موجز تاريخ المزرعة الشرقية
اعداد وتحضير :الباحث عبد الرسول محمد صالح توم
المقــدمـــة
المزرعة الشرقية بلدة جميلة ، اعطاها موقعها المُطل على ربوع فلسطين ولبنان والاردن، جمالا اضافيا ، تُزينها اشجار الزيتون ، وعمارات ابدع مصمموها في رسمها، وشوارع واسعة ، ومدارس نُقشت حجارتها بآيات مباركة ، وكلمات تعبر عن مدى اهتمام اهلها بالتعليم ، ومؤسسات ضمت بين جنباتها أُناس صمموا على بناء المزرعة الشرقية وتطويرها بعرقهم وجهدهم ومالهم ، وبذل ابناؤها في بلاد المهجر وفي ارض الوطن الغالي والنفيس في سبيل اعمارها وتمدينها ، حتى اصبحت جوهرة تُشع في كل اتجاه ، وبلدة جميلة يتغنى بها كل من زارها ، وزاد في جمالها وروعتها طيبة اهلها وكرمهم ،ومشاركتهم في بناء وطنهم ففي كل قرية ومخيم لهم بصمة خير وعطاء.
اولا:خلفية تاريخية
كانت المزرعة الشرقية منتجعا ريفيا ،منذ فترة العصر البرونزي،المتوسط والمتأخر،حوالي (2000 قبل الميلاد -1000 قبل الميلاد ) ،وقد دلت المكتشفات الأثرية التي تم العثور عليها في القرية ومحيطها ،على ان الحياة فيها وجدت منذ اكثر من أربعة آلاف سنة (2000 سنة ق.م) .
اهتم كل من سكنها بالزراعة وخاصة الزيتون والعنب والتين واللوزيات.
في القرن السابع قبل الميلاد ،احتل الفرس المنطقة واقاموا مستعمراتهم فيها، وقد احتل الرومان فلسطين في العام 63 ق.م - 324 م ،واهتموا بمنطقة المزرعة ومحيطها واعادوا بناء المستوطنات القديمة ،وفي العصر البيزنطي،ما بين 324-638م،أطلق على المنطقة اسم (الدرجة) ،للتدرج في طبقاتها الأرضية والصخرية، وعندما دخل المسلمون فلسطين ، مر منها الجيش الإسلامي بقيادة عمرو بن العاص القادم من الشام الى القدس،وقد سكنها المسلمون ،وعملوا على زراعتها والمنطقة المحيطة بها ،وقد استخدمها المسلمون أيضا كمنتجع لجيوشهم.
وبقيت المنطقة تزخر بالحركة والحياة ،حتى دخول الصليبيين فلسطين ،في العام 1099م،الذين أعادوا بناءها من جديد وتطويرها ،حيث بنوا الكنائس والقلاع في الطيبة ، وتل العاصور ،والمزرعة (البرج ) والتل ،وعندما دخل القائد الإسلامي صلاح الدين الأيوبي لتحرير فلسطين في العام 1187 م،ساعدت المزرعة وسلواد والقرى المحيطة جيوش صلاح الدين،(الذي مر منها الى سلواد متجها الى الجنوب) .
وفي فترة الحكم المملوكي زادت أهمية المزرعة ،وكانت وقفا من أوقاف السلطان الظاهر بيبرس ،وفي فترة الحكم العثماني ،بقيت تشتهر بالزراعة ،وسكن العثمانيون فيها،وكان للمزرعة دور كبير في تمثيل السلطة الحاكمة وحُكم المنطقة المحيطة بها،حيث عُرفت بمنطقة بني مرة ،وبرز دور بعض العائلات ،وظهرت شخصيات تولت الحكم على هذه الناحية ،ضمن نظام إقطاعي . ويمكن القول ان المزرعة والقرى المحيطة بها ،كانت منذ اكثر من أربعة آلاف عام وحدة واحدة،واستمر هذا الوضع حتى منتصف القرن التاسع عشر (حوالي 1850م).
