لم تعد حكاية المجزرة الصهيونية في الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة قصة جديدة ترويها صفحات التقارير الإخبارية أو تنقلها وكالات الأنباء المتلفزة، بل تحولت إلى رواية مجزرة بدأت عام 1994 ولم تنته بحلول ذكراها عام 2011، حتى باتت نتائجها تلقي بظلالها على كل ما يحيط بها.
وتركت مجزرة الحرم التي وقعت صبيحة يوم الجمعة في الخامس والعشرين من شباط (فبراير) عام 1994، أطماعًا صهيونية باتت مكشوفة وبدأ تطبيقها للاستيلاء على ما تبقى منه وتحويله إلى كنيس يهودي خالص، حتى وصل الأمر في محاربة "إسلاميته" إلى منع الآذان في مآذنه بشكل متكرر، وكان لـ"أذان المغرب" حكاية أخرى.
ممنوع منذ ست سنوات
وأشارت مصادر من العاملين بالحرم الإبراهيمي لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" إلى أن قوات الاحتلال الصهيوني أصدرت قرارًا عسكريًّا ملزمًا بمنع رفع أذان المغرب منذ ست سنوات بحجة أنه يتسبب للمغتصبين الصهاينة في "إزعاج خلال صلواتهم" التي تصادف الموعد، وهو ما جعل أزقة البلدة القديمة وساحات منطقة السهلة والجبال المحيطة تفتقد وتحن لصوت أذان المغرب من حرم خليل الرحمن.
وتقول المصادر إن المنع الصهيوني مطبق بشكل عملي، ويعاقب أي مؤذن يقوم بـ"مخالفته"؛ لكن ذلك لا يمنع عشرات من المجاورين للمسجد بالتوافد إليه في وقت الصلاة حسب الموعد وإن حاول الاحتلال كتم صوته، بل تحول للحظات تحدٍّ مع جنود الاحتلال الذين يعملون للتضييق بشكل كبير على المصلين.
وتنشر بشكل شهري إحصائيات دورية رسمية عن أعداد الأوقات التي تمنع فيها قوات الاحتلال رفع الأذان خلال أشهر العام؛ حتى كان أخرها شهر كانون الثاني (يناير) الماضي من العام الجاري الذي منع فيه الاحتلال رفع الآذان 50 مرة على الأقل من الأوقات بينها 30 مرة من أوقات أذان المغرب.
حجة إزعاجهم
وفيما يتساءل البعض عن استهداف الاحتلال لوقت أذان المغرب دون غيره، توقعت المصادر العاملة فيه أن المغتصبين يتدفقون إلى الساحات المسيطر عليها في وقت المغرب بشكل كبير لإقامة طقوس تلمودية مزعومة، وتشتكي لجنود الاحتلال من "إزعاج الأذان" لها، وهو ما جعل سلطات الاحتلال الصهيوني تقرر منع رفعه بشكل كامل.
ويزيد عدد المرات التي يمنع فيها رفع الأذان خلال فترة الأعياد اليهودية، ليتجاوز الـ 70 وقتًا، فيما يتراوح معدل المنع في الأيام العادية ما بين 47 إلى 60 مرة، وهو ما يؤكد استهداف الاحتلال للأذان بشكلٍ خاصٍّ في محاولة لطمس صوت الإسلام وإزالة مظاهر الإسلامية عن كل رواق وحجر فيه.
وبعد مرور سبعة عشر عامًا من ذكرى المجزرة الصهيونية التي ارتكبها الإرهابي باروخ غولدشتاين بمساعدة جنود الاحتلال، وارتقى فيها أكثر من 29 مصليًا وأصيب العشرات خلال سجودهم، لم تزل مآذن الحرم صامدة شامخة في وجه الأعداء وإن تقطع صوتها فلم تزل حجارتها تقف لتجدد نداء التوحيد.
المصدر: مكرز فلسطيني للاعلام