفرقوا "عالمكشوف عالمكشوف جرايم ما بدنا نشوف" و"شدوا الهمة يا شباب تنغير قانون الغاب" و"يا بوليس يا سفاح بيكفي توزع سلاح".
وتعد الاقلية العربية في (اسرائيل) نحو 1,3 مليون نسمة يتحدرون من حوالى 160 الف فلسطيني لم يغادروا اراضيهم بعد قيام الدولة العبرية العام 1948.