2-التسمية
منذ القدم أطلق على قريتنا اسم "المزرعة " ،نسبة الى الزراعة التي اشتهرت بها. وفي فترة الحكم المملوكي لفلسطين ،كانت تعرف بهذا الاسم وكانت وقفا من اوقاف الظاهر بيبرس، ولما دخل العثمانيون الى فلسطين ،حوالي 1514م،بعد معركة مرج دابق في سوريا،اخذوا ببناء تشكيلات إدارية جديدة،وقد أطلقوا على قريتنا اسم"مزرعة ابو طاسه" ورد ذلك في كتاب "التاريخ الجغرافي لفلسطين وشرق الاردن وسوريا الجنوبية " في العام 1596-1597،ومن ثم "مزرعة بني مرة" ،وبني مرة نسبة الى أصول سكانها ،حيث يرجعهم مصطفى الدباغ في كتابه ، الى مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر(قريش)جد الرسول "صلى الله عليه وسلم"،وبني مرة قبيلة عربية استقرت منذ أمد بعيد في قرى سلواد والمزرعة الشرقية ،عين يبرود ، يبرود،سنجل، وترمسعيا ، وكانت المزرعة لفترة طويلة "كرسي بني مرة " ، أي مركز حكم قرى بني مرة ،وكان احمد ابو عبدالله من البلدة ،شيخا على كرسي بني مرة وعين عبد العزيز العينسوية(من أجداد آل عبدالعزيز)،كشيخ لناحية بني مرة،وعين شخصا من آل مبارك في سلواد شيخا عليها واصبحت سلواد كرسيا منفصلا عن بني مرة. وفي العام 1881 ذكرت باسم المزرعة الشرقية (لموقعها شرقي مدينتي رام الله والبيرة)في كتاب (مسح فلسطين الغربية) ،الى جانب مزرعة بني مرة.
ثانيا :لمحة جغرافية
الموقع الجغرافي
هي إحدى بلدات محافظة رام الله والبيرة ،تقع على بعد 15 كيلو مترا الى الشمال الشرقي لمدينة رام الله، ترتفع عن سطح البحر قرابة 950م،يحرسها جبل العاصور من الجهة الجنوبية الشرقية ،والذي يرتفع عن سطح البحر 1016 م(ثالث جبل في فلسطين من حيث الارتفاع بعد الجرمق وجبل يونس في حلحول) ، يحدها من الشمال قرية ترمسعيا ،ومن الجنوب بلدة سلواد ،ومن الشرق قرى كفر مالك ودير جرير و ابو فلاح ،ومن الغرب قرى جلجليا وسنجل.
الأراضي
تبلغ مساحة أراضي المزرعة الشرقية حوالي 16333 دونما،وفي العام 1945 كانت مساحة الأراضي المبني عليها 91 دونما ،مقام عليها 247 بيتا،وأصبحت في العام 1998،حوالي638 دونما،مقام عليها 750 مسكناً.وقد تم تقسيم الأراضي في البلدة ، الى عشرين حوضا، وفي العام 2006 اصبحت مساحة الاراضي المسموح البناء فوقها ضمن حدود البلدية 4000 دونم .
اما مساحة الاراضي الوقفية في المزرعة الشرقية فتبلغ69.618 دونما ، اوقفها اصحابها من المزرعة الشرقية لاعمال الخير في البلدة،وكانت قديما موقوفة على مصالح النبي موسى ،وخاصكي سلطان في القدس الشريف.
الاحصائيات السكانية 1597-2007
جاء في كتاب "التاريخ الجغرافي لفلسطين وشرق الأردن وسوريا الجنوبية " ،ان عدد الأشخاص الذين يدفعون ضريبة للدولة العثمانية في مزرعة ابو طاسه ،بلغ في العام 1596م،29 شخصا ،وتذكر الرواية الشفوية ،ان عدد سكان المزرعة ،كان قبل العام 1900،حوالي 700 نسمة،وحسب إحصاءات دائرة الإحصاء الفلسطينية في فترة الانتداب البريطاني في العام 1922،بلغ عدد سكان المزرعة الشرقية 834 نسمة. وفي العام 1931 وصل عددهم الى 1191 نسمة ،سكنوا في 247 بيتا.وفي العام 1944 ، اصبح عددهم 1400 نسمة ،وفي العام 1961 ،كان عدد سكان المزرعة الشرقية فيه1929 شخصا ، وفي العام 1987 ،زاد العدد الى 3091 مع العلم ان العدد تقديري، بينما حسب نتائج الإحصاء الذي قامت به دائرة الإحصاء المركزية الفلسطينية ،في العام 1998 ،وصل عدد السكان الى 4000 نسمة مقيمين،يعيشون في 750 مسكنا ،و8700 مغتربين في بلاد المهجر ،غالبيتهم في الولايات المتحدة الأمريكية والبيرو والبرازيل، وتشير الاحصائيات الفلسطينية في اوائل العام 2007 ، الى ان عدد السكان المقيمين في المزرعة الشرقية 5350 مواطن ، بينما المغتربين فيزيد عددهم عن 9000 نسمة وعدد المساكن وصل الى نحو 800 مسكن .
