الطابغـة
الموقع:
201252: PGR
المسافة من صفد (بالكيلو مترات): 9
متوسط الارتفاع (بالأمتار): ـ 200 (تحت مستوى سطح البحر).
ملكية الأرض واستخدامها في 1944ـ 1945 (بالدونمات):
(ضمنتها تل الهنود وخان المنية)
الملكية
|
|
الاستخدام
|
|
عربية
|
5287
|
مزروعة
|
3022
|
يهودية
|
0
|
(% من المجموع)
|
(56)
|
مشاع
|
102
|
مبنية
|
غير متاح
|
المجموع
|
5389
|
|
|
عدد السكان:
1931: 245 (ضمنه خان المنية)
1944/1945: 330 (ضمنه تل الهنود وخان المنية).
عدد المنازل (1931): 53 (ضمنه خان المنية).
الطابغة قبل سنة 1948
كانت الطابغة مبنية في رقعة مستوية من الأرض على الشاطئ الشمالي الغربي لبحيرة طبرية، إلى الشمال من سهل يدعى غوير أبو شوشة، وكانت طريق فرعية تربط القرية بطريق طبرية ـ صفد العام، كما كانت طريق فرعية أخرى تصلها بقرية السمكية المجاورة، وفي جوارها ينابيع عدة، وعدت القرية قائمة في موقع قرية هيبتابيغون (Heptapegon) القديمة (والاسم يوناني ويعني: الينابيع السبعة)، وقد عرفها الصليبيون بامس «منسا كريستي».
في سنة 1596، كانت الطابغة قرية في ناحية جيرة (لواء صفد)، وعدد سكانها نسمة، وكانت تؤدي الضرائب على عدد من الغلال كالقمح والشعير، بالإضافة إلى عناصر أخرى من الإنتاج والمستغلات كالماعز وخلايا النحل والبساتين.
وفي سياق الكلام على المنطقة، أتى الرحالة السويسري بوركهارت إلى ذكر أحد ينابيع الطابغة، وقال إن ماءه مالح، وأشار إلى وجود منازل وطاحونة قرب النبع، وإلى أن نفراً من السكان يعتاش من صيد السمك. كما أن عالم الكتاب المقدس الأمريكي إدوارد روبنسون شاهد طاحونة أو اثنين في تلك الناحية، وذكر أنهما تعملان بماء أحد الجداول، وأن ثمة طواحين أخرى لا تعمل، وكانت هذه الطواحين ملكاً للحكومة، وكان عدد من سكان صفد يشغلها.
في أيام الانتداب صنفت الطابغة مزرعة في «معجم فلسطين الجغرافي المفهرس» (Palestine Index Gazetteer) وكانت منازلها تمتد في موازاة شاطيء البحيرة، وفي موازاة الطريق الفرعية التي تصل القرية بطريق طبرية ـ صفد العام، وكان عدد سكانها 330 نسمة: 310 مسلمين و 20 مسيحياً، وكانت الزراعة عماد اقتصاد القرية، وإن كان نفر من سكانها يشتغل بصيد السمك، وكان شجر الزيتون مغروساً في الجزء الشمالي من أراضي القرية، وتفصله عن موقعها بقعة غابات صغيرة المساحة، وكانت بساتين الموز تغطي سبعة دونمات، كما كانت شجرات نخيل تنمو جنوبي القرية.
في 1944/1945 كان ما مجموعة 2728 دونماً مخصصاً لزراعة الحبوب، و 287 دونماً مروياً أو مستخدماً للبساتين.
