بلغت الحاجة حنان ناصر صوفان "أم ايمن" العقد الخامس من عمرها ومضى 10 سنوات على موت زوجها منذ اول هجوم شنه 10 مستوطنين من مستوطنة "ايتسهار" الاسرائيلية التي تعرف بأنها واحدة من اكثر المستوطنات الاسرائيلية تطرفا في الاراضي الفلسطينية، حيث يوجد بها معهد ديني، اضافة الى نقل المعهد الديني الذي كان متواجد فيما يعرف بـ"قبر سيدنا يوسف بنابلس" الى المستوطنة، عندما اضطر الجيش الاسرائيلي عام 2000 إثر هجمات مسلحة فلسطينية مع بدء انتفاضة الاقصى والتي ادت لمقتل جندي واصابة اخرين.
ام أيمن صوفان التي تقطن في منزل شيده زوجها عام 1976 يقع اليوم على بُعد أقل من 800 متر فقط عن مستوطنة "ايتسهار" التي اقيمت على اراضي المواطنين الفلسطينيين في قرية بورين عام 1982 من الجهة الجنوبية للقرية، ويعد منزل ام ايمن صوفان الذي تقطنه مع ابنائها وبناتها واحفادها الـ10 المنزل الاقرب على هذه المستوطنة.
وقالت ام ايمن:" زوجي توفي بجلطة بعد تعرضنا لاول هجوم من قبل مستوطنين من "ايتسهار" عام 2002 ، حيث قام المستوطنون بإحراق المنزل بالكامل زنجن بداخله في منتصف الليل، ورحل ولكن انا ما زالت هنا مع ابنائي اقاوم المستوطنين وهجماتهم التي تتواصل بشكل شبه يومي منذ ذلك التاريخ".
وتضيف ام ايمن... من يومها قطعت عهدا على نفسي بألا اغادر هذا المنزل مهما حصل بالرغم من ان هجمات المستوطنين على منزلي تكاد تكون شبه يومية بل وتتكرر احيانا باليوم الواحد عدة مرات، وقام المستوطنون بإحراق المنزل مرة ثانية بعد ان احرقوه وتوفي زوجي... ويقومون بالقاء الزجاجات الحارقه وزجاجات الطلاء بل وقاموا قبل عدة اشهر بسكب النزين من اسفل الباب وحاولوا احراق المنزل علي وعلى اطفالي... وحرقوا سيارتين لابنائي وقاموا بتسميم عشرين رأس من الاغنام لي وسرقوا حصان وهم يقومون بكل شيء من اجل ان اترك هذا المنزل.. حتى يقوموا بالاستلاء على المنطقة بكاملها لا سيما وانهم احرقوا كافة الاراضي حول المنزل ولكن انا لن ارحل وسوف ابقى اقاوم هنا.
وتصف ام أيمن صوفان احدى هجمات المستوطنين وتقول في آخر مرة جاء اكثر من عشرين مستوطنا من خلف المنزل يلبسون جمعيا اللباس الابيض ومقنعين ويحملون سكاكين واسلحة رشاشة ومسدسات وعصي واحيانا يصطحبون معهم الكلاب ويبدأوا بمحاصرة المنزل والقاء الحجارة على المنزل
ويصرخون " اخرجوا من المنزل....".
واكدت ام ايمن ان الجيش يحاصر المنطقة ويمنع المواطنين من الوصول الى البيت للدفاع عني وتقول ان قوات الاحتلال هي شريكة مع المستوطنين في الاعتداءات بشكل مؤكد.
وقامت ام ايمن صوفان باتخاذ اجراءات حول منزلها مثل وضع حراسات على الشبابيك كما وضعت الاسلاك الشائكة على الجدران وعلى الاسطح الا ان قوات الاحتلال الاسرائيلي ترفض السماح لام ايمن بوضع حائط بسيط من الطوب حول منزلها كنوع من الحماية من المستوطنين بحجة ان المنطقة اصبحت منطقة عسكرية مغلقة.
وتقول انها لا تنام بالليل وهي تنتظر هجوم المستوطنين حتى تتصدى لهم هي وابنائها وتقول:" اقسمت ألا اغادر هذا المنزل ولم ولن اغادره لو بقي المستوطنون يشنون هجمات كل ساعة بل كل دقيقة فهذا بيتي وهذه ارضي وانا لن اترك ارضي".
وعن حجم الدعم الذي تتلقاه من المسؤولين في السلطة الوطنية... قالت... تلقيت دعما ولكنه غير كاف وسأقول لك عن حجم معاناتي خط التلفون في منزلي مفصول وهذا هو وسيلة اتصالي الوحيدة بالعالم عند يهجم المستوطنون... ولكني مع ذلك باقية هنا ولن ارحل.
المصدر: وكالة معا