2-: العائلات والحمايل
ينتمي سكان المزرعة الشرقية الى خمسة حمايل اساسية ،وهي حجاز ، زبن،سعد،فرج وشلبي،ويذكر اهالي البلدة ان آل سعد هم اقدم من سكن البلدة ، ويعتقد بانهم من القبائل القحطانية اليمنية ،قدموا في الهجرات العربية الاولى الى فلسطين ن وهناك من يرجح انهم قدموا مع دخول صلاح الدين الايوبي الى فلسطين لتحريرها من الصليبيين في العام 1187 م.اما حمايل حجاز وزبن ،و فرج ، قدموا من منطقة وادي موسى في شرق الاردن ،بينما آل عجاك فهم من قرية كفر عقب ،شمال مدينة القدس،و آل الشلبي فقد قدموا من العراق ،وجدهم الشيخ عبد القادر الجيلاني،صاحب احدى الطرق الصوفية.
الهجرة
مع بداية القرن العشرين ،وطلبا للقمة العيش، اخذ أبناء المزرعة بالهجرة الى أمريكا ، سواء الجنوبية او الشمالية ،إضافة الى الهجرة الداخلية ،في فلسطين ،فقد سكن المئات في مدن حيفا ويافا والناصرة والقرى القريبة منها ،طلبا للعمل.
وعمل أهالي البلدة المغتربين ،على رفعة شأن بلدتهم ،فأرسلوا الأموال بسخاء،ليفتحوا مشاريع تطويرية فيها ، وساهموا ببناء المدارس و تشييد المؤسسات المختلفة وانشاء البنية التحتية في البلدة . ويعيش معظمهم في الولايات المتحدة الامريكية والبيرو والبرازيل ،اما الهجرة نحو البلاد العربية فكانت محدودة ،وقليلة نسبيا.
المؤسسات في البلدةوانجازاتها:
-مقدمة
كانت المزرعة الشرقية ، تدار من قبل شيخ يعينه الوالي العثماني ،يكون مسئولا امام متصرف المنطقة ،يجبي الضرائب من الناس ويرسلها الى الجهات الحكومية المختصة ، وكان المخاتير والوجهاء ،الذين يمثلون العائلات والحمايل ،في البلدة يشاركونه أيضا هذه المهمة ، وفي العام 1940 تم تعيين لجنة لادارة شؤون البلدة ممثلة عن العائلات والحمايل ،واستمرت اللجنة حتى العام 1948 ، وفي العام 1964 تأسس أول مجلس قروي في المزرعة الشرقية، واستمرت البلدة تدار من قبل هيئات منتخبه حتى بدء الانتفاضة الاولى ،حيث جمدت اعمال المجلس القروي في العام 1988،استجابة لقرارات القيادة الوطنية الموحدة للانتفاضة،وفي 8/2/1996،جرت انتخابات في المزرعة الشرقية،وهي الانتخابات الوحيدة التي جرت في المنطقة بصورة حرة ومباشرة شارك فيها معظم اهالي البلدة،منذ قيام السلطة الوطنية الفلسطينية،اسفرت عن تشكيل مجلس قروي جديد , وفي 24/5/1997 ،تم ترقية المزرعة الشرقية من مجلس قروي الى مجلس بلدي ،بقرار من وزير الحكم المحلي،حيث زيدت صلاحياته ، وفي 5/5/2005 ، جرت انتخابات جديدة شكل على اثرها مجلس بلدي من 11 عضو بينهم عضوتان.
أ-البلدية:
تأسست في العام 1997،بقرار من وزير الحكم المحلي ،زادت صلاحياتها ومسؤلياتها ،واصبح مجال العمل امامها واسعا ،واسندت اليها صلاحية منح رخص الابنية داخل حدود تنظيمها الذي زادت مساحته ايضا.
رسالة البلدية وأهدافها :
النهوض بالمزرعة الشرقية من كافة الجوانب الاقتصادية والعمرانية والعلمية والثقافية والحضارية وصولا الى تتويجها مدينة عصرية مزدهرة.
ب-الجمعية الخيرية
تأسست في العام 1965 ،من نخبه من أبناء البلدة ،كان من أهدافها الرئيسة ، النهوض بالمستوى الاجتماعي والثقافي والرياضي في المزرعة الشرقية.
د-النادي
في العام 1995م، تم تشكيل لجنة تحضيرية من اجل الاعداد لانتخاب نادي المزرعة الشرقية .وفي العام 1997، جرت أول انتخابات للهيئة الادارية للنادي
ومن ابرز النشاطات الرياضية التي قام بها النادي :
في العام 1995 ،أقامت اللجنة التحضيرية دوري بكرة الطائرة على مستوى الضفة الفلسطينية ،(دوري الشهيد )،وهو دوري سنوي كان يقام منذ العام 1979، وكانت تشرف عليه الجمعية الخيرية .و في العام 1997 أقيم دوري سداسيات كرة القدم على مستوى المنطقة الشرقية.وفي العام 1999 أقيم دوري بكرة القدم على مستوى المنطقة،وفاز النادي بالمرتبة الأولى.