قديماً، كانت الطابغة موقعاً لكنيسة بيزنطية يعود تاريخها إلى القرن الرابع للميلاد، كانت شيدت إحياء لذكرى معجزة «تكثير الأرغفة» التي وصفت في الأناجيل، وبنيت التنقيبات الأثرية في الكنيسة أن بناءها أعيد في القرن الخامس، قبل أن تدمر ثانية في أثناء الغزو الفارسي سنة 614م، في أرجح الظن وقد سلمت الفسيفساء التي كانت فيها، والتي تدل على مهارة فائقة، وعلى مسافة يسيرة في اتجاه الغرب، تقع خربة عريمة (200252) التي أجريت فيها تنقيبات أثرية في الثمانينات من القرن الحالي، والتي تشتمل على دلائل تظهر أنها كانت آهلة في العصرين البرونزي والحديدي، وإلى الجنوب منها، وعلى شاطئ البحيرة، تقع خربة المنية (201252) التي تضم آثار قصر شيد أيام خلافة الوليد بن عبد الملك الأموي (الذي حكم منذ سنة 705 م إلى سنة 715م)، وفي الثلاثينات من هذا القرن، عثر فريق من علماء الآثار الألمان على خزفيات عربية ونقوش داخل القصر، ومن الآثار أيضاً دينار ذهبي سك في سنة 707 م باسم الخليفة المذكور، ويقع جنوبي الموقع، وعلى الإحداثيات عينها، خان المنية الذي بناء سيف الدين تنكيز (توفي سنة 1340)، والي الشام من قبل السلطان المملوكي ناصر الدين محمد بن قلاوون (1279 ـ 1290)، وقد أتى إلى ذكر الخان نفر غير قليل من الرحالة العرب والغربيين، منهم المتصوف الشامي الشيخ عبد الغني النابلسي (1689)، وعالم الكتاب المقدس الأمريكي إداورد وربنسون (1841)، والرحالة السويسري بوركهارت (1822)، الذين أشادوا باخضرار المنطقة وحسن العمارة [د 364-363: 2/6 ].
احتلالها وتهجير سكانها
احتلت الطابغة وطرد سكانها ودمر عدد من منازلها في 4 أيار/مايو 1948، أو بعيد هذا التاريخ، وجاء ذلك في سياق عملية مطأطي (المكنسة) التي وضع البلماح مخططها لـ «كنس» العرب خارج منطقة غور الأردن، شرقي صفد.
وكانت عملية مطأطي هذه جزء من عملية يفتاح الكبيرة (أنظر آبل القمح، قضاء صفد)، وقضت الأوامر التي صدرت إلى قائد السرية بأن يشن هجوماً على الطابغة وقريتين غيرها، وأن يطرد «سكانها وينسف منازلهم» وذكر المؤرخ الإسرائيلي بني موريس، أيضاً أن سقوط طبرية في أواسط نيسان/أبريل قد استتبع هجرة جزئية من القرية هجرة جزئية من القرية [M: 121-22, 130].
وفي مقابلة أجريت مع سكان الطابغة قالوا أنهم هربوا أولاً إلى قرية السمكية المجاورة، التي كان سكانها يملكون خمس بنادق ويظنون أنهم يستطيعون بها الدفاع عن أنفسهم وفي 4 أيار/مايو، شاهدوا دخاناً يتصاعد من الطابغة.
وفي وقت لاحق من اليوم نفسه، اقتربت سيارات مصفحة من السمكية، ثم تبين أن النار أضرمت بمنازل الطابغة فاستولى الذعر على السكان، وراحوا يفرون في اتجاه سورية من دون أن يتسنى لهم جمع أمتعتهم، إذ كان جنود الهاغاناة يطلقون النار فوق رؤوسهم ثم عن عدداً قليلاً من سكان القرية تمكن من العودة إليها في الأيام اللاحقة، لكن دوريات الهاغاناة نجحت في غضون بضعة أسابيع، في الحؤول دون عودة أي شخص إليها.
المستعمرات الإسرائيلية على أراضي القرية:
لا مستعمرات إسرائيلية على أراضي القرية.
القرية اليوم:
ينتشر في أرجاء موقع القرية، الذي تغطي الأشواك والصبار جزءاً منه، أكوام الحجارة وبقايا الحيطان الحجرية المتداعية (انظر الصورة)، ولا تزال الكنائس والأديرة والمقامات المجاورة له قائمة، ويستعمل جزء من الأرض المحيطة بالموقع مرعى للمواشي، بينما يزرع الإسرائيليون الجزء الآخر، وتعتبر المنطقة كلها موقعاً سياحياً إسرائيلياً مهماً.
المصدر: كتاب كي لا ننسى