المحتوى |
رام الله- سامر البرغوثي
رغم هدم الاحتلال الإسرائيلي لمنزله أكثر من مرة؛ يصر المواطن منذر أحمد حسين من بلدة سنجل شمال شرق محافظة رام الله, على تشييده "رغمًا عن أنف الاحتلال" والذي يسعى إلى إجباره على الرحيل عن بيته, بدعوى البناء في منطقة محظور على الفلسطينيين فعليًا البناء في حوالي سبعين في المائة من أراضيها.
منذر الذي يبلغ من العمر أربعين عامًا والذي أخطره الاحتلال لبنائه بيته في حدود ما تعرف بالمنطقة "ج"؛ أكد لـ"فلسطين" أن الاحتلال سكت عن عملية إعمار بيته حتى اللحظات الأخيرة وقام بإخطاره وإيقافه وإعطائه ورقة لمقابلة مسؤول التنظيم في المنطقة.
ويشير إلى أن هذه الظاهرة التي تكررت في الآونة الأخيرة في معظم البلدات التي تقع تحت سيادة سلطات الاحتلال الإسرائيلي والتي باشرت بحملة واسعة لهدم البيوت التي تقع في المنطقة "ج", باتت تهدد سكن واستقرار الكثير من الفلسطينيين.
ازدواجية في المعاناة
وأوضح أن الضابط المسؤول هدد بهدم البيت إذا ما استمر بالبناء, مطالبًا إياه بمراجعة مهندسين مختصين وإحضار مخططات رسمية للنظر فيها.
وقال: "تمت مداهمة الورشة أثناء العمل، وأكد الجنود للعمال أن الهدم آت لا محالة وأن البناء في هذه المناطق ممنوع كليًا، وأن من سيبنى في هذه المنطقة هو ممنوع وسيتم هدم بنائه, فهذه المناطق ملك للقوات الإسرائيلية!".
ولمنذر حكاية مع قوات الاحتلال, حيث استمر في الهرب من وجههم مدة تزيد عن العشر سنوات بعد قدومه من الأردن إلى فلسطين في نهاية عام 1997، حيث قرر السكن فيها من دون هوية قانونية تحمي حقوقه.
اثنا عشر عام عاشها منذر بين زوجته وأطفاله متخوفًا كل يوم من مداهمة بيته الذي يقع قرب الشارع الرئيس المؤدي إلى معظم المستوطنات الإسرائيلية حتى لا يقتاده الجنود إلى الحدود ويعيدونه إلى عمّان.
ويقول: "كنت طوال هذه الفترة أتعرض يوميًا للعديد من المواقف السيئة التي تقابلني مع جنود الاحتلال من خلال طلبهم هويتي الشخصية أو أي دليل يثبت إقامتي، كنت أتهرب منهم بالتمثيل على أنني مجنون أو معتوه على أن يتركوني وشأني".
إصرار ومواصلة
"أبو مؤمن" الذي هدم بيته مرتين؛ أصر على إعمار منزله وزيادة بعض الغرف عليه لكنه فوجئ أن الاحتلال يمنعه من إصلاح بيته من خلال ورقة رسمية من المحكمة تقضي بإيقافه عن البناء وتهديده بهدم البيت كاملًا إذا تم إضافة أي غرفة عليه.
ويقول: "لقد تم منعي أكثر من مرة, المرة الأولى تم هدم البيت بشكل كامل والثانية إيقافي عن البناء, ولكنني لم أتصور أن الاحتلال يمنع إصلاح البيوت وزيادة الأمن والأمان فيها من خلال زيادة بعض الغرف التي تشد من قوة البيت".
زوجة "أبو المؤمن" قالت لـ"فلسطين": إنها حاولت منع زوجها من اتخاذ هذه الخطوة إلا أنه "أصر على عمل ما يدور في رأسه" لأنهم تعرضوا للإيقاف مرتين, مؤكدةً أن زوجها يصر على البناء في هذه المنطقة رغم منع الاحتلال له.
وتوضح أنه رغم إيقاف الاحتلال له؛ إلا أنه يصر على البناء من جديد وحتى آخر يوم في عمره حتى لو أنفق كل ما يجمعه من أجل إعمار هذا البيت.
المصدر: فلسطين أون لاين
|
Preview Target CNT Web Content Id |
|