ج-المؤسسات الصحية في البلدة
· مركز الأمومة والطفولة :
هذا المركز يتبع وزارة الصحة الفلسطينية ،عبارة عن عيادة تهتم بتقديم العلاج المجاني للأشخاص المشتركين بالتامين الصحي الحكومي ،ومركز لرعاية الأطفال ذوي الأعمار من يوم واحد الى ثلاث سنوات ، وقد تم دمج المركز مع المركز الصحي التابع للجان العمل الصحي في البلدة بالتنسيق مع البلدية عبر اتفاق رسمي .
· مركز المزرعة الشرقية الصحي:
تأسس هذا المركز في العام 1989،بالتعاون بين لجان العمل الصحي ومجموعة من اهالي البلدة ،حيث قدم المركز بداية العديد من المساعدات ونفذ نشاطات مختلفة ،في وقت كانت البلدة في أمس الحاجة إليها،حيث انقطعت العيادة الصحية عن تقديم خدماتها للمواطنين ،بفعل ضغوطات الاحتلال. يشمل المركز على مختبر وعيادة طب عام وعيادة اسنان ،وافتتحت فيه غرفة للطوارئ ،وعيادة للأطفال ،انف واذن وحنجرة ،عيادة المسالك البولية ،عيادة صحة المرأة،وصيدلية. ويشرف المركز على الوضع الصحي في مدارس البلدة وفيه العديد من البرامج مثل برنامج الطفل السليم ،حيث يتم فحص الأطفال دوريا كل شهر ،حتى سن الخامسة .
و- المدارس والتعليم
في المزرعة الشرقية حاليا ، اربع مدارس حكومية تابعة لوزارة التربية والتعليم الفلسطينية :منها مدرستان للذكور اساسية واخرى ثانوية (مدرسة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم) تم بناؤها في موقع ابو الجود ، حلت مشكلة التعليم في البلدة حيث كان الطلبة ينتقلون الى مدارس خارج البلدة ، ويتعلم في المدرستين 600 طالب تقريبا.
ومدرستان للاناث ،الاولى اساسية والثانية ثانوية( مدرسة الشيخة فاطمة بنت مبارك الثانوية للاناث) ،ويتعلم في المدرستين ما يزيد عن 600 طالبة.
رياض الاطفال:
في البلدة روضتان للاطفال ، الانوار والبراعم ، يتبعن للجمعية الخيرية ، يتعلم فيها نحو 200 طفل من اعمار 4 سنوات حتى ستة سنوات .
مركز الابرار لتحفيظ القرآن الكريم
تم بناء مركز لتحفيظ القران الكريم وتعليم الاطفال الدين الاسلامي واللغة العربية ، خاصة ابناء المغتربين العائدين الى وطنهم، وهو يتبع لوزارة الاقاف الاسلامية.
الجمعية الزراعية
وهي جمعية تعاونية ، شكلت في بداية العام 2007 وحصلت على ترخيص من وزارة العمل الفلسطينية ، بهدف خدمة المزارعين المشتركين فيها بشكل خاص ، وخدمة مزارعي البلدة بشكل عام.
2-المرافق العامة في البلدة
أ-الكهرباء:
في العام 1972 بدأ العمل في تمديد شبكة الإنارة في البلدة.
ب- شبكة المياه :
تم ربط البلدة بشبكة المياه في العام 1981 وتم بناء خزان كبير للمياه فوق ملعب مدرسة البنات ،لا يعود بفائدة على اهالي البلدة،انما يزود القرى المجاورة بالمياه مثل سنجل وجلجليا وعبوين وعارورة والمزارع وترمسعيا.
ج-الهاتف
في بداية السبعينات ،تم ربط البلدة بالهاتف ،وكان تابعا لمقسم بلدة سلواد ،وكان عدد خطوط الهاتف في البلدة 70 خطا ، وفي بداية الثمانينات أضيفت خمسة خطوط مباشرة ،لخمسة أشخاص من البلدة ، من بينها المجلس القروي ، وتوقفت الخدمة الهاتفية ،بسب الاوضاع السياسية خلال الانتفاضة والمعوقات التي وضعها الاحتلال ،كما كان لاعمال سرقة الكوابل دورا في الانقطاع التام للخدمة.
