الأفراح وعادات الزواج :
وكان الأهالي يعيّرون من يتزوج من المدنيات "سكان المدن"، ويصفون زيجته بأنها ستكون مشكلة بسبب انعدام خبرة المرأة المدنية بحياة الريف ومتطلباتها واختلافها عن حياة المدينة.
ووجدنا بعض أهالي القرية يتزوج من القبرصيات، حيث يذهبون في رحلات تجارية كعمال أو موظفين إلى قبرص ويتزوجون هناك، ثم يعودون إلى القرية.
وكان تعدد الزوجات معروفاً في زرنوقا، ولكنه ليس شائعاً فيها، وكان الغرض منه تكثير الذرية للمساعدة في أعمال الزراعة المضنية، وزيادة النفوذ العائلي باتساع العائلة.
يقول الحاج يوسف البربار والحاجة زلفى هنية التي تزوجت في زرنوقا: كان العرس يستمر لسبعة أيام يتعللون فيها بالغناء، ويأتون بالقهوة والسكر لأهل العريس ثم الحناء وزفة العريس، ويأتي أهل العروس بهدايا "ردّ" وطحين بصواني عليها ورود، ويرد عليهم أهل العريس بإرسال الحناء وتقام الولائم من المفتول على خراف يهديها أهل القرية، وبعد الطعام يقومون بجلب نقوط العريس ويعلنون مَن نقّط العريس ويجتمع للعريس ثروة كبيرة من المال، ويبقى له تموين كبير من الطعام لعدة أشهر .
وفي الفرح يوجد سامر ودبكة وأحيانا يأتون بالقرباطيات والنوَر للرقص ، وليس من بينهن واحدة من أهل القرية.
وكانت العائلات تزوج بعضها حتى لا تذهب الأرض إلى غير العائلة ، وكانت العادة أن يسموا الفتاة لابن عمها منذ ولادتها.
وكان للدراويش من المتصوفة وجود في القرية يقطنون عند المقامات الدينية ويحضرون مجالس الذكر عند مشايخ القرية وصالحيها، ومن بينهم كما يقول الحاج يوسف البربار:
كان الحاج قاسم اليمني من مريدي الشيخ مصطفى عبد الرازق وأصله من اليمن وهو كبير السن وكان يتردد على القرية وله محبة خاصة من أهل زرنوقة، ويخوّفون به الأطفال، ويعتقدون فيه الولاية والكرامات؛ ويوجد درويش آخر من الخليل اسمه شحدة يجلس عند حائط الجامع و عند مقهى آل داوود، وتفتخر بعض العائلات أنها من نسل صالحين أو أولياء ذوي كرامات، ويقول السيد جمعة محمود الأشقر إنهم ينتمون إلى شيخ مبارك يدعى "أبو السَّل" كان يخرج الماء من البئر في سلة من قش دون أن يقطر شيئ من ماء هذه البئر.
المصدر: الدكتور اسامة الاشقر
كتاب: زرنوقة جنة الليمون والبرتقال