بيار عدس
لكي لا ننسى
١١ حزيران (يونيو) ٢٠١٠
بقلم الدكتور وليد الخالدي
قرية فلسطينية دمرها الاحتلال الصهيوني
قضـــاء يافا
بيار عدس
الموقع:
المسافة من يافا (بالكيلومترات): 19
متوسط الارتفاع (بالأمتار): 25
ملكية الأرض واستخدامها في 1944/1945 (بالدونمات):
الملكية: الاستخدام:
عربية: 5232 مزروعة: 5308
يهودية: 109 (% من المجموع) (97) مشاع: 151 مبنية: 14 المجموع: 5492
عدد السكان:
1931: 161
1944/1945: 300
عدد المنازل (1931): 38
بيار عدس قبل سنة 1948:
كانت القرية تقع في بقعة من السهل الساحلي الأوسط، وعرة ومنحدرة نحو الجنوب الغربي. وكان الطريق العام الساحلي وخط سكة الحديد يمران على بعد 2.5 كلم و1.5 كلم ، على التوالي، الى الشرق منها. وكان بعض الطرق الفرعية يصلها بالقرى المجاورة. ولعل اسمها يشير الى حُفر التخزين الجوفية المنقورة في الصخر، التي وُجدت في القرية، والتي كانت تُستعمل لتخزين العدس. في أواخر القرن التاسع عشر، كانت بيار عدس قرية مبنية بالطوب، وكان ثمة بئر في الركن الشرقي منها [1]]. كانت منازل بيار عدس تتجمع بعضها قرب بعض. وقد أقيمت المنازل الجديدة، عندما بُنيت في أواخر عهد الانتداب، الى الجنوب الشرقي من المنازل القديمة. وكان سكان القرية في معظمهم من المسلمين، ويستنبتون في أراضيها الحمضيات وغيرها من الأشجار المثمرة، فضلاً عن الحبوب والخضراوات. في 1944/1945، كان ما مجموعه 1604 دونماً مخصصاً للحمضيات والموز، و3413 دونماً مخصصاً للحبوب، و181 دونماً مروياً أو مستخدماً للبساتين. وكان سكان القرية يتزودون المياه الضرورية للزارعة من الآبار، فضلاً عن مياه الأمطار. وكان ثمة بقايا بناء روماني – بيزنطي على الجانبين الشمالي والشمالي الغربي من القرية.
احتلالها وتهجير سكانها
ثمة اختلاف كبير بين الروايات المتعلقة بالحوادث التي شهدتها هذه القرية في أثناء الحرب. فمن ذلك أن "تاريخ الهاغاناه" يذكر أن سكان القرية غادروها في إثر هجوم شنته الهاغاناه في أوائل آذار / مارس 1948؛ فـ "بعد أن هاجم جنود (جيش الإنقاذ) مغدل خرجت سرية اللواء [إحدى سرايا الكتيبة الثالثة في لواء ألكسندروني]، في فجر يوم 5/3/1948، وهاجمت قرية بيار عدس، التي سارع سكانها الى إخلائها". وفي ذلك الوقت ورد في تقرير صحافي، نشرته "نيويورك تايمز" أن خمسة عشر عربياً قُتلوا في أثناء الهجوم. وقد ادعت الهاغاناه أن الضحايا ينتمون الى مجموعة هاجمت مستعمرات يهودية مجاورة. وذكرت الصحافة الفلسطينية وقوع معارك حول القرية، في أواخر شباط / فبراير وأوائل آذار / مارس، بدءاً بهجوم قوة يهودية في 27 شباط / فبراير. وجاء في صحيفة "فلسطين" اليومية الصادرة في يافا أن وحدة يهودية أطلقت النار، صباح ذلك اليوم، على عمال فلسطينيين كانوا يقطفون البرتقال من بستان يقع خارج القرية. وأدت هذه الغارة الى وقوع اشتباكات مستعمرة بين اليهود والمدافعين عن القرية. وقد اشتد التوتر في 1-2 آذار / مارس، وبلغ ذروته مع محاولة تسلل الى القرية جرت ليل 4-5 آذار / مارس. غير أن الصحيفة لم تذكر أن السكان طُردوا في إثر ذلك نجد صوراً متنوعة لكيفية احتلال القرية فيما يعرضه المؤرخ الإسرائيلي بني موريس وبعض التقارير الصحافية الأخرى، من وصف للحوادث التي جرت في نيسان / أبريل؛ فقد "أدت الأنشطة العسكرية اليهودية حول بيار عدس الى إخلائها في 12 نيسان / أبريل"، بحسب ما ذكر موريس. لكن خبر صحيفة "نيويورك تايمز" يقدم مزيداً من التفصيلات؛ إذ أوردت أن عصابة شتيرن أعلنت، في 5 نيسان / أبريل، أن وحداتها نسفت ثلاثين منزلاً. وصرح عضو في هذه المنظمة الإرهابية أن المنازل باتت أهدافاً عسكرية لأنها حُصنت بأكياس الرمل. وادعت شتيرن أيضاً أن القرية كانت قاعدة انطلاق لعمليات هجومية شُنت على مستعمرة يهودية مجاورة. إلا إن صحيفة "نيويورك تايمز" ذكرت أن هدنة تم التواصل إليها بين الهاغاناه وسكان القرية، وأن المهاجمين لم يواجهوا بأية مقاومة إذ فر السكان خوفاً من الهجوم الوشيك.
في أوائل حزيران / يونيو، قرر الصندوق القومي اليهودي تدمير القرية، ذلك بأن القادة العسكريين والسياسيين الإسرائيليين صمموا على أن المنطقة الساحلية الواقعة بين تل أبيب وحديرا يجب أن تشكل قلب الدولة اليهودية، وبالتالي يجب أن تكون "خالية من العرب". وفي 16 حزيران / يونيو 1948 سجل رئيس الحكومة الإسرائيلية، دافيد بن – غوريون، في يومياته أن بيار عدس سُويت بالأرض.
المستعمرات الإسرائيلية على أراضي القرية
في سنة 1950، أُنشئت مستعمرة عدنيم (141171) على أراضي القرية، الى الجنوب الغربي من موقعها. وبعد عام أٌقيمت مستعمرة إيليشماع (143173) على أراضي القرية أيضاً، وهي أقرب الى موقعها من عدنيم.
القرية اليوم
يتميز الموقع بنبات الصبار وأشجار التين والنخيل وأنقاض المنازل. ولا يزال عدد من المنازل وأجزاء من المنازل، التي كانت بُنيت بين بساتين الحمضيات، قائمة مهجورة وسط النباتات البرية. هي جميعها مبنية بالإسمنت، وذات تصاميم معمارية متنوعة، تتراوح بين المعقد والبسيط؛ سقوفها مسطحة أو مائلة أو هرمية الشكل، وأبوابها ونوافذها مستطيلة. والأرض المجاورة مزروعة، ومغطاة في أجزاء منها ببساتين الفاكهة الإسرائيلية.
أرسلها: فادي احمد ابراهيم ابورياش
fadi_zorro@yahoo.com