الاسم:
يبدو أن اشتقاق اسم مدينة طبرية من كلمة "طبر" أقرب للدقة لأن المدينة أصلا تقع في مكان منخفض متأبطة سلسلة جبال، وكأنها تتأهب إلى القفز من تلك السفوح إلى البحيرة كي تستحم بها وتختبئ في ذلك المنخفض من أرض الغور الفلسطينية التي يرويها نهر الأردن حيث تعمد المسيح.
بنيت طبرية في عهد الإمبراطور الروماني "طباريوس" وسميت باسمه تكريماً له (وقد عاش ثمانين عام (42) قبل الميلاد إلى عام (37) بعد الميلاد. وبقيت المدينة جزءاً من الإمبراطورية الرومانية إلى أن فتحها شرحبيل بن حسنة، أحد أبطال معركة اليرموك، سنة 13هـ. بعد أن حاصرها، وبعد فترة قصيرة نقض أهلها العهد فسير أبو عبيدة، إليهم عمرو بن العاص على رأس أربعة مقاتل فأعادها إلى حظيرة الإسلام ثم فتح مدن الأردن بعد ذلك.
الموقع:
تقع طبرية في منطقة أثرية مشهورة وهي غنية بالآثار القديمة كما ذكر آنفا، كما أنها على مقربة من المدن الرومانية العشر التي بناها الرومان لتكون على طريق القوافل منها أم قيس وهي في المملكة الأردنية الهاشمية تطل على بحيرة طبرية، ومدينة طبرية من الزاوية الجنوبية الشرقية، و"فيق" أو "أفيق" وهي مدينة على رأس جبل من جبال الجولان السورية الجميلة تطل على البحرية والمدينة من الجهة الشرقية. وتقع على مقربة من طبرية – في الناحية الشمالية الغربية منها – مغارة ترجع إلى العصور الهجرية تدعى "مغارة الزطية"، اكتشف فيها جمجمة لإنسان قديم وهي محفوظة الآن في المتحف البريطاني. ومن الآثار البارزة في طبرية سورها القديم الذي يحيط بالجزء القديم من المدينة، وهو من الآثار الإسلامية الواضحة بناه ضاهر العمر زعيم قبيلة عربية تدعى الزيادنة، وقد كان لها نفوذ في مدينة عكا أيام حكم العثمانيين ثم أمة نفوذهم حتى شمل منطقة الجليل بأكملها ولا يزال أحفادهم يقيمون في طبرية وصفد وعكا والناصرة وفي أماكن أخرى بشمال فلسطين. وأصل الزيادنة من وادي زيدان قرب المدينة المنورة وقد نزحوا شمالاً إلى فلسطين. وفي طبرية أيضاً مقام للسيدة سكينة بنت لاحسين رضي الله عنها وحولها مقبرة المسلمين من أهالي البلدة، وقد عثر إلى جوار المقام حجر نقش عليه اسم أبي هريرة رضي الله عنه: وفيها مقام لأحد المجاهدين يعرف بمقام الشيخ عيسى، وقد حافظ عليه السكان المسلمون، وعندما فتحت شوارع جديدة في المدينة أيام الحكم البريطاني نقلت رفاته إلى مكان آخر كان يومئذ خارج المدينة.
بلغت مساحة المدينة 1305 دونمات عام 1945م (الدونم يساوي 1000 متر مربع) منها 432 دونما طرقات وأودية. عرضها من البحيرة إلى العريضة (وهي منطقة سهلية منبسطة على هيئة شريط ساحلي) 400م وطولها من الشمال إلى الجنوب 600 – 700م. يوجد في طبرية أربعة أحياء هي: الحي الشمالي والحي الجنوبي والحي الغربي وسكان هذه الأحياء الثلاث عرب. أما الحي الرابع فهو الحي اليهودي الواقع على سفح الجبل إلى الغرب من الحي الغربي العربي في منطقة اسمها "حزت كبير، وحزت بايت".
تشتهر طبرية بعدة ميزات، ابرزها:
1- جمالها الطبيعي
2- خصب الاراضي
3- مياهها المعدنية
المصدر: كتاب طبرية/د. ابراهيم يحيى الشهابي