وفي العام 1998 ،تقدمت البلدية بطلب الى شركة الاتصالات الفلسطينية لايصال الخدمة الهاتفية الى البلدة ، حيث تم ربط البلدة بالهاتف في نهاية العام 2000.
دـ-شبكة الطرق
للبلدة مدخلان ،الأول من الجهة الغربية ،وتم تعبيده في نهاية السبعينيات ، والثاني من الجهة الشرقية الجنوبية للبلدة ،وهو الطريق الرئيس ،وهو معبد منذ سنوات الحكم الأردني ، واعيد تعبيده عدة مرات ، اما شبكة الطرق الداخلية فغالبيتها معبدة.
الزراعة
اشتهرت المزرعة منذ القدم بزراعة الزيتون والعنب والتين واللوزيات ،الا ان الزراعة في الوقت الحالي ،اقتصرت على الزيتون ،وبعض المحاصيل الشتوية والصيفية ولكن على نطاق ضيق ،حيث اهملت الارض وقلت العناية باشجار التين وغيرها مما ادى الى خرابها ، وفي بداية العام 2007 اصبح هناك توجها جديا في البلدة بالعنياية بالارض واعادة اعمارها فتم تشكيل جمعية زراعية تعاونية في البلدة.
شجرة الزيتون (الشجرة المباركة) :
شجرة الزيتون من الاشجار التي اهتم سكان المزرعة الشرقية في زراعتها منذ الاف السنين، ففيها الزيتون الروماني المزروع في المنطقة الغربية من البلدة في الحرايق وشعب مشعل وواد البقرة والمربعة وشعب الزعرورة وغيرها من الاحواض الزراعية ، وبعد حرب العام 1967 قل الاهتمام بالزراعة بشكل عام وخاصة الزيتون ، ولكن وخلال الانتفاضة الاولى قام العديد من ابناء المزرعة الشرقية بغرس اشتال الزيتون في مناطق مختلفة من البلدة والتي اصبحت الان تنتج محصولا جيدا ،وفي الاعوام الاخيرة زاد الاهتمام بهذه الشجرة المباركة ، فزرعت الغراس واصبحت تغطي مساحات كانت مهملة سابقا ، ومن المتوقع في الاعوام القادمة ان يصبح لدى المزرعة الشرقية اكتفاء ذاتي من محصول زيت الزيتون بفضل هذا الاهتمام .
4-الينابيع وعيون الماء
تتوزع ينابيع وعيون الماء في البلدة كما يلي :
· بير السانا و عين الصرارة، وعين العباصة وتقع في الجهة الجنوبية والغربية بين المزرعة الشرقية وسلواد ، اما عين الطيور ، بير التل ، عين الحرامية ، عين الموس، فتقع في الجهة الغربية من البلدة ،و عين يعقوب في الجهة الجنوبية في حوض البلدة ، وعين بوليد في الجهة الشمالية من البلدة ،ومعظم هذه العيون قد طمر بالقاء الحجارة والاتربية داخلها.
-الاقتصاد ومصادر الدخل
أ-العمل والمشاريع الصناعية
يعمل معظم ابناء البلدة في مشاريع صناعية اقيمت فيها، مثل مصانع قص الحجر ومعامل الطوب والبلاط والالمنيوم والحديد والنجارة وغيرها حيث يزيد عدد المنشآت الصناعية والمحال التجارية في البلدة عن 70 منشأة ،و زاد ايضا عدد مقاولي البناء، إضافة لإتقان الكثير من الشباب لحرفة "صب" البزرة والمزايكو والجرانيت ، ومنذ اوائل الثمانينات من القرن الماضي تقلص عدد العمال من ابناء البلدة في المشاريع الاسرائيلية ،وانتهى بشكل شبه كلي بعد العام 1990 ،ويعمل العشرات من ابناء القرى المجاورة في مشاريع البلدة ومصانعها .
وتعد مناشير قص الحجر من المشاريع المهمة في البلدة، والتي تُدر دخلا جيدا على اصحابها وتُشغل العشرات من العمال من ابناء البلدة والقرى المجاورة ، وتُساهم بشكل كبير في عملية بناء البلدة ومؤسساتها جنبا الى جنب ابناء البلدة المغتربين والمقيمين والمشاريع الصناعية الاخرى.
ج-الدخل ومستوى الحياة المعيشية
يعد مستوى الحياة في المزرعة الشرقية من اعلى المستويات في منطقة رام الله ،وذلك بسبب الدخل الجيد الذي يحصل عليه أهالي البلدة من أبنائهم المغتربين ،او من المشاريع الاقتصادية ،وحتى العمال يتقاضون اجور مرتفعة نسبيا ،مقارنة بالعاملين في القرى المجاورة ،وهذا بدوره اعطى سكان البلدة نمطا استهلاكيا مختلفا عن القرى المحيطة الى حد ما .
