جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
أعلنت الحكومة الإسرائيلية يوم الجمعة 18/11/2011 عن ايداع خريطة هيكلية تحت اسم - الحديقة الوطنية - منحدرات جبل المشارف - سكوبس - رقم 11092/أ يتم بموجبها مصادرة الاراضي الواقعة في منحدرات جبل المشارف في السفوح الشرقية لمدينة القدس الشرقية وتشمل الاراضي المذكورة اسفل ومحيط الجامعة العبرية من الغرب وشارع رقم1 - القدس ( معالية ادميم) من الشرق وحي الطور من الجنوب وحي العيسوية ويلتف الى الجامعة العبرية من الشمال وتحويل جميع هذه الاراضي الى حدائق(( وطنية )) ومحميات طبيعية ومواقع قومية ومواقع (( تخليد للذاكرة اليهودية) ) في القدس الشرقية . وحسب الإعلان الرسمي امس يتم تغيير تصنيف هذه الاراضي المشار إليها من مناطق بناء ومناطق مبان عامة الى حدائق وطنية توراتية ويحدد فيها البناء بشروط مشددة وضمن قيود صارمة . ووضع المخطط للاعتراض عليه لمدة 60 يوماً لدى اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء / لواء القدس من تاريخ نشر المشروع في الصحف امس ومن ثم سيجري المباشرة في التنفيذ بعد ذلك بحيث يتم ربط هذا المشروع مع ما يسمى بمشروع الحديقة الوطنية فيما يسمى ب( الحوض المقدس ) بحيث تلتقي مع سلسلة مشاريع مشابهة بعد تعديل الخطة 2020 لتصبح 2030 . واستند القرار الإسرائيلي الى ما يسمى بقانون الحدائق الوطنية 1988 معتبراً أن هذا القانون الإسرائيلي يسري على القدس الشرقية المحتلة عام 1967 بحيث يجري تحديد توجيهات العمل والتطوير فيها للحدائق ( الوطنية )للمحافظة على مزاياها الطبيعية وقيم التراث الطبيعية والمناظر الطبيعية لذلك سيجري تغيير تخصيص طبيعة الارض من مبان عامة الى حديقة وطنية . ويرى خبير الاستيطان والخرائط في بيت الشرق خليل التفكجي في تصريحات خاصة، ان المخطط ينسجم والسياسة الاستيطانية الإسرائيلية المتبعة منذ احتلال المدينة المقدسة عام 1967 وبناء على قرار ضم القدس الشرقية الى الغربية وفرض السيادة الإسرائيلية عليها عنوة فعملية تحويل هذه المساحات الشاسعة من الاراضي في القدس المحتلة تتم بهدف قطع الطريق على الفلسطينيين في القدس وسحب المساحة الوحيدة المتبقية لجسر الهوة وتخفيف الاكتظاظ السكاني الذي تعاني منه المدينة . واوضح التفكجي :" ان المخطط خطير يأتي ضمن سلسلة من الخطوات الاستيطانية المتسارعة في القدس والتي في مجملها تكمل بعضها البعض لتكتمل الصورة التي رسمتها الحكومات الإسرائيلية منذ عقود لتصبح القدس ذات غالبية يهودية ذات طابع غربي بعيد عن طابعها العربي والإسلامي وجزءا من المنظومة الاستيطانية المتراكمه على سفوح وفي ازقة المدينة التي تتبدل معالمها رويداً رويداً ". وقال التفكجي ان المشاريع الاستيطانية في القدس مختلفة عن تلك المشاريع الاستيطانية المخصصة لتفتيت الضفة الغربية وضرب وحدتها وتماسكها الديمغرافي , فالقدس تعاني وتتعرض لهجمات استيطانية من كافة الجهات والمؤسسات والبلدية والحكومات الإسرائيلية المتعاقبة جهاراً نهاراً دون اي حساب للمجتمع الدولي والقرارات الأممية والمقررات والمواثيق الدولية بهدف سلخها عن امتدادها في الضفة الغربية وضمها وتهويدها بشكل كامل بصورة مستمرة للحيلولة دون أي امكانية لإعادة تقسيمها واتخاذها كعاصمة للدولة الفلسطينية العتيدة . واوضح ان الحدائق التوراتية بدأت عملياً تأخذ مسارها نحو التطبيق بهذا القرار وغيره فالسلطات الإسرائيلية تتعمد نشر الإعلانات المتعلقة بالمشاريع الاستيطانية في صحف غير متوفرة للغالبية العظمى من ابناء شعبنا الفلسطيني كي لا يتم الاعتراض عليها خلال فترة الاعتراضات الرسمية فمشروع الحدائق التوراتية والنصب والحدائق نشر امس في صحيفة (الفجر الجديد) ذات الانتشار المحدود وتم ذلك بخط صغير وفي صفحة داخلية من قبل اللجنة اللوائية ولم ينشر في الصحف الفلسطينية الرئيسية . واكد التفكجي ان معظم المشاريع التي كانت مدرجة حسب الخطة 2020 تم اضافة المزيد من المشاريع لها وإعادة تحديثها و اخذت اسم 2030 بمعنى اخر كيف ستبدو مدينة القدس في العام 2030 وقال هذا يدفعنا للتساؤل حول مستقبل المدينة والجهد المقابل للمحافظة على عروبتها وإسلاميتها وتوفير مقومات الصمود لأهلها .
المصدر: المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان