كان المسجد يتصدر ساحة المنزول فما إن يصل القادم الى قلب الزيب من مدخلها الرئيسي، وهو المعروف باسم تحت البلد حتى يرى في صدر الساحة أمامه تصوينة من الحجر الرملي فيها باب على طرفها الشمالي. وهو باب كبير من الخشب المدهون باللون الأخضر الحشيشي كما يرى مئذنة المسجد وقبته داخل هذه التصوينة.
قاعة الصلاة في المسجد لم تكن كبيرة ولم يكن في الأثاث ما يدل على بذخ أو إسراف. أرض هذه القاعة كانت تغطيها الحُصر والبُسط والجدران تعلوها بعض قصار السور من القرآن الكريم وأسماء الخلفاء الراشدين أبو بكر وعمر وعثمان وعلي . عدد المصلين كان صغيرا لم يتجاوز الصف الواحد أو الصفين أما في صلاة الجمعة فكانت القاعة تمتلئ بهم، وكذلك في صلاة العيدين الفطر والأضحى .
وفي غرفة جانبية داخل التصوينة كان هناك ضريح أحد الأئمة الصالحين وكان أهل الزيب يتبرّكون به ويتيمنون. وكانوا في الأعياد ينظفون الغرفة والضريح وكذلك الشرشف الذي يغطيه وهو من الحرير الأخضر المطرز بالخيط الذهبي.
"قرية الزيبت كما عرفتها"
احمد سليم عودة