6-المعالم الدينية والأثرية
ا-المقامات والمساجد الإسلامية
في بلدتنا العديد من المقامات الاسلامية هي:
· مقام الشيخ صالح،في الجهة الجنوبية من البلدة، و مقام الشيخ احمد ، داخل البلدة قرب مدرسة الاناث،ومقام الشيخ كامل ومقام الشيخ زيد ،شمالي البلدة ،و مقام الشيخ علي ،بني فوقه المسجد القديم.
اما المساجد فهي:
· المسجد القديم ،كان مسجدا عمريا ،تم هدمه وبناء مسجد جديد فوقه في العام 1960 ،وفي العام 1996،تم توسعته ،من جديد ،حيث تم سقف الساحة من الجهة الجنوبية للمسجد وبني فوقها مسجدا للنساء.وفي العام 1998 تم عمل دورة مياه جديدة،وبني فوقها توسعة جديدة من الجهة الشرقية للمسجد بعد ان تم هدم البيوت القديمة من الجهة الجنوبية ،وفتح طريق من هناك .
· مسجد فاطمة الزهراء ،تم افتتاحه في العام 1998 والمسجد عبارة عن ثلاثة طوابق، الطابق الارضي فيه دورة المياه ومخازن وغرف للتدريس ،والطابق الاوسط فيه مسجد للنساء وروضة الاطفال ،اما الطابق العلوي ففيه المسجد الرئيسي للرجال.
ب-المواقع الأثرية:
واهم هذه المواقع:
· برج السانا -اثار يونانية ورومانية وبيزنطية واسلامية ،قبور ،اعمدة ، مُغر، يرتفع عن سطح البحر 961 م.
· الباطن ، آثار كنعانية ويونانية ورومانية واسلامية،وفيه خربة القصر .
· التل ،في الجهة الغربية قريب من بلدة سنجل ،ويحتوي الموقع على آثار ، لمختلف الشعوب التي استوطنت المنطقة في عصور مختلفة ،وفيه مغر ومعصرة زيت ومقاطع حجرية واثار جدران وكنيسة.
· الخرايب ،في الجهة الشمالية للبلدة ،فيها آثار لمنازل إسلامية ومغر قديمة.
· البلدة القديمة،يغلب عليها ،الطراز المعماري الروماني ،والذي يظهر في المعاصر القديمة التي بقي بعضها الى أيامنا الحاضرة ،الأقواس والعقد ،في بعض البيوت القديمة ،وهو أمر أخذه المسلمون عن الرومان ،واستخدموه أيضا في البناء.
المشاركة في النضال الوطني
شارك ابناء البلدة في معارك النضال الفلسطيني منذ هبة البراق في العام 1929عندما حاول اليهود في ذلك العام المس بالمسجد الأقصى والسيطرة على حائط البراق ،وفيحركة القسام وثورة العام 1936 -1939 ،حيث تشكلت في حيفا جمعيات للشبان المسلمين كان عزالدين القسام من زعمائها ،وانضم شباب المزرعة في حيفا الى هذه الجمعيات ،وشكل عزالدين القسام مجموعة مسلحة ،كان من بين قادتها خليل عيسى عجاك "ابو ابراهيم الكبير" من ابناء المزرعة اللذين اقاموا في حيفا.إضافة للعديد من ابناء المزرعة من بينهم الشيخ عبد الفتاح "ابو السواد،وخلال العام 1935،تم تشكيل فرقة عرفت باسم "الكف الأسود "، كان من مهامها ملاحقة العملاء وسماسرة الأراضي وتصفيتهم ،وكان عدد من ابناء المزرعة من أعضائها ،من بينهم الشيخ عبد الفتاح (ابو السواد)/سعود ابراهيم ابو النفل/احمد ابوذان /احمد ابو عبيد الله ابو عجاك /عبد الفتاح الشبلي (الذي استشهد أثناء مهمة لتصفية عميل كبير في وادي رشميا بحيفا ،حين اشتبك مع الحراس حول بيت العميل،ونقله رفاقه ودفن في بلد الشيخ قرب حيفا ،واصر الشيخ عبد الفتاح( ابو السواد) على ان يقتل العميل وبالفعل قتله)/ وعلي ابو علان الشلبي،فريد العسعس. إضافة لعدد آخر من أبناء القرية.
وعاد الشيخ عبد الفتاح الى بلدته حيث شكل فريقا من المجاهدين ، اخذوا بمهاجمة الجيش الانجليزي وخوض معارك مشرفة ،مع جنوده ،فقتل العديد من الجنود الإنجليز في معارك واد البلاط وغيرها ،كما سقط شهداء رووا بدمهم ثرى بلدتهم دفاعا عن فلسطين وعروبتها .
وفي حرب العام 1948 شارك شباب المزرعة في المعارك التي دارت بين الثوار والانجليز من جهة ومع العصابات الصهيوينة من جهة اخرى ،وقد خاض الشيخ عبدالفتاح ورفاقه من ابناء القرية وعدد من ابناء القرى المجاورة الذين انخرطوا تحت قيادته في معركة مع اليهود في شعفاط ،استطاع الثوار القضاء على معظم من كان فيها ،وفي معركة القسطل ،شارك أبناء القرية في الدفاع عن البلدة ،واستشهد عبد الحميد عبد العزيز ،أثناء المعركة الى جانب عبد القادر الحسيني . وفي الانتفاضة المجيدة الاولى، استشهد ثلاثة من ابناء البلدة برصاص الجيش الاسرائيل والمستوطنين وعملاء الاحتلال ،هم الشهيد ايمن سليم عجاك ،والشهيد خضر شراري والشهيد عناد الشلبي.
وفي انتفاضة الاقصى والاستقلال الوطنيقدمت المزرعة الشرقية ثلاثة شهداء،الشهيد عبد الحميد طايع زق(18 عاما) الذي استشهد،بتاريخ 8/10/2000،برصاصة قناص اخترقت الراس.وبتاريخ 14/1/2001 ،استشهد الطفل عمر خالد زبن ( 10 سنوات) ، برصاصة جندي اسرائيلي اصابت عينه واخترقت الدماغ ، كما استشهد مأمون محي الدين عزات زبن (18 عاما) في العام 2002 برصاص جنود الاحتلال الذين داهموا البلدة .
اسرى على طريق التحرير
اعتقل في سجون الاحتلال العشرات من ابناء المزرعة الشرقية ،منذ العام 1967 ، بتهمة مقاومة الاحتلال ورفض وجوده على ارض فلسطين ، وفي الانتفاضة الاولى زاد عدد المعتقلين سواء الاداريين او المحكومين ، وفي انتفاضة الاقصى اسرت قوات الاحتلال العديد من المناضلين من ابناء البلدة بقي منهم في سجون الاحتلال:
الاسم
|
الحكم
|
1. ياسر عبدالقادر حجاز
|
مؤبد
|
2. هشام عبدالقادر حجاز
|
9مؤبدات
|
3. محمود غصوب سعد
|
7مؤبدات
|
4. ربيع خضر حميدة
|
7مؤبدات
|
5. نمر راقي زبن
|
7مؤبدات
|
6. محمد احمد الداغر
|
19 عام
|
7. يوسف حسين هيفا
|
27عام
|
8. رامي حسين هيفا
|
19 عام
|
9. امجد عبدالقادر زبن
|
12 عام
|
|
|
10. اياد خالد زبن
|
12 عام
|
ومن رموز الحركة الوطنية في البلدة :
أبو إبراهيم الكبيرخليل محمد عيسى عجاك ،التحق في تنظيم القسام واصبح من قياداته وشاركه في تأسيس التنظيم العسكري ،وكان يوقع رسائله باسم " المتوكل على الله أبو إبراهيم " ،توفي الاردن في العام 1979. وسار ابنه صلاح على درب ابيه والتحق بالثورة المعاصرة ،وكان منضالا في صفوفها ،وتوفي في الاردن في نهاية القرن الماضي.
الشيخ عبد الفتاح زبن
انضم الى حلقة الشيخ القسام ،واصبح عضوا في التنظيم العسكري ، كان من أفراد الكف الأسود ،تم تعينه قائدا عسكريا لشرق رام الله وغرب النهر ،في العام 1939 ،غادر فلسطين الى العراق ،شارك في ثورة رشيد عالي الكيلاني ،شارك في معارك شعفاط والقسطل . غادر فلسطين الى بلاد المهجر وعاد يحمل فأسه ليعمر ارضه ،فغرس العنب والتين ،واخضرت الأرض ،التي لم يكن يفارقها ،طوال أيام السنة ،وفي العام 1999،توفي الشيخ عبد الفتاح "ابو السواد" ،هذا اللقب الذي لازمه طوال سنوات نضاله .
فريد العسعس
ولد في المزرعة الشرقية في العام 1904،في أوائل العشرينات انتقل للعمل في حيفا ، التحق بالكف الأسود ،كان من الثوار الأشداء ،الذين يشهد لهم بالجرأة والإقدام،قتل العديد من الإنجليز ،وقتل في العام 1944 في البلدة .
ابراهيم بكر
أفنى عمره في سبيل الدفاع عن فلسطين ،فقاوم الاحتلال الإنجليزي ،ومن ثم الإسرائيلي،وعاش في المنفى ،حيث انتمى الى الثورة الفلسطينية ،وعين عضوا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ،ونائبا لرئيس اللجنة التنفيذية،وعضوا في المجلس الوطني والمجلس المركزي الفلسطيني،توفي في العام 1998 في عمان.وكان يعمل في مهنة المحاماة ونقيب للمحامين لفترة طويلة.
امين حميدة
عندما اشتعلت حرب العام 1948 قام بشراء 40 بندقية جهز بها المتطوعين من ابناء البلدة،شاركوا في معركة القسطل،من بينهم الشهيد عبد الحميد عبدالعزيز.
جدول بأسماء الشهداء الذين سقطوا دفاعا عن فلسطين ،منذ العام 1936 :
الرقم
|
الاسم
|
مكان الاستشهاد
|
السنة
|
ملاحظات
|
1
|
أنيس عبد الغني توم
|
المزرعة
|
1936
|
قتل عندما اقتحم الإنجليز البلدة ،واستشهد مع 6 من الثوار.
|
2
|
محمد ريفة سعد
|
=
|
=
|
=
|
3
|
محمد علي ابو النفل
|
=
|
=
|
=
|
4
|
موسى البصي حجاز
|
=
|
=
|
=
|
5
|
احمد القاروط حجاز
|
=
|
=
|
=
|
6
|
حسين رشيد الشيخ عثمان
|
=
|
=
|
=
|
7
|
محمد ابو ابراهيم جربون
|
اليامون
|
=
|
في مواجهة مع الإنجليز
|
8
|
عبد الفتاح ابو الشبلي عجاك
|
حيفا
|
=
|
قتل أثناء محاولته تصفية أحد العملاء في واد رشميا في حيفا ،على أيدي حرس العميل،وقد استطاع الشيخ عبد الفتاح من قتل العميل ،فيما بعد وانتقم لصديقه وابن مجموعته "الكف الأسود".
|
9
|
عبد الحميد عبد العزيز
|
القسطل
|
1948
|
استشهد أثناء معركة القسطل الى جانب الشهيد عبد القادر الحسيني
|
10
|
علي عبد المجيد يوسف الشيخ (والد تيسير عيشة)
|
حيفا
|
1948
|
استشهد عندما ألقت عصابات اليهود قنبلة على عمال عرب في المدينة
|
11
|
خليل حجاز
|
نابلس
|
1948
|
قتله الإنجليز وكان يحمل بندقية
|
12
|
شحادة حجاز
|
نهر الاردن
|
1967
|
كان جندي في الجيش الاردني ،قتل اثناء الانسحاب في نهر الاردن على ايدي الجيش الاسرائيلي.
|
13
|
عبد الكريم ابو الشايب
|
=
|
=
|
=
|
14
|
عبد الرازق حلوم
|
=
|
=
|
=
|
15
|
ايمن سليم عجاك
|
المزرعة
|
1988
|
استشهد في مواجهات مع جيش الاحتلال
|
16
|
خضر محمد حميدة
|
=
|
1988
|
استشهد برصاص مستوطن يهودي ،أثناء مواجهات في البلدة
|
17
|
عناد احمد الشلبي
|
=
|
1988
|
استشهد على أيدي أحد العملاء
|
18
|
احمد عبد الحميد حميدة
|
القدس الشريف
|
1996
|
استشهد بعد ان صدم بسيارته عددا من المستوطنين ،في حي التلة الفرنسية،فقتله مستوطن بعد ان خرج من السيارة.
|
19
|
عبد الحميد طايع زق
|
البيرة
|
2000
|
مواجهات مع الجيش الاسرائيلي
|
|
وليد عزات رشيد
|
|
|
مفقود منذ العام 1972 في لبنان،حيث عمل ضمن صفوف الثورة الفلسطينية
|
20
|
عمرخالد زبن
|
البيرة
|
2001
|
استشهد عندما اطلق عليه قناص اسرائيلي الرصاص،اثناء مظاهرة بالقرب من فندق الستي ان عند مدخل البيرة الشمالي ،والذ اطلق عليه دوار الشهداء،وعمر الشهيد عشرة اعوام.
|
21
|
مأمون محي الدين زبن
|
المزرعة الشرقية
|
2002
|
اطلق جنود الاحتلال النار على مجموعة من الشبان الذين تصدوا للجنود خلال اقتحامهم للبلدة، مما ادى الى استشهاده على الفور
|
مع التحيات
عبدالرسول توم