ينابيع الكابري:
تشتهر الكابري منذ فجر التاريخ بينابيعها التي تعرف بعيون الكابري و عين العسل و المفشوخ (التل) و عين الفوارة( النهر) تتفجر منها الينابيع التي تسقي البساتين الغناء . تصرف مدينة عكا من مياه الشرب في فلسطين. اضافة الى الينابيع الآنفة الذكر ينابيع جبعتون شرق الكابري ووداي القرن و قناة ابو لزيق شمالها.
كان اقتصادها يعتمد على الزراعة و على تربية الحيوانات، و كان ما مجموعة 743 دونماً للحمضيات 14056 دونماً للحبوب و 540 دونماً غرست زيتون و فيها مدرسة ابتدائية حديثة البناء ترقد على كتف هضبة مطلة شرق شمال القرية، كما كان فيها كُتّاب الشيخ شاكر الجشي في منزله.
في الاول من شباط عام 1948م قامت وحدة صهيونية بتفجير منزل فارس افندي سرحان زعيم شمال . و كان يرتبط بتحالف مع مفتي القدس الحاج امين الحسيني، و بعد هذه الهجمة السريعة و الانسحاب عمد سكان القرية الى ايقاف حركة المرور لليهود على الطريف العام من نهاريا الساحلية الة قلعة جدين الجبلية حيث يرقد لحشائها ثلة من الصهاينة. و في 28 اذار نصب سكان القرية كميناً لثلاث عربات مدرعة تواكبها قافلة عسكرية، و هي عملية رفضت وحدة جيش الانقاذ العربي ان تشارك فيها في البدء و بينما استمرت المعركة و شارف سكان القرية على الانتصار شاركت عناصر من جيش الانقاذ فيها. قصف الجيش البريطاني القرية و موقع المدمرة في موقع " الدهرة" اطلق عليها" كبري " و بنيت مستعمرة جعتون 1948م و بنيت مستعمرة " معونا " 1949 و "عين يقوف " 1950 شرق الكابري و في 1948م بنيت مستعمرة كفار " فراديم " جنوب غرب الكابري.
و لم يبق من القرية سوى اطلال عفا عليها زمن الاغتصاب و الهجران بغطيها الشوك و اشجار مختلفة كالسنديان، يعشش فيها البوم الخفاش و الجردان و تنعق في اجوائها الغربان .. فمتى يا ناصر المستضعفين يستنهض الاحفاد ليمحوا عار النكبة و الاذلال و يجددوا الشجعان.
المصدر: كتاب الكابري
الحاج بدر الدين الجشي