الموقع:
197265: PGR
المسافة من جنين (بالكيلو مترات): 1.5
متوسط الارتفاع (بالأمتار): 900
ملكية الأرض واستخدامها في 1944 ـ 1945 (بالدونمات):
الملكية
|
|
الاستخدام
|
|
عربية
|
408
|
مزروعة
|
2828
|
يهودية
|
5170
|
(% من المجموع)
|
(51)
|
مشاع
|
1
|
مبنية
|
25
|
المجموع
|
5579
|
|
|
عدد السكان:
1931: 170
1944/1945: 240
عدد المنازل (1931): 38
بيريا قبل سنة 1948
كانت القرية تنتصب على المنحدر الجنوبي لتل يشرف على مدينة صفد جنوباً، ويواجه جبل الجرمق غرباً، وعند أسفل هذا المنحدر كان يمتد واد عميق، وكان يفصلها عن صفد أراض زراعية يخترقها طريق عام يصل صفد بالبلدات والقرى المجاورة، ومن الجائز أن تكون بيريا أنشئت في موقع قرية بيراي Berai) أو بيري (Biri) الرومانية، التي كانت أيضاً بلدة يهودية في القرن الأول للميلاد.
في سنة 1596، كانت بيريا قرية في ناحية جيرة (لواء صفد)، وعدد سكانها 319 نسمة، وكانت تؤدي الضرائب على عدد من الغلال كالقمح والشعير والزيتون، بالإضافة إلى عناصر أخرى من الإنتاج والمستغلات كالماعز وخلايا النجل وكروم العنب ومعصرة كانت تستعمل إما لعصر العنب، وإما لعصر الزيتون.
في أواخر القرن التاسع عشر، كانت بيريا قرية مبنية بالحجارة ومحاطة بالأراضي الزراعية، وفيها نحو 100 ـ 150 نسمة (معظمهم من المسلمين)، وفي الأزمنة الحديثة، كانت الأراضي الزراعية تقع، في معظمها جنوبي شرقي القرية.
في 1944/1945، كان ما مجموعة 328 دونماً مخصصاً للحبوب، و 53 دونماً مروياً أو مستخدماً للبساتين، وكان سكان القرية في معظمهم يعملون في الزراعة، ويستمدون المياه للاستعمال المنزلي ولري المزروعات من بضعة ينابيع تجري في الجوار، وكانت القرية تعتمد في الحصول على الخدمات الأساسية وتسويق بضائعها.
احتلالها وتهجير سكانها:
روت صحيفة «نيويورك تايمز» أن مناوشة جرت في جوار بيريا يوم 7 نيسان/أبريل 1948، إذ أعلنت الهاغاناة للمراسلين الأجانب أن 20 عربياً قتلوا في اشتباك وقع بالقرب من جبل كنعان، خارج صفد، ولم تورد الصحيفة أية تفصيلات أخرى، لكن من الجائز أن القرية كانت متورطة في ذلك الاشتباك، نظراً إلى وقوعها على منحدر الجبل.
يقول المؤرخ الإسرائيلي بني موريس إن فرقة من البلماح استولت على بيريا في 1أيار/مايو 1948، بينما استولت قوة أخرى على قرية عين الزيتون المتاخمة، وذلك تمهيداً للهجوم على صفد، وهو لا يعطي أية تفصيلات عن الأوضاع التي تم الاحتلال فيها، لكن الأرجح ـ قياساً بما جرى في عين الزيتون ـ أن السكان أرغموا على الرحيل، وريما قتل بعضهم في أثناء ذلك، وباستيلاء البلماح على هاتين القريتين، تمكنت قواته من إقامة خطوط الاتصال بالحامية اليهودية المرابطة في صفد، وتسهيل عملية الاستيلاء على المدينة تالياً.
ويذكر موريس أن سقوط بيريا أضعف معنويات سكان صفد، الذينـ وبحسب ما ذكر تقرير أوردته صحيفة «نيويورك تايمز» ـ بدأوا يغادرون المدينة بعد سقوط تلك القرية. وقد تم احتلال الجليل الشرقي وصفد في أيار/ مايو، في سياق عملية يفتاح (انظر آبل القمح، قضاء صفد).
المستعمرات الإسرائيلية على أراضي القرية:
في سنة 1945، أنشأ الصهيونيون مستعمرة حصينة على أراضي القرية، ودعوها بيريا (196265). وفي 5 آذار/ مارس 1946، قامت سلطات الانتداب البريطاني بعملية تفتيش عن السلاح هناك، في أثناء التحقيق في التقارير القائلة إن سكان المستعمرة أطلقوا النار على معسكر للجيش العربي يقع في الجوار؛ فاعتقلتهم واحتلت المستعمرة بعد أن اكتشفت أسلحة فيها. وبعد مرور عشرة أيام، زحفت جماعة قوامها 3000 يهودي آخر صاعدةً الجبل، وحاولت أن تنشئ مستعرة ثانية، لكن الجنود البريطانيين فرقوا أفرادها وردوهم على أعقابهم. وبعد مواجهات مستمرة أطلق البريطانيون اليهود الذين اعتُقلوا، ثم أخلو المستعمرة في (7 حزيران/ يونيو 1946)؛ وقد استولى عليها كيبوتس ديني في أيلول/ سبتمبر 1948.
القرية اليوم:
بقي نحو خمسة عشر منزلاً، يقيم فيها الآن سكان من مستعمرة بيريا؛ إذ وُسِّعت المستعمرة لتشمل موقع القرية (انظر الصورتين). وثمة، فضلاً عن المنازل الآهلة، أربعة منازل أخرى شبه مهجورة أو تُستعمل مستودعات. ويشاهَد بعض حجارة المنزل المهدَّمة في بعض حيطان المستعمرة. ويختلط ببعض الأشجار المغروسة حديثاً كثير من شجر اللوز القديم والتين والزيتون والكينا، المتناثر في أرجاء المكان.
المصدر: كتاب كي لا ننسى