جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
أكد تقرير أصدره مركز العمل التنموي "معا" بغزة، الثلاثاء 22-11-2011، أن (إسرائيل) تواصل العبث والتلويث والتدمير الإسرائيلي للأحواض الجوفية والسطحية في الضفة الغربية وقطاع غزة في سياسة تهدف إلى تعطيش الفلسطينيين وانتزاع حقوقهم الطبيعية في الماء. وشدد التقرير على ضرورة إيفاد فريق عمل فني ودولي محايد لفحص مستويات التلوث المائي الذي خلفته (إسرائيل) في الآبار الجوفية وحوض نهر الأردن، وما يؤثره ذلك على حياة السكان في المناطق المجاورة لهذه المصادر المائية. سرقة ممنهجة: وأفاد التقرير أن ما يقارب من 500 مستوطن إسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة يستهلك الفرد الواحد منهم نحو 9 إلى 10 مرات ما يستهلكه الفرد الفلسطيني. وحسب مصادر هيئة المياه الإسرائيلية التي نقل عنها التقرير، يستخدم حاليا 4 ملايين فلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة نحو 323 مليون متر مكعب سنويا من مصادرهم المائية، وذلك لتلبية الاحتياجات المنزلية والصناعية والزراعية، وفي المقابل، يستخدم نحو 6 ملايين إسرائيلي حوالي 2009 مليون متر. وأكد أن (إسرائيل) تنهب من الجزء الجنوبي للخزان الجوفي في غزة أي "آبار شرقي القطاع" نحو 10 ملايين متر مكعب من المياه المالحة للأغراض الزراعية، لافتًا النظر إلى أن الضخ الزائد من آبار القطاع أثر على نسبة ملوحة الماء، وسبب عجزا في الخزان الجوفي. وأشار التقرير إلى أن إيقاف (إسرائيل) لجريان مياه نهر الأردن، وتحويلها إلى مشروعات زراعية في النقب؛ عمل على انخفاض كبير في مستوى البحر الميت، وجفاف جزئه الجنوبي. وتعجبَ من "ابتداع (إسرائيل) فكرة قناة البحرين لإنقاذ البحر الميت من الجفاف، في الوقت الذي تستطيع فيه أن تعيد له الحياة برفده بمصادره الطبيعية مرة أخرى. وتابع التقرير: "ضخت (إسرائيل) ما يقارب الخمسة وخمسين مليون متر مكعب سنويا من الآبار المنتشرة في أنحاء مختلفة من الضفة الغربية، والتي يصل عددها إلى نحو 42 بئرًا، وهذا يعتبر عملية نهب صغرى، لا تقارن بالكبرى التي كانت عبر شبكة طويلة من الآبار حفرت خصيصا على امتداد الحوض الغربي الذي يعد أغنى الأحواض المائية الفلسطينية، ويمتد على طول حدود الضفة الغربية، ويزيد عددها على 500 بئر، وتمتد ابتداء من منطقة سالم في جنين شمالا، وحتى جنوب قلقيلية. وتعد هذه الآبار جزءًا مما يسمى بالنظام القطري الإسرائيلي الذي يصل مختلف الخطوط المائية بعضها ببعض، وقد تحدد مسار الجدار على طول هذا الحوض والآبار التي تمتص مياهه. تناقض وتحيز: ونوه التقرير إلى أن (إسرائيل) لا تسمح للفلسطينيين بحفر أي بئر في الحوض الغربي لمرج ابن عامر، في الوقت الذي تسمح لهم بالحفر في حوضه الشرقي الذي يحتاج فيه الفلسطيني إلى 700 متر حتى يصل إلى الماء الجوفي، ناهيك عن أن جودته متدنية مقارنة بالغربي. وذكر أن جدار الفصل العنصري، ضمن لـ(إسرائيل) امتلاك أضخم احتياطي من الماء يمكن أن تعتمد عليه "دولة فلسطينية مستقبلية"، إذ منع الفلسطينيين من تطوير مصادرهم المائية، وبالتالي فالدولة المستقبلية ستكون دون مخزون استراتيجي من الماء. وفي ورقة عمل قدمها الخبير البيئي جورج كرزم، أكد أن الحل الجذري يكمن في توقف (إسرائيل) عن حجبها لتدفع مياه بحيرة طبرية في نهر الأردن، مما يعني توفير مئات الملايين من الأمتار المكعبة سنويا من المياه المنهوبة مباشرة من النهر أو الروافد المغذية له. وتابع: "وقف تدهور نهر الأردن يعني تحسن حال البحر الميت، وبالتالي إعادة الحياة إلى نظام الجريان الطبيعي لسلسلة بحيرة طبرية – نهر الأردن – البحر الميت، الأمر الذي سيساهم في إعادة أكبر قدر من التوازن البيئي الطبيعي الأصلي لحوض نهر الأردن، وبالتالي تقليص المخاطر". وعن حل مشكلة البحر الميت وتراجع مستواه، قال: "يجب أن تتوقف (إسرائيل) عن حجبها لتدفق مياه بحيرة طبرية في نهر الأردن، فضلًا عن وقف نشاطات المصانع الإسرائيلية المستنزفة لمياه البحر الميت وهذا يعني توفير نحو 900 مليون متر مكعب سنويا من المياه المنهوبة مباشرة من البحر الميت أو من الروافد المغذية له". وأضاف: "تلك الكمية أكبر مما يحتاجه البحر لحل ما يسمى "مشكلة جفاف البحر الميت"، علما بأن البحر الميت يحتاج إلى نحو 800 مليون متر مكعب سنويا من المياه لوقف استمرار تراجع مستواه، وهذه الكمية تتناسب مع سرعة التبخر السنوية للبحر الميت". واعتبر أن التجمعات الاستيطانية اليهودية في طبرية وغور الأردن وبيسان من أكبر ملوثي الجزء الجنوبي من نهر الأردن، إذ تعمد إلى صب كميات ضخمة من المياه العادمة المنزلية الصناعية غير المعالجة فيه، مما حول لون مياهه إلى الأخضر، وانتشرت الروائح الكريهة في مختلف أنحائه. وأكد أن (إسرائيل) تعتبر مساحات شاسعة من النهر والأراضي المحيطة به منطقة عسكرية مغلقة، قائلًا: "إن مناطق معينة منها لم تطأها قدم الإنسان منذ ستين عاما، وبالرغم من هدوء الحدود الإسرائيلية الأردنية، منذ عشرات السنين، إلا أن حظر الدخول إلى مساحات كبيرة من محيط النهر لا يزال ساريًا، بسبب انتشار الألغام الأرضية".
المصدر: فلسطين اون لاين