غزة- رشا بركة - إنسان اون لاين - 2008-07-21
وسط بيت ضيق يفتقر لمتطلبات العيش وتحيطه العتمة من كل مكان، كُتب للتوائم الأربعة (أحمد ومحمد محمود ونور أهل ) أن يعيشوا، بعد تسعة أشهر كانت حياة والدتهم زينب معرضة فيها للخطر بسبب نقص الأدوية في غزة ، وبالرغم من أنهم ولدوا أصحاء إلا أن مسيرة جديدة من المعاناة ألقيت على عاتق والدهم الذي لا يمتلك أدنى مصدر للدخل. يقول المواطن معين أهل، والد التوائم الأربعة والذي يقطن حى الدرج بمدينة غزة شاكرا وشاكيا " كان مجيئهم صدمة الفرح وأحمد الله بأن منّ علي بهم..
والأجمل أن عائلة أهل كلها فرحت لفرحتي بالرغم من الوضع السىء والمعاناة التي رأيناها خلال حمل زوجتي". المعاناة التي مُزجت بفرحة الوالد، لم تحرم أقاربه وجيرانه الفرحة بهؤلاء التوائم، خاصة أنهم اعتبروا ميلادهم عوضا من الله للعائلة بعد استشهاد أربعة من أفرادها بعد استهداف طائرات الاحتلال لثلاثة منهم، اما الرابع فقد استشهد قبل أشهر خلال مسيرة لفك الحصار قرب معبر المنطار شرق مدينة غزة.
وفرضت قوات الاحتلال الاسرائيلى حصارا مشددا على قطاع غزة استمر أكثر من عام، وتسبب بتدمير معظم قطاعاته الحيوية، وكانت الكارثة الصحية وانعدام الأدوية الضرورية أحد أبرز مظاهره وهو ما أدى لوفاة مئات المرضى بسبب إغلاق (إسرائيل) المحكم للمعابر . ولم تكن فترة حمل زوجة المواطن (أهل) بالسهلة، خاصة أن حملها جاء في أوقات كانت الأزمة الإنسانية قد تفاقمت في قطاع غزة، وفى وصف لتلك الفترة يقول الزوج :"طوال فترة حمل زوجتى ونحن نضع أيدنا على قلوبنا، فلا أدوية ولا مصدر للدخل وكانت الزوجة متعبة لدرجة كبيرة". وتابع "بين أسبوع وأسبوع كنا ننقلها إلى المشفى وكانت بحاجة إلى علاج مكثف نتيجة صعوبة حملها، لكننا لم نكن نجد الكثير من أصنفة الدواء التي كان يأمر بها الطبيب، وكنا ننتظر دخول الصنف إلى غزة مدة طويلة، لكننا لم نفقد الأمل بالله يوما".