مواقع في القرية ومحيطها:
استمدت القرية مياه الشرب من نبع البئر الغربية التي استقى منها السكان المجاورون لها، أما سكان المنطقة الشرقية والجنوبية فاستقوا من بئر "المغير" الواقعة في أراضي قرية شعب. وقد اطلق السكان على الأراضي المحيطة بالقرية أسماء مختلفة نذكر منها: الخلات، الراس، البلاط، دبة الخمام، أم السعود، الهروبه، أبو لبن، المراح، النبعة، الخربة، المنازل، حموص، كرم الوالي، الرصيفة، أم الخروب، التلات، الطبرات، الصدور، بركة الهريش، البرقوقة، الزعارير، المسل، الجلمة، العريض، خندق المغير، والصوانة.
البروة في ثورة 1936
ابلى أهل القرية بلاء حسناً ضد قوات الانتداب البريطاني في ثورة 1936. فالكاتب صبحي ياسين يؤكد انه في 19/7/1938 قام عدد من المجاهدين بوضع لغم عند مفرق قرية البروة. وبعد ظهر ذلك اليوم، مرت ثلاث سيارات عسكرية آتية من مدينة عكا ومتجهة نحو قرية سخنين، فانفجر اللغم تحت السيارة الاولى، واسفرت هذه العملية عن مقتل 12 جندياً، من بينهم قائد معسكر سخنين، كما جرح خمسة. وبعد انفجار اللغم عادت السيارتان الباقيتان الى عكا، وحضرت بعد ذلك قوات كبيرة شرعت في القيام باوسع عملية تخريب، ونسف وتنكيل واعتقال في البروة وشعب والدامون. واطلق السكان على عملية التنكيل هذه اسم "موقعة الصبر"، لأن القوات البريطانية جمعت رجال القرية واجبرتهم على قطع الواح الصبر ثم قامت بالقائها عليهم.
تعيين خوري البروة:
ومن المآثر المشهورة عن سكان القرية ان مسلميها ساهموا في تعيين خوري البروة، الخوري جبران، عبر التوقيع على عريضة وارسال وفد عنهم الى البطريرك في القدس. فسألهم البطريرك عن سبب اهتمامهم بالخوري، فقالوا: كيف لا؟! وهو سيصبح خوري البروة، وسيمثلنا جميعاً. فتأثر البطريرك بكلامهم حتى دمعت عيناه، ووافق على تعيينه رغم انه لم يكن متديناً.
مخاتير البروة عام 1948:
جاد رضوان سكس، حسن درويش، ومحمد صالح كيال.
احتلال البروة وتهجير سكانها
حسب قرار التقسيم رقم 181 الصادر عن الامم المتحدة عام 1947، فإن شارع البروة-عبلين يفصل بين الدولة اليهودية التي تقع غربيه والدولة العربية التي تقع شرقيه. ولكن عشية الهدنة الاولى في حرب 1948، حاولت القوات الاسرائيلية تعزيز مواقعها في الجليل الغربي من خلال السيطرة على التلال الموازية للساحل. وقد نجح لواء كرملي الاسرائيلي في احتلال البروة والمواقع المشرفة على القرية في 11 حزيران 1948.
المؤرخ الفلسطيني نافذ نزال أشار اعتماداً على شهود عيان أنه ازاء مخاوف السكان من هجوم اسرائيلي محتمل فقد قرروا المبيت خارج القرية، ولم يبق فيها بالاضافة الى الرجال الذين تأهبوا للقتال سوى 45 شخصاً اختبأوا في الكنيسة مع الخوري جبران. وقد كانت الهزيمة مؤلمة وموجعة بالنسبة للاهالي اذ انها لم تكن تعني فقط الرحيل والتشرد وانما كانت تعني ايضاً فقدان مصادر الرزق في أوج موسم الحصاد والحقول لم تحصد بعد. ولذلك صمم الاهالي على استرداد قريتهم.
في صباح يوم 23 حزيران اجتمع اكثر من مائتي رجل وامرأة من اهالي البروة والقرى المجاورة واعدوا العدة لاستعادة القرية. وكان من بينهم 96 رجلاً مسلحاً، انضم اليهم فيما بعد عدد آخر من المقاتلين، أما باقي الرجال فكانوا يحملون المعاول والبلطات والعصي في حين ان النساء قمن بحمل المياه ومساعدة المصابين. وقد ترأس مجموعة المقاتلين هذه ابو اسعاف من قرية شعب، الذي عينه المفتي قائداً في منطقة الجليل الغربي. وقد مر المقاتلون في طريقهم الى القرية بقوات جيش الانقاذ المرابطة في تل الليات فطلبوا من قائدها الانضمام اليهم ولكنه رفض بسبب عدم وجود اوامر بهذا الشأن، الا انه امدهم ببعض الذخيرة. وتمكن المهاجمون من دحر الحامية الاسرائيلية وقوامها 120 شخصاً، فروا تاركين وراءهم ثلاث رشاشات صالحة وسبع حصادات آلية الى جانب اكياس القمح المحصود وحقائب مملوءة بالملابس وكميات من الطعام.
بعد احتلال القرية من قبل الاهالي، دخلت البروة قوة مؤلفة من حوالي مائة رجل من قوات جيش الانقاذ وطلبت من مقاتلي القرية مغادرتها، للتمكن من الدفاع عنها باسلحتها الحديثة. فانسحب المقاتلون وعادوا الى عائلاتهم. وفي فجر يوم 24 حزيران قام الجيش الاسرائيلي بحشد قوات من لواء كرملي ومن معسكر السميرية، تمكنت من احتلال القرية خلال ساعتين تقريباً. ولم تتم السيطرة كلياً على القرية الا بعد انتهاء المرحلة الاولى من عملية ديكل، وبعد انتهاء الهدنة الاولى، أي في أواسط تموز 1948.
نتيجة لاحتلال القرية والاعلان عنها منطقة عسكرية مغلقة، وهدم معظم بيوتها ومصادرة أراضيها وملاحقة سكانها ورميهم عبر الحدود، تشرد أهالي القرية وتشتت شملهم في قرى، ومدن ودول عديدة. ورغم ان الكثيرين منهم لم يغادروا فلسطين، وظلوا لاجئين في وطنهم، الا انه لم يسمح لهم بدخول قريتهم او زراعة أراضيهم.
شهداء البروة
فقدت القرية خلال مسيرتها النضالية ضد الانتداب البريطاني وضد القوات الاسرائيلية عدداً من أبنائها الشهداء:
خلال ثورة 1936-1939: أسعد أحمد سعد، شكري الواكد، لبيبة كيال، ابراهيم أحمد أبو طه (سلطاني)، نجم أحمد النجم، حسين محمود الشيخة، فضيل علي عكاوي، حمودي الجودي، حسن الجودي، علي حسين الجودي، ورضوان سكس.
خلال عام 1948: فارس المجيد، محمود الجودي، فاطمة محمد إسماعيل كيال، احمد محمود طه كيال، محمد طه عيشان، ابراهيم أحمد النجم، وجيهة محمود هواش، لبيبة رضوان سكس، نمر مصطفى سعد، وعلي محمود حسيان.
أرسلها: عبد الرحمن دمير
dameer67@hotmail.com