تتعرض كثير من القرى والمناطق في الضفة الغربية لهجمة شرسة من قبل المغتصبين الصهاينة، حيث يتم مهاجمة المواطنين الفلسطينيين، والاعتداء عليهم وتدمير ممتلكاتهم وحرق محاصيلهم الزراعية وأراضيهم ، ليس لشيء سوى دفع الفلسطينيين لترك أرضهم، وبالتالي ضمها للمغتصبات المنتشرة بطول الضفة الغربية وعرضها.
وقرية بورين إحدى هذه النماذج، حيث تتعرض لاعتداءات من المغتصبين وبشكل دائم ومستمر، ويتم مصادرة جزء من أراضيها وحرق جزء آخر بعد مهاجمتها .
نبذة عن القرية
تقع قرية بورين جنوب مدينة نابلس خلف جبل جرزيم وتبعد عنها 8 كم، كما تبعد 2كم عن الطريق الرئيسي بين نابلس – رام الله ، يحدها من الشمال نابلس ومن الجنوب قريتي عوريف وحواره، ومن الغرب قريتي مادما وعصيرة القبلية ومن الشرق قريتي عورتا وأودلا، ترتفع بورين عن سطح البحر 600م، وتبلغ المساحة العمرانية للقرية 1300 دونماً ، والقرية محاطة بثلاث مستوطنات مقامه على أراضيها وأراضي القرى المجاورة لها والمستوطنات هي: "براخاه" و"يتسهار" و"جفعات عروساه" بالإضافة لمعسكر للجيش الصهيوني .
يقترب عدد سكان القرية من ثلاثة آلاف نسمة، تشتهر القرية بزراعة الأشجار المثمرة كالزيتون واللوز والتين والحبوب، ويوجد فيها أيضاً العديد من العيون على شكل ينابيع توفر المياه للقرية وأهم هذه العيون (عين البلد) وهي أكبرها يعتمد عليها المواطنين بنسبة 80% لتوفير المياه اللازمة لاحتياجاتهم ويوجد ثماني عيون لقرى منها (عين الشرقية)، (عين الفوار)، (عين عطية) وغيرها ، وما زال أهالي قرية بورين لغاية اليوم يقومون بتعبئة المياه بقوارير من تلك العيون ، ويوجد في القرية ثلاثة من المدارس ويكمل الكثير من أبنائها دراستهم العليا في الجامعات الفلسطينية .
مصادرة للأراضي
تتعرض قرية بورين كجاراتها من القرى المجاورة لاعتداءات مستمرة من قبل المغتصبين المتواجدين بالمغتصبات المقامة على أراضي القرية، وكان الاحتلال قد صادر جزء من أراضيها وأقام عليها مستوطنة (يتسهار) وهي قرية سكنية أنشأت عام 1983م ، وقام أيضا بمصادرة أكثر من 300 دونم من أراضي القرية الزراعية وهي مشجرة ومنع أصحابها من زيارة أراضيهم وحصد الثمار بسبب إقامة المستوطنات والطرق الالتفافية على سفوح جبالها .
ويعمل المستوطنون وبحماية من جيش الاحتلال في كثير من الأحيان على مهاجمة القرية والاعتداء على سكانها وممتلكاتهم وقد استشهد العديد منهم على أيدي المستوطنين المنفلتين وأصيب آخرون بالرصاص خلال تصديهم لهجمات المستوطنين ودفاعهم عن أهلهم وأرضهم .
كما تعرضت أشجار وأراضي القرية للحرق والسرقة عدة مرات خاصة في مواسم قطف الزيتون، ولذلك يسعى سكان القرية الى قطف محصول الزيتون مبكرا خوفا من إتلافه أو سرقته من قبل المستوطنين .
عربدة يقابلها تمسك بالحق
محمد عيد (33 عاما) أحد سكان قرية بورين قال لمراسل " المركز الفلسطيني للإعلام " أنه بالرغم من الاعتداءات والعربدة المستمرة التي يتعرضون لها في القرية إلا أنهم سيبقوا متمسكون بحقهم ، فهذه الأرض لهم وليست للمستوطنين المغتصبين لها .
وأضاف عيد بأن القرية تتعرض لمسلسل كامل من الاعتداءات المتنوعة بهدف دفعنا لهجرة المنطقة وبالتالي السيطرة عليها وضمها للمستوطنات ولكن إصرارنا على البقاء هنا ودفاعنا عن أراضينا مهما كلفنا ذلك من ثمن سيفشل أهداف وخطط المستوطنين بالسيطرة عليها .
الحاج أبو عمران (75 عاما) من سكان بورين تعرض جزء كبير من أرضه للحرق خلال موسم قطف الزيتون العام الماضي على أيدي المستوطنين ، قال لنا بأن المستوطنين أقدموا على إشعال النيران في أشجار الزيتون المثمرة وقد خسر الآلاف من الشواقل جراء هذا الحريق .
وأكد الحاج أبو عمران الذي بدت على وجهه علامات التحدي بأن هناك اعتقادا لدى المستوطنين المعتدين أنه باستمرار الهجمات والاعتداءات وحرق الأشجار سيجعلنا نرحل بعيدا من هنا ونترك لهم أرضنا التي حصدناها وزرعناها بدمائنا ، وقال بكلماته البسيطة مخاطبا المستوطنين " فشرتوا واحنا واياكم والزمن طويل ورح نشوف مين رح يرحل من هون في الأخير" .
المركز الفلسطيني